عين على العدو
خارجية العدو تستعد لعالم ما بعد "كورونا"
أعد قسم التخطيط السياسي التابع لوزارة خارجية العدو الصهيوني وثيقة تقدير داخلية، ترسم مستقبلا قاتما للعالم نتيجة أزمة فيروس "كورونا"، إلا أنها تترك عنصرا تفاؤليا قد يعزز مكانة كيان العدو اكثر وعلاقاته السياسية والاقتصادية نتيجة الأزمة.
وبحسب صحيفة "إسرائيل اليوم" الإسرائيلية، فقد أعد هذه الوثيقة أكثر من 20 دبلوماسيًا وخبيرًا في الوزارة، وتمت إحالتها إلى أقسام عدة في الوزارة للاطلاع عليها، وخضعت لبعض التعديلات.
وذكرت الصحيفة أن هذا المشروع ترأسه أورن أنوليك، رئيس قسم التخطيط السياسي، وقُدم إلى وزير خارجية العدو إسرائيل كاتس، ومدير عام الوزارة يوفال روتم.
وأكد أنوليك للصحيفة أن "الوثيقة تتعلق بتوقعات، لأن الأزمة لا تزال في ذروتها"، وقال إن "الأمور تتغير كل يوم، ونحن لا نعلم بأي شكل من الأشكال في المستقبل.. هذه الورقة لا تزال تتغير كل يوم وهي فقط تعكس تقديراتنا على ضوء واقع لم يعرف العالم مثيلًا له وهناك أسئلة اكثر من الأجوبة".
وتابعت الصحيفة أن الوثيقة تتضمن في صلبها أن "القرية العالمية والمفتوحة، صاحبة التجارة الحرة تمامًا، لن تبقى هكذا بعد "كورونا".. العالم يسير نحو ازمة اقتصادية تذكرنا بالكساد العظيم في أواخر العشرينيات وبداية الثلاثينيات من القرن الماضي، حيث انخفض حينها إجمالي الناتج العالمي 12 نقطة، وهذا الاتجاه يتوقع ان يستمر مع معدلات بطالة ضخمة في الولايات المتحدة وأماكن أخرى"، مضيفة أن "خفض الطلب على الغاز قد يكون من جملة الأمور التي ستنتجها الازمة الاقتصادية العالمية، وهذا بدوره قد يودي بقطاع تصدير مركزي في "إسرائيل"، لطالما اعتمدت عليه في السنوات المقبلة".
وأشارت الصحيفة إلى أنه "يتوقع ان تؤدي الأزمة الاقتصادية إلى تنافس قوي بين الدول، خاصة على الموارد في مجال الطب"، مضيفة أن "الطلب العالمي الضخم على التجهيزات الطبية، كما ظهر منذ اندلاع الازمة، يتوقع ان يستمر بل وان يزيد من التوتر الدولي".
وذكرت الصحيفة أن خارجية العدو تعتبر ان "دمج هذه الأمور، إلى جانب الأزمة الاقتصادية وشل حركة الطيران، سيؤدي إلى إيجاد قواعد جديدة في ما يتعلق بالتجارة العالمية".
ووفقا للوثيقة، فإن "التجارة الحرة ستتغير باتجاه "انغلاق الدول"، إذ يتوقع ان تعود الدول الى بناء سلسلة انتاج وتزويد داخلية، خاصة في المجالات الحساسة على أمن الدولة، بالرغم من الكلفة الاقتصادية المرتبطة بذلك"، مضيفة أنه "من المعقول جدًا ان تتخذ الدول خطوات لتقييد تصدير عناصر حيوية، مثل التجهيزات الطبية عبر فرض ضرائب وقيود أخرى على الاستيراد والتصدير".
واعتبرت الصحيفة أن "المعنيين بالوزارة يرون أن أزمة "كورونا شكلت عنصرا مُسرعاً في صعود الصين كقوة دولية، مع تحذيرهم من ان هذا التبدل في علاقات القوة بين الولايات المتحدة والصين، يتوقع ان يزيد التوتر الكبير القائم أصلا بينهما".
وأشارت الوثيقة إلى انه "في فترة التناحر السياسي الشديد في واشنطن، فان الحاجة الى التحصن امام الصين هو الأمر الوحيد الذي يجمع عليه كل النظام السياسي الأميركي"، مؤكدة انه بالنسبة للكيان الصهيوني، "يوصى بمواصلة السياسيات التي كانت قائمة حتى اليوم، بالحفاظ على العلاقات الفريدة مع الولايات المتحدة كمصلحة عليا، من خلال استغلال الفرص الاقتصادية والأخرى مع الصين".
ملعب آخر قد يسبب فيه "كورونا" نزاعات، وهو الشرق الأوسط، حيث تحذر الوثيقة من ان "دول السلام" (اي الدول التي أبرمت اتفاقات سلام مع العدو مثل الأردن ومصر)، الموجودة أيضا في وضع اقتصادي صعب، قد تعاني من عدم الاستقرار.
إضافة إلى ذلك، تطرح الوثيقة "مخاوف من ان ايران، التي يدمر "كورونا" بقايا اقتصادها، قد تنطلق نحو تطوير سلاحها النووي، للحفاظ على بقاء نظامها"، مضيفة أن "هناك قلقاً من أن الأزمة العالمية ستدفع إلى نمو المنظمات الإرهابية المتطرفة مثل داعش والقاعدة"، على حد قولها.
كما تتوقع وزارة خارجية العدو زيادة عالية على طلب منتجات "الهايتك"، خاصة في مجال الإدارة والمراقبة عن بعد، إذ ستفتح هذه الازمة أمام الكيان وفرة في الفرص، بسبب صناعة التكنولوجيا العالية المبدعة جدا الموجودة لديه.
بحسب الصحيفة، فقد قال وزير خارجية العدو إسرائيل كاتس تعليقا على هذه الوثيقة، إن "تأثير الفيروس على العالم كله سيؤثر أيضا على كيانه المصطنع، ونحن يجب ان نكون مستعدين لهذه التغيرات، وان نحاول توقعها والاستعداد لها".
إقرأ المزيد في: عين على العدو
22/11/2024