معركة أولي البأس

عين على العدو

هآرتس
10/02/2020

هآرتس": ترامب زرع الفوضى في الشرق الأوسط

بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب عامه الرئاسي الرابع والحاسم، والذي سيحدد فيما إذا سيكون مؤهلاً لفترة ولاية أخرى. إزاء ذلك، يقول لنائب رئيس مجلس الأمن القومي الاسرائيلي السابق تشيك فرايليخ في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" إن التوقيت مناسب لدراسة توازن إنجازات ترامب في الشرق الأوسط. 

ويضيف إن البرنامج النووي الإيراني وجهود توسيع طهران لنفوذها في الساحة كانوا القضيتين الأساسيتين اللتين شغلتا ترامب في الشرق الأوسط. وعلى المستوى النووي، اتخذ الرئيس الأميركي بتشجيع من بنيامين نتنياهو خطوتين رئيسيتين: الانسحاب من الاتفاق وفرض عقوبات على إيران، ويتابع "في الوقت الحالي، لم تحدث التغييرات التي طال انتظارها، بل على العكس إيران إستأنفت برنامجها النووي، حيث يشير تقدير شعبة الإستخبارات الإسرائيلية "أمان" الأخير، إلى أن يران يمكنها الوصول إلى قنبلة نووية في غضون عامين".

ويشير إلى "فشل الولايات المتحدة في منع تمركز إيران في المنطقة، حيث تزايد وجودهم في سوريا، وأصبحت إيران إلى جانب روسيا القوتين الأقوى هناك. كما أن أوامر ترامب المتناقضة فيما يتعلق بسحب القوات الأمريكية من سوريا ونشرها والتخلي عن الأكراد لا تخجل حتى جمهورية الموز".

وفيما يخصّ لبنان، يوضح فرايليخ أنه لم تكن الجهود الأمريكية المحدودة كافية لمنع استمرار حزب الله وسيطرته على السلطة، بحسب تعبيره، زاعمًا أن "التيارات الشيعية في العراق تهدد النظام في العراق، وأن والصواريخ التي تضعها إيران على أراضيها وفي اليمن تنضم إلى مخزون حزب الله الصاروخي وتعطيه مساحة إضافية لتهديد "إسرائيل"".  

ويردف "في اليمن، أنصار الله يهددون بضرب مضيق باب المندب، مع امتناع ترامب عن الرد على الاستفزازات فيما يخص الخليج، بما في ذلك مهاجمة ناقلات النفط، وإسقاط طائرة أمريكية بدون طيار والهجوم غير المسبوق على منشآت النفط السعودية. كل واحدة من هذه الأعمال كان يمكن اعتبارها في الإدارات السابقة بأنها ذريعة لرد عسكري لاذع وحتى لحرب.. السعودية ودول الخليج فقدت ثقتها في السند الأمريكي وهي تسعى للتفاوض مع طهران، والحملة الإقليمية ضد إيران ضعُفت". 

وبحسب تشيك فرايليخ، اغتيال الفريق قاسم سليماني كان مجرد نزوة، فاجأت مستشاري الرئيس بما لا يقل عن إيران، والرد الإيراني على القاعدة كان حاضرا بينما ترامب الذي هدد بتدمير 52 هدفا، تجنّب الرد على ذلك خشية من التصعيد. ومنذ ذلك الحين، يتم قصف السفارة الأمريكية في بغداد، من دون رد.. بالنسبة "لـ"إسرائيل"، التهديد الإيراني ازداد بشكل جوهري خلال ولاية ترامب، وباتت "اسرائيل" محاطة بـ"وكلاء إيران" وقد تبقى وحيدة في المعركة ضدها". 

فلسطينيا، اعتبر فرايليخ أن ميزان ترامب كان أقل وضوحًا، إذ أن صفقة القرن، التي تم نشرها بتوقيت مصادف لعشية الانتخابات، هدفها ضمان إعادة انتخاب نتنياهو، أكثر من كونها تسعى لإحراز تقدم في المفاوضات، وأن السلام لن يتحقق من هذه الخطة. 

ويستذكر فرايليخ الاعتراف بالقدس وهضبة الجولان مؤكداً أنها كانت قرارات تاريخية. 

وحول اجراء المفاوضات، قال فرايليخ إنه "سيكون من المناسب الاحتفاظ بها كحلويات لـ"إسرائيل" لتحلية التنازلات التي ستطالب بها. كما يليق بترامب، كانت القرارات ذات طابع إعلاني إلى حد كبير، دون تثبيت وقائع لتسويات دائمة.. من جهة أخرى، لو انتظروا حدوث تقدم في المفاوضات، ربما لم تكن لتُتخذ قرارات. لذلك، في حساب شامل، حسنا فعل ترامب، الذي اخترق حواجز سياسية خيالية واتخاذ قرارات شجاعة".

"أمن "إسرائيل" يرتبط بوضع الولايات المتحدة"، هكذا يقارب فرايليخ الأوضاع، قائلًا إن ترامب تعرّض للسخرية في الرأي العام العالمي، إذ تقوّضت تحالفات تاريخية، وتضررت مكانة الولايات المتحدة كزعيمة للعالم، كذلك هنام صراع مع الصين وروسيا". 

ويقول فرايليخ "في الولايات المتحدة، وفي الشراكة المدمرة مع نتنياهو، حطم ترامب دعم الحزبين التقليدي لـ"إسرائيل"، ركيزة "العلاقات الخاصة"، إذ بدأ إنهيار الدعم لـ"إسرائيل" في المعسكر الديمقراطي، وللمرة الأولى يتحدث مرشحون رئيسيون للرئاسة عن اشتراط مساعدتها بتغيير سياستها بشأن القضية الفلسطينية".

ويرى نائب رئيس مجلس الأمن القومي أن "الولايات المتحدة تغير وجهها الديموغرافي، ومن المتوقع حدوث اتجاهات ستصعب العلاقات معها، بغض النظر عن سياسة "إسرائيل"، وأن الغضب في المعسكر الديمقراطي، الذي سيعود إلى السلطة عاجلًا أم آجلًا، وتغرُّب الجمهور اليهودي سيؤديان إلى تفاقم هذه الاتجاهات فقط". 

ويشدد على أنه "إذا تم انتخاب مرشح ديمقراطي، فإن التوتر سيزداد قريبا، بينما اذا تم انتخاب ترامب قد يتم تأجيل ذلك، لكنه سيتفاقم في المستقبل"، مؤكدا أن "الانتخابات القادمة هي فرصة حاسمة لتغيير سياسات "إسرائيل" وإنقاذ الوضع قبل وقوع الكارثة".

إقرأ المزيد في: عين على العدو