عين على العدو
"السيناريو المُحدّث" للحرب.. الاحتلال قلق من هجمات "سايبر" واسعة ستطال البنية التحتية
تقوم المؤسسة الأمنية "الإسرائيلية" مرة كل عدة سنوات بتحديث ما تسميه "السيناريو المرجعي" للحرب على الساحة الأساسية في شمال فلسطين المحتلة. وهذا السيناريو هو عبارة عن تقدير معرفي يستند الى مجموعة متنوعة من البيانات الاستخبارية والتقديرات المختلفة وتوقعات من قبل جيش الاحتلال، وقد جرت بلورته في السنة الماضية وتمت المصادقة عليه في شهر آب/أغسطس الماضي في اللجنة الوزارية لشؤون الجبهة الداخلية، لكنه سيوضع في القريب أمام المجلس الوزاري المصغر الجديد "الكابينت".
وفي السياق، اعتبر محلّل الشؤون العسكرية يوآف زيتون في موقع "يديعوت أحرونوت" العبري أنّ بعضًا من التحذيرات التي يتضمنها "السيناريو المرجعي" المُحدث - في ما يتعلق بمواجهة واسعة في الحرب المقبلة في الشمال والجنوب بشكل متوازٍ- هي هجمات سايبر واسعة ستطال البنية التحتية للهواتف المحمولة والاتصالات، مضيفًا أن هناك خوفا حقيقيا من انقطاع الامدادات الأساسية بسبب عدم قدرة سائقي النقل من القطاع العربي، أو عدم رغبتهم، في الامتثال للعمل بسبب "أعمال الشغب" في القرى والمدن المختلطة.
وأشار الموقع الى أن هذا "السيناريو المُحدّث" سيقدم للمجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، وهو سيتضمن خريطة تحتوي على 40 تهديدًا في الاجمال، لافتًا الى أن هناك أيضًا تحذيرات جديدة حول الوضع على الجبهة الداخلية لم تكن موجودة في السيناريوهات المرجعية السابقة.
ولفت الموقع الى أن المخاطر الرئيسية على الجبهة الداخلية التي سيتم عرضها في "السيناريو المرجعي" ستشمل أيضًا لأول مرة مشاكل خطيرة من المتوقع أن تعطل حياة ملايين المستوطنين، وليس بالضرورة بسبب الإصابات المباشرة والتسلل من قبل المقاومين من الحدود الشمالية وغزة.
و"السيناريو المحدث" يتضمن تقديرًا حسب الموقع في أن آلاف السائقين العرب والصهاينة الذين يشكّلون ركيزة أساسية في النقل اليومي للبضائع من مختلف الأنواع، قد لا يعملون خلال حرب تستمر لأسابيع، والسبب هو المواجهات الواسعة التي قد تندلع في التجمعات العربية والمختلطة، كما حصل خلال عملية "حارس الأسوار" خلال عام 2021.
وأما في "السيناريو المرجعي" الجديد في قسم الجبهة الداخلية، على عكس سابقيه، فاعتبر الموقع أنه لا توجد تقديرات لكمية الصواريخ والصواريخ المنحنية المسار التي تسقط من الشمال (لبنان)، والشرق (الضفة) وغزة، ولكن هناك تقدير لحجم المواقع التي ستدمر: 500 – 450 على المستوى المتوسط (أي مبنى تلقى أضرارًا جدية) حتى خطيرة (مبنى خارج من الخدمة) طوال 21 يومًا من القتال.
ومن الواضح الآن أنه في المؤسسة الأمنية سيكون للجيش "الإسرائيلي" دور أكثر أهمية وأوسع نطاقًا في التعامل مع الاضطرابات داخل الأراضي الفلسطينة المحتلة، وخاصة في تأمين محاور الطرقات للحفاظ على استمرارية العمل ونقل القوات والأدوات والمعدات والذخيرة من الوحدات العسكرية (وحدات التخزين للطوارئ) إلى مناطق تجميع القوات، لصالح المناورة الأرضية، حسب الموقع.
السيناريو المرجعي تطرق للمرة الأولى وبتوسع الى تهديد "السايبر" الذي -في حال هجوم واسع النطاق- يمكن أن يشل أنظمة بأكملها، من إشارات المرور إلى أجهزة الصراف الآلي إلى الأنظمة الصحية والقطارات ومجموعة متنوعة من التطبيقات التي يستخدمها ملايين المواطنين كل يوم. المركزان الأكثر تهديدًا في الفضاء السيبراني وفقًا للسيناريو: أنظمة الطاقة والاتصالات.
ويتضمن "السيناريو المرجعي" أيضًا الرد على قضية إخلاء المستوطنين من خطوط المواجهة بالقرب من الحدود -كما تم بالفعل بنجاح نسبي في جولات القتال الأخيرة في القطاع، حيث قام الآلاف من مستوطني الغلاف بالانتقال طواعية إلى الفنادق والنزول في جميع أنحاء فلسطين المحتلة بتمويل من حكومة الكيان الغاصب.
إقرأ المزيد في: عين على العدو
22/11/2024