عين على العدو
مستوطنو خط المواجهة ضد بناء العائق: جدار الشمال كالسجن
مشروع بناء الجدار الفاصل بين لبنان وفلسطين يواجه معارضة شديدة من المستوطنين الصهاينة في الشمال المحتل، حيث يؤكد هؤلاء أن الجدار سيجعلهم يعيشون داخل سجن اسمنتي ويحجبهم عن المحيط.
الحديث في وسائل الإعلام الصهيونية كان أولًا عن جدار اسمنتي حول مستوطنة "المطلة" المحاذية لبلدة كفركلا اللبنانية الحدودية، لكن ما لبث أن امتد الحديث الى جدار فاصل على امتداد الحدود البرية بين لبنان وفلسطين المحتلة.
وفي المعلومات أن جيش الاحتلال الصهيوني يخطط لاستثمار 3 مليارات شيكل في بناء جدار اسمنتي يفصل بين لبنان وفلسطين المحتلة على امتداد الحدود من البحر غربًا وحتى جبل الشيخ شرقًا، بطول 140 كيلومترا.
وقد جرى الكشف عن مشروع الجدار الفاصل خلال اجتماع عقد مؤخرًا بين قائد المنطقة الشمالية لجيش الاحتلال الصهيوني، أمير برعام، ومستوطنين صهاينة في "المطلة". ووفقا للتوقعات العسكرية، فإنه يجب بناء الجدار في غضون خمس سنوات، من البحر (رأس الناقورة غربًا) إلى جبل الشيخ شرقًا، حيث تم بالفعل بناء جزء من الجدار إلى الغرب من مستوطنة المطلة على خط الحدود اللبنانية الفلسطينية.
ويزعم جيش الاحتلال أن بناء هذا الجدار يحول دون عمليات المقاومة اللبنانية، ويقول إن بناء الجدار يأتي في "منطقة هي الأكثر تعرضًا للخطر في إسرائيل"، وإنه من المستحيل أن يسمح هذا الجدار بمرور المقاومين، وإنه من المستحيل إقامة سياج بسيط يمكن قطعه بقاطع في هذه المنطقة.
وتبيّن أن هذا المشروع يواجه معارضة شديدة من كثير من المستوطنين، الذين يرون أنه سيضعهم أمام سجن اسمنتي بارتفاع 8 أمتار.
مسؤول ما تُسمى بـ"مجموعة الجاهزية" في مستوطنة "المطلة" أمير شوشني، وهو صاحب شاليهات في المستوطنة الحدودية، يجلس على الشرفة وينظر إلى الجانب اللبناني من الحدود، وهو يقول: "الجدار سيدخلنا إلى سجن مغلق من ثلاثة اتجاهات وسيبقي لنا فقط فتحة واحدة، في الجانب "الإسرائيلي" (الفلسطيني)".
ويضيف شوشني: "هذا الامر سيلحق ضررًا بالمناظر الطبيعية وفي نوعية الحياة، وسيخلق شعورًا من الاختناق. نحن مستوطنة سياحية، ولا نريد أن نعيش في "غاتو" فقط لأن الجيش لا يريد أن يفهم أنه مخطئ في نهجه. هذا الجدار لن يحمينا. الجدار لن يمنع إطلاق قذائف الهاون والصواريخ. لا زال اللبنانيون يسيطرون علينا من المحيط".
ويقول مصدر أمني صهيوني على ما ينقل إعلام العدو "التهديد تغير، هناك احتكاك مستمر للجنود مع نشطاء لحزب الله الذين يرمون الحجارة ويهددون جنود الجيش الإسرائيلي.. إنشاء الجدار سيساعدنا على الفصل بين الجنود والجانب الثاني.. نحن لا نستطيع إطلاق النار على كل شخص يقترب من السياج".
صحيفة "إسرائيل هيوم" تكشف أن الادعاءات ضد إنشاء الجدار تتعلق أيضًا بجوانب أمنية، وتوضح أنه خلال "حرب لبنان الثانية (حرب تموز 2006) دخلت الى الأراضي اللبنانية فرق (من جيش الاحتلال) بأحجام كبيرة. وفي حال هجوم "إسرائيلي" وإدخال قوات إلى لبنان، فإن بناء الجدار سيقيّد حركة الجيش، سيلزمه بالتحرك في ممرات ضيقة في الجدار. المدلول واضح. احتمال آخر هو إلحاق أضرار "إسرائيلية" في الجدار للسماح بالانتقال الى لبنان".
إقرأ المزيد في: عين على العدو
22/11/2024