عين على العدو
بوحبوط: أمام ضعف ترامب والتهديد الإيراني "اسرائيل" يمكنها فقط الاعتماد على نفسها
كتب المحلل العسكري الإسرائيلي أمير بوحبوط مقالاً في موقع "والاه" ذكر فيه أن رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي قال قبل يوم من عشية عيد الغفران: "لن نسمح بالتعرض لـ"إسرائيل"، وإذا حصل ذلك سنرد بقوة". وأضاف أنه "يمكن التقدير أنه في الفترة المتفجرة، كل كلمة في خطابه اختيرت بدقة وبشكل مدروس بعمق لكي يكون هناك دقة في نقل الرسائل، لمواطني إسرائيل وكذلك أيضاً لأعداء إسرائيل وفي طليعتهم إيران، عن قوة الاستخبارات الإسرائيلية في كشف ليس فقط قدرات إنما أيضاً نوايا"، على حد تعبيره.
وأشار الموقع الى أنه "لا يمكن الانفصال عن الفترة السياسية التي تُعتبر فيها كل خطوة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خطوة هدفها خدمة مصالح شخصية أو حزبية. لكن حين أضاف رئيس الأركان إلى خطابه وقال: " نحن نراقب عن كثب، ونجري تقديرات وضع بشكل يومي ونتخذ قرارات مهنية ومسؤولة تقوم إلى هجوم، وإحباط تهديدات، إلى جانب الحفاظ على التوازن" ـ يمكن التقدير أنه يرغب في نقله للجمهور، وكذلك للمشككين- رسالة مفادها أنه مدرك جداً في ذروة الفترة المشحونة من ناحية سياسية، ومن ناحية أخرى تضاف قضية حساسة جداً: هل يقومون بالهجوم على كل يعرفونه من معلومات، أو يبحثون عن نقطة توازن يتم فيها إحباط نوايا العدو من دون جر المنطقة إلى حرب" حسب الموقع.
ولفت الموقع الى أن "مصدر قلق أولي للمؤسسة الأمنية هو الإعلان الإيراني عن الخروج تدريجياً من الاتفاق النووي مع الغرب، بشكل يسمح لها الوصول خلال أقل من سنة لتخصيب يورانيوم بمستوى عسكري تمهيداً لإنتاج قنبلة نووية أولى. ويجب على جهاز الاستخبارات الإسرائيلي أن يكون حذراً لتشخيص أي تغيير، وخرق وتقدم في مشروع النووي. ومن المهم الإشارة بهذا الصدد إلى ضعف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي فضل في هذه المرحلة تهديد الإيرانيين عبر تويتر وفي نفس الوقت دعوة قادة النظام الإيراني إلى طاولة المفاوضات، وكأنها صفقة لشراء عقارات".
وتابع الموقع: "من أجل فهم طبيعة المرحلة يجب النظر بعيداً عن أعين الجمهور حول ما يحصل في الشرق الأوسط: أولاً يجب الإضاءة على المعارك التي يديرها الحوثيون بتمويل واضح من إيران ضد السعودية. الصواريخ الجوالة التي أصابت منشآت النفط السعودية يجب أن تقلق كل الغرب، لأن منظومات الدفاع الجوي الأميركية الثمينة لم تفعل شيئاً وارتفاع اللهب في منشآت النفط أوضح للعالم حجم الضرر، الذي في الحقيقة تم إصلاحه بسرعة، لكن الأمر لن يكون كذلك إذا أصاب بنفس الأسلوب منشآت إستراتيجية في الجبهة الداخلية لإسرائيل. ولا يدور الحديث عن قذائف صاروخية أو صواريخ قصيرة المدى إنما صواريخ جوالة طريقة الحماية منها أكثر تعقيداً من صواريخ باليستية بطيئة وثقيلة".
ورأى المحلل الإسرائيلي أنه يجب عدم الاستهانة بإيران: هي مركز المعرفة. لديها ثروة بشرية نوعية جداً، من بينهم مهندسون لامعون يحركون صناعات أمنية كاملة. صواريخ جوالة وهجوم على إسرائيل في فترة إنذار قصيرة من دول جارة يستلزم استعدادا معززا، تأهبا استخباريا وإنذارا وتفكيرا معمقا: هل يجب إحباط قدرات أو أن ننتظر كشف نوايا واضحة؟.
وختم المقال: "الأيام الأخيرة التي اتخذ فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراراً بالتخلي عن الأكراد في شمال الدولة، حلفائه، هي إشارة لكل الشرق الأوسط أن كلمة حليف نسبية جداً ومؤقتة. "إسرائيل" يجب أن تتكل على نفسها فقط".
إقرأ المزيد في: عين على العدو
22/11/2024