عين على العدو
باحث صهيوني: "درع وسهم" لم تختلف عن سابقاتها.. بدون هدف سياسي
أكّد الباحث في "مركز أبحاث الأمن القومي" الصهيوني العميد المتقاعد أودي ديكل أنّ الكيان الصهيوني يجد دائمًا صعوبة في إنهاء معاركه بوقت قصير، واصفًا العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة "درع وسهم" بأنه كسابقاته بدون هدف سياسي.
وقال ديكل: "عملية "درع وسهم" لم تختلف عن جولتي التصعيد السابقتين – "بزوغ الفجر" (آب 2022) و"حزام أسود" (تشرين الثاني 2019)، والتي ركّزت "إسرائيل" خلالها المعركة ضد "الجهاد الإسلامي" التي لا تسيطر على القطاع".
وأضاف: "الجولات الثلاث كانت عمليات ردع بدون هدف سياسي، ومن المحتمل أن يكون تأثير عملية "درع وسهم" قصير المدى. خلالهم وبعدهم لم تُسجّل أي محاولة لتغيير الوضع الإستراتيجي- الأمني مع "حماس" التي هي التحدي الأمني الأساسي لـ"دولة إسرائيل" في الساحة الفلسطينية" حسب تعبيره.
وتابع: ""إسرائيل" تجد دائمًا صعوبة في إنهاء معارك في وقت قصير وترجمة نجاح عسكري إلى إنجاز سياسي ذلك لأنها لا تضع لنفسها أهدافًا سياسية، باستثناء "هدوء مقابل هدوء". الهدف الإستراتيجي تحقّق خلال البداية - اغتيال مركّز لثلاثة مسؤولين من "الجهاد".. ما جرى لاحقًا تركز على تعميق الإنجاز من خلال ضبط الأضرار وإدارة المفاوضات بواسطة النار للوصول إلى وقف النار وإبقاء "حماس" خارج المعركة" على حد وصفه.
ولفت ديكل إلى أن الاقتراح المصري لوقف النار تضمن التزامًا صهيونيًا بوقف مهاجمة المدنيين وتدمير المنازل وكذلك استهداف الشخصيات، لكن هذه تفاهمات هشة من المتوقع أن يكون اختبارها الأول هذا الأسبوع في "مسيرة الأعلام" التي ستجري في القدس بعد غدِ الخميس".
وأكد الباحث الصهيوني أن سلطات الاحتلال "ترغب بهدوء أمني متواصل على قاعدة ردع عسكري، من خلال تجاهل مشاكل أساسية مصدرها تعاظم "حماس" كونها السيد (الحاكم) في قطاع غزة والعامل الديناميكي في الساحة الفلسطينية، وتابع ""الجهاد الإسلامي" محدودة في قدراتها، كما اتضح مجددًا في المعركة الأخيرة، والنجاح العملاني ضدها لا يقارن بما هو متوقع في المعركة ضد حماس، لذلك من الصعب تحديد ما إذا كان الردع "الإسرائيلي" قد تعافى، وهو الذي انسحق أيضًا على ضوء الأحداث الداخلية في "إسرائيل"".
ورأى أنّ سلطات الاحتلال أظهرت في عدوان "درع وسهم" قدرات عسكرية- استخبارية مؤثرة سواء في الهجوم أو في "الدفاع" الجوي، وفق زعمه، "لكن ولأنها لم تحدد أي هدف سياسي فالردع الذي يُزعَم أنه تحقق اتضح أنه بعيد المنال، وأضاف "هذا من جملة الأمور، لأنه من ناحية "الجهاد الإسلامي"، فإنّ إدارة عدة أيام قتال مع الجيش الإسرائيلي ــ من خلال الوقوف بحزم ضد الجيش "الإسرائيلي" وإظهار قدرة على إطلاق صليات من القذائف الصاروخية في العمق "الإسرائيلي" ــ هو جوهر المقاومة".
وشدّد على أنه "في الخلفية لا تزال المواجهة المركزية أمام "إسرائيل" ضد "حماس" سارية المفعول"، معتبرًا أنه "من المناسب أن تفصل "إسرائيل" بين "حماس" و"الجهاد الإسلامي" وتحرر "حماس" من مسؤولية ما يحصل في القطاع، لأنها لا تريد الانغماس في معركة واسعة معها في هذه الفترة، لكن إبقاء "حماس" خارج القتال ليس إنجازًا إستراتيجيًا لـ"إسرائيل"، لأنها عمليًا حددت مجددًا قواعد اللعبة، شغّلت وكيلها "الجهاد الإسلامي" وقررت متى تنتهي المعركة وحددت قوتها".
إقرأ المزيد في: عين على العدو
22/11/2024