معركة أولي البأس

عين على العدو

هل بدّل جيش الاحتلال سياسة الردّ على إطلاق الصواريخ من غزة؟
26/04/2021

هل بدّل جيش الاحتلال سياسة الردّ على إطلاق الصواريخ من غزة؟

تحدثت صحيفة "إسرائيل هيوم" عن ليلة أخرى غير هادئة في غلاف قطاع غزة، حيث أُطلقت ثلاثة صواريخ فجر اليوم من جهة القطاع إلى سديروت والمستوطنات المتاخمة للسياج، وقد أدى ذلك إلى إصابة ثلاثة مستوطنين بجروح طفيفة أثناء توجههم إلى المكان المحصن.

في أعقاب ذلك، أعلن منسق نشاطات الحكومة في المناطق الفلسطينية، اللواء غسان عليان، عن إغلاق مجال الصيد حول قطاع غزة، وجاء في بيان الناطق بإسم الجيش الاسرائيلي أن القرار اتخذ "على ضوء الأعمال المتكررة من جانب قطاع غزة ضد الاسرائيليين في الأيام الأخيرة".

الصحيفة لفتت إلى أنه في الأشهر الأخيرة غيّر الجيش سياسته، وبدلاً من الرد على كل إطلاق في الليلة نفسها، كما كان يحصل في السنوات الأخيرة، فإن السياسات الجديدة هي سياسات "السجلّ المفتوح"، ومفادها أن "إسرائيل" تختار الزمان والمكان المناسبين للرد على أي إطلاق أو حادثة عنيفة.

وأضافت أن الرأي السائد في القيادة الأمنية هو أنه بشكل عام، في جولات العنف بين "إسرائيل" وغزة التي حصلت في السنوات الأخيرة وبدأت بإطلاق صواريخ من القطاع، الجولات لم تنته بشكل ناجح بما فيه الكفاية لـ"تل أبيب".. أيضًا هذه المرة، بعد إطلاق حوالي 40 قذيفة صاروخية خلال نهاية الأسبوع، أعلنت المؤسسة الأمنية أن "الهدوء سيواجه بالهدوء"، ورد الجيش الاسرائيلي على إطلاق الصواريخ كان ضعيفًا نسبيًا، حتى أنه بعد أن أطلق مساء السبت عدة صواريخ إضافية، فإنهم في الجيش الإسرائيلي فضلوا عدم الرد.

وتابعت الصحيفة أنه ليس سرًا أن "إسرائيل" معنية بعدم الانجرار الآن إلى تصعيد في ساحة غزة، خاصة أن الإدراك هو أن مصدر التصعيد في غزة هو العنف في القدس والانتخابات القريبة في السلطة الفلسطينية.. لكن حقيقة إعلان رئيس الأركان، أفيف كوخافي، عن إلغاء زيارته المهمة والملحة إلى الولايات المتحدة بشكل نهائي، والتي كانت من المفترض أن تناقش قضايا ملحة مثل إيران، تشير إلى أن الجيش يستعد بجدية للتصعيد، أيضاً اللهجة التي صدرت من مكتبه ومن مكتب وزير الأمن بدت حربية أكثر بقليل.

في غضون ذلك، واصل جيش الاحتلال الاستعداد لمختلف احتمالات التصعيد في الأيام المقبلة، وأجرى رئيس الأركان أفيف كوخافي أمس جلسة تقدير وضع عملاني في قيادة فرقة غزة.

 وبحسب بيان الجيش "أوعز إلى مواصلة الجهوزية لمختلف السيناريوهات في الساحة الجنوبية، إلى جانب تعزيز الاستعداد للتصعيد".


جيش الاحتلال يعزز بطاريات القبة الحديدية جنوب الأراضي المحتلة

وفي سياق متصل، نقلت هيئة البث الرسمية "كان" عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن "الجيش سيرد بقوة على إطلاق الصواريخ المستمر من قطاع غزة"، موضحًا أنه سيتم "تعزيز بطاريات القبة الحديدية بالجنوب".

وأضاف المصدر أن الاستعداد دائمًا موجود لكن في الوقت نفسه تعمل "إسرائيل" بطرق دبلوماسية للتوصل الى تهدئة بالجنوب، مشيرًا الى أن "حماس" أرسلت عدة رسائل الى "إسرائيل" عن طريق مصر، أنها غير معنية بالتصعيد.

بدوره، قال موقع "واللا" نقلًا عن مسؤولين في جيش الاحتلال قولهم إن التوتر الأمني في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة سيستمر في الأسابيع القريبة المقبلة، مضيفًا أن هذا الوضع سيستمر بسبب حساسية شهر رمضان وبسبب المخاوف من عمليات فردية ينفذها فلسطينيون.

وأشار الموقع إلى التقييمات والمداولات الأمنية التي عقدها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب بيني غانتس، والتي تعالت فيها خلافات، موضحًا أن قسما من المشاركين في الجلسة طالبوا بتشديد القصف في قطاع غزة، ضد حماس والفصائل الفلسطينية، في أعقاب إطلاق نحو 40 صاروخًا خلال اليومين الماضيين.

وأضاف أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، أشار إلى القدس كمصدر أساسي للتصعيد، وليس قطاع غزة وقيادة حماس، وعلى إثر موقفه لم تتم التوصية بتشديد الضربات في القطاع، "وتقرر تركيز الانتباه على تهدئة الأوضاع في القدس إلى جانب الاستعداد لتدهور الوضع".

إقرأ المزيد في: عين على العدو