معركة أولي البأس

عين على العدو

حزب الله في الجولان.. هاجس يُقلق العدو
21/02/2020

حزب الله في الجولان.. هاجس يُقلق العدو

طل لف رام - صحيفة "معاريف"

بعد شهر ونصف على اغتيال قائد قوة القدس اللواء قاسم سليماني، عادت الجبهة الشمالية إلى روتينها المعروف. في المؤسسة الأمنية لا يلاحظ المسؤولون تغييرا كبيرا على الأرض، ولم تشخّص أجهزة الإستخبارات تغييرات في الانتشار أو في نوايا تعزيز النشاط العسكري ضد إسرائيل في هضبة الجولان.

يقدّر المعنيون في المؤسسة الأمنية أنه ردًا على الهجمات التي طالت سوريا والمنسوبة إلى "إسرائيل" ستجري محاولات للردّ، ولاسيّما عبر إطلاق الصواريخ. لكن في الجيش هناك مَن هو قلق كثيرا من استمرار محاولات حزب الله تعزيز نفوذه وقدراته على طول الحدود عند هضبة الجولان.

الجيش السوري عاد تدريجيا إلى المنطقة الحدودية تزامنًا مع نشر ألوية المدفعية، سلاح المشاة والمدرعات. عودة الجيش السوري إلى القطاع، خاصة في مناطق كانت تحت سيطرة داعش وتنظيمات متطرفة أخرى، كان من المفترض أن يبشِّر باستقرار أمني لحدود هضبة الجولان. إنها مصلحة واضحة لـ"إسرائيل"، ومن الممكن أن تتحقق في السنوات المُقبلة.

 في غضون ذلك، الشعور وسط قادة الجيش الإسرائيلي الذين يخدمون في القطاع هو أن حزب الله آخذ في تعميق نفوذه في المنطقة، انطلاقا من العمل تحت رعاية الجيش السوري.

في العام الأخير، لم تحصل في المنطقة أحداث دراماتيكية. صورة الاستخبارات بدأت تُجمع قطعة تلو أخرى. التحركات قليلة. من وجهة نظر القادة في القطاع تدل المؤشرات على أن حزب الله يعمّق وجوده في المنطقة.

التقدير في قيادة الجبهة الشمالية هو أن حزب الله، من خلال وسائل مراقبة واستخبارات الجيش السوري، يجمع معلومات استخباراتية عن "إسرائيل" وعن نشاط الجيش في المنطقة.

ويخشى المسؤولون في الجيش الإسرائيلي من أن يسعى حزب الله إلى تحويل حدود هضبة الجولان إلى حدود مواجهة، كتلك التي أحيانا ما تجري فيها عمليات دون أن يكون لـ"إسرائيل" عنوانًا واضحًا للرد.

في غضون ذلك، ينفّذ الجيش العديد من النشاطات، بدءا من نصب كمائن وصولا إلى إدخال دبابات وقوات سلاح المشاة إلى الجيوب بغية إظهار الجهوزية، اعتقال المشتبه بهم والتحقيق معهم.

في السنوات الأخيرة، حوفظ على استقرار أمني نسبي عند الحدود اللبنانية، مع عدد من الأحداث الاستثنائية التي جرت منذ حرب لبنان الثانية. في السنوات 2000-2006 منذ الانسحاب من لبنان وحتى الحرب، نفّذ حزب الله عدة عمليات على طول الحدود، لكن اليوم يبدو أن التنظيم يكبح عن صره بغية عدم الانجرار مجددا إلى حرب.

مواقف الجيش الإسرائيلي إزاء وجود حزب الله في سوريا ليست موحدة. هناك مَنْ يعتقد أنه يشكّل خطرا أكثر من إستقواء الميليشيات الموالية لإيران في سوريا وهناك مَنْ يزعم أنه محدود نسبيا.

المعضلة الرئيسية المطروحة هذه الأيام على طاولة النقاشات هي إذا ما كان على الجيش الإسرائيلي تشغيل القوة لكبح تمركز حزب الله في سوريا. الخشية هي من أن تُفضي خطوة كهذه إلى تصعيد أمني عند الحدود مع لبنان وتوتر دبلوماسي مع الروس.

مؤخرا، شدّد وزير الأمن (الحرب) نفتالي بينت على أهمية تفعيل مزيد من الضغط على إيران وذلك بهدف إبعادها عن سوريا. ويعتقد المسؤولون في الجيش الإسرائيلي بأنه ينبغي مواصلة الرد عندما تُطلق النيران على "إسرائيل"، لكن ينبغي تعزيز مطالبة الجيش السوري بألّا يسمح بإجراء عمليات ضد "إسرائيل"، ولا يهمّ مَنْ يبادر إليها، وإلاَّ ستضطر إلى الرد.

إقرأ المزيد في: عين على العدو