معركة أولي البأس

لبنان

اعادة تفعيل مبادرات تشكيل الحكومة
29/12/2018

اعادة تفعيل مبادرات تشكيل الحكومة

سلطت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الضوء على التأليف الحكومي مشيرةً الى ان مبادرة رئيس الجمهورية لتشكيل الحكومة وحلّ العقدة السنية المستحدثة لم تذهب أدراج الريح، وأن العمل جارٍ حالياً على تفعيلها عبر اتصالات تهدف إلى تقويم الاعوجاج الذي طرأ على سوء التنفيذ.

دفتر شروط جديد للولادة الحكومية

بدايةً مع صحيفة "النهار" التي كتبت أنه "تأكد ما أوردته "النهار" أمس اذ أعلن عن اجتماع بين رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم واتصالات تهنئة بالاعياد من "حزب الله" في اتجاه رئيس الجمهورية ميشال عون، وتأكيد نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي "أن مبادرة رئيس الجمهورية لتشكيل الحكومة وحل العقدة السنية المستحدثة لم تذهب أدراج الريح، وأن العمل جارٍ حالياً على تفعيلها عبر اتصالات تهدف إلى تقويم الاعوجاج الذي طرأ على سوء التنفيذ"، قبل ان يتوقع السفير الاماراتي لدى لبنان حمد سعيد الشامسي "تشكيل الحكومة قبل القمة الاقتصادية التي ستعقد في بيروت منتصف كانون الثاني المقبل"، ويقول "تفاءلوا بالخير تجدوه".

واضافت "أكد مرجع سياسي سابق لـ"النهار" ان المرحلة المقبلة ستشهد ضوءاً أخضر ايرانياً يساهم في ولادة الحكومة بعدما بدأت المتغيرات الاقليمية التي كان "حزب الله" يتوقعها وينتظرها، وهو يعلم جيداً كيف يستثمرها في ظل استياء سوري من معظم الاطراف الداخليين اللبنانيين بدءاً من فريق رئيس الجمهورية مروراً بفريقي رئيس مجلس النواب ورئيس الوزراء وصولا الى بعض حلفائها الاخرين. وان التعطيل، وان كان الوزير جبران باسيل في ظاهره، الا ان حقيقته تكمن في مكان آخر. وتساءل عما اذا كان أكثر من طرف ساهم في العرقلة سيكون نادماً في المرحلة المقبلة؟".


حكومة 2019 تنتظر الرأس التي ستتكسّر؟

بدورها، قالت صحيفة "الأخبار" أنه "من الصعب توقّع إخراج قريب لمأزق تأليف الحكومة من دون أن يُحسب الحل أن أحداً كسر أحداً. تبعاً لشخصية واسعة الإلمام: كبر الكباش، وبات أكبر من أصحابه، مع أن المشكلة أبسط من ذلك. كذلك حلها. أضحى التأليف مشكلة رؤوس حامية ليس إلا".

واضافت "«لا أحد يتحدث مع أحد». ليست المرة الأولى يقولها رئيس مجلس النواب نبيه برّي حيال المأزق الدستوري. عبارة يودّع بها الاستحقاق سنة 2018، من غير أن يكون متيقناً في أي وقت يمكن أن تبصر الحكومة الجديدة النور، في الأسابيع الأولى من السنة الجديدة. بعض غلاة التشاؤم لا يستبعدون إمرار الشهر الأول كأنه اليوم.
مقالات مرتبطة".

وتابعت "تلفن برّي لرئيس الجمهورية ميشال عون وعايده، من غير أن يؤتى على أي كلمة عن تعثر التأليف. كذلك تحدث الوزير علي حسن خليل إلى الرئيس المكلف سعد الحريري، فلم يستنتج منه أي احتمال إيجابي، سوى أن الحل مؤجل. ما يبعث على الغرابة لدى رئيس المجلس أن الحريري قال إنه ملتزم الصمت، ولا يريد التعاطي في التأليف، المنوط به كمهمة دستورية".

وقالت "عندما يُسأل برّي عن الثغرة التي يمكن من خلالها التخلص من هذه الأزمة، يجيب باقتضاب: «ليست هناك مشكلة. توجد لائحة مرشحين للمقعد السنّي، سواء الأصليين أو وكلائهم. خرج اسم وبقيت ثلاثة أسماء، فليسموا أحدها. أما عن الحقائب، فنعود بها إلى ما قبل التلاعب الأخير بها بالإبقاء على ما تمّ الاتفاق سابقاً على توزيعها، فننتهي». بحسب برّي المشكلة ليست في أي من الأسماء المرشحة للتوزير في المقعد السنّي، بل في المكان الذي يقتضي أن يحل فيه: «هذا الرجل يجب أن يكون، وفقط، ممثلاً للنواب السنّة الستة، وليس لأي فريق آخر. بل أن يأتمر بأمرهم. عندما تنازلت في حكومة 2011 عن مقعد شيعي لوزير سنّي (فيصل كرامي) لم أفرض عليه أي شرط، إلا أنه لم يذهب إلى مكان آخر، بل صوّت في مجلس الوزراء إلى جانب حركة أمل».

«القمة الاقتصادية» تدهم المؤلِّفين…

من جهتها، ذكرت صحيفة "البناء" أنه "ملّ الانتظار من الانتظار، وتعب التفاؤل من التشاؤم، في رصد تطوّرات المشهد الحكومي، حتى فقد كل تطور في الاتصالات الخاصة بحلحلة العقد الحكومية عاجزاً عن جذب الاهتمام، بعدما تكرّرت الانتظارات وتلتها الخيبات، ومع النتائج السلبية للفراغ الحكومي بدت المكاسب التي يسعى الأطراف إلى تحصيلها غريبة عن المزاج الشعبي الذي تسوده قناعة عابرة للمناطق والتيارات عنوانها أن القضايا الخلافية رغم أهميتها لأصحابها فهي ليست بحجم أهمية الحاجة لحكومة تسير شؤون البلد، ولا يبدو حجمها مقنعاً للبقاء في الفراغ، الذي تتقاذف كرة مسؤوليته الأطراف بطريقة ضاع فيها أيضاً إمكان التمييز بين المعرقل والمسهل. 

واضافت "جاء كلام لافت لسفير دول الإمارات العربية المتحدة في لبنان عن الجزم بولادة الحكومة قبل القمة الاقتصادية العربية، وبالتزامن مع المسار الذي افتتحته الإمارات نحو دمشق، ليعيد طرح السؤال عن حجم العناصر المحلية والعناصر الإقليمية في تعقيد ولادة الحكومة، وعما إذا كان كلام السفير الإماراتي الجازم بالولادة الميمونة للحكومة، بعيداً عن تمنيات العيد التقليدية بهذه الولادة، ضوءاً أخضر خليجياً للرئيس المكلف بالسير قدماً في استيلاد حكومته، التي نجح فريقه بضمان الثلث المعطل فيها، ورمى بأثقال التعطيل على فريقي رئيس الجمهورية وقوى الثامن من آذار، وربما يكون لهذا الكلام مفاعيله التي تلاقي المساعي التي يقودها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم لبدائل تعيد إحياء المبادرة الرئاسية لحل عقدة تمثيل اللقاء التشاوري بأسماء جديدة وصيغ مختلفة".

وتابعت "بعدما عاش ملف تأليف الحكومة فترة من الركود والجمود غداة تعثر المبادرة الرئاسية وما تبعه من سجالات ومواقف عالية السقف كادت تهدد تفاهمات وتسويات، شهد مسار التأليف أمس، حركة لافتة مع عودة المفاوض المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الى ميدان التأليف بمظلة سياسية واسعة وفرها التواصل الهاتفي بين رئيس الجمهورية ميشال عون والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي جاء بعد اتصالات ولقاءات عدة جرت بعيداً عن الأضواء بين رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل ومسؤول وحدة الارتباط في الحزب وفيق صفا لتطويق تداعيات التباين الحكومي الإعلامية والسياسية".

إقرأ المزيد في: لبنان