عين على العدو
الجماعات المسلحة في سورية والواقع.. هزات ارتدادية في الشرق الأوسط
كشف مراسل الشؤون العسكرية في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية"، آفي أشكنازي، أنَّه في صباح اليوم الأربعاء 11 كانون الأول/ديسمبر 2024، اضطر قائد سلاح الجو اللواء تومر بار إلى عقد سلسلة من الاجتماعات، مع المراسلين العسكريين، مشيرًا إلى أنَّه قبل منتصف ليلة أمس بقليل، ألغى بار بشكل مفاجئ الجدول الزمني الذي كان قد وضعه لعطلة نهاية الأسبوع بالكامل، وانتقل بهدوء إلى أجندة جديدة شبيهة بعشية حرب.
وقال، إنَّه عندما بدأت الجماعات المسلحة المسيطرة على الحكم في سورية بالتقدم، قبل وقت طويل من استكمال السيطرة على حلب، وحتى قبل أن يتجهوا جنوبًا إلى دمشق، أكمل سلاح الجو بالتعاون مع شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي خطة "سهم الباشان".
قام جيش العدو الصهيوني بتدمير أنظمة الدفاع الجوي السورية، ما أنشأ الواقع الأول من نوعه في الشرق الأوسط، منذ نحو ستين عامًا، حيث بات يتمتع سلاح الجو "الإسرائيلي" بتفوق جوي كامل ومطلق على معظم مناطق الشرق الأوسط.
كما ضرب ما لا يقل عن 350 هدفًا على الأرض - من الطائرات المقاتلة التابعة لسلاح الجو السوري، و15 سفينة صواريخ سورية حديثة، وجميع مستودعات الصواريخ البعيدة المدى وأنواعًا مختلفة من الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى، وصولًا إلى بطاريات المدفعية وألوية الدبابات والمقرات ومكاتب وحدات الاستخبارات وغيرها.
ولكن أشكنازي لفت إلى أنَّه على الرغم مما قام به جيش الاحتلال، فإنَّ هناك جانبًا آخر مجهولًا، وعلى حد تعبيره، "الشرق الأوسط كمِرجل (أي القِدر أو الوعاء)، بدأ يشعر الآن بالهزات الارتدادية"، موضحًا أنَّ الحرب السورية أنتجت موجة من اللاجئين السوريين في أوروبا، الأردن وتركيا والعراق وغيرها، وينتمي بعضهم إلى تيارات مختلفة من الجماعات المسلحة، واصفًا إياهم بـ"قنبلة يدوية تم إطلاق زنادها لكن الرافعة ما زالت في اليد، ولم يتم تحريرها".
وأضاف: "الخشية في الوقت الحالي هي أن الكثير جدًا من المجموعات، بما في ذلك اللاجئون السوريون ومعارضو النظام في جميع أنحاء الشرق الأوسط، سوف يرفعون رؤوسهم، من الأردن، إلى العراق، لانتفاضة متجددة للإخوان المسلمين في السعودية والبحرين والكويت، وأيضًا في مصر".
وأشار إلى أنَّ هذا الأمر يثير قلق جميع رؤساء الدول في المنطقة، ولهذا السبب طلب المصريون أمس بشكل عاجل مقابلة رئيس الأركان "الإسرائيلي" هرتسي هليفي ورئيس "الشاباك" رونان بار، حسب قوله.
وكشف أن الاثنين التقيا أمس لساعات طويلة مع نظرائهما في مصر، معتبرًا أنَّه "من المرجح أنه بسبب الوضع الجديد، قد يراكم ليفي وبار أميالاً كثيرة في نادي "المسافر الدائم"، لأنه من المرجح أن يكونا موضع طلب في جميع عواصم المنطقة، مع التشديد على دول الخليج".
وتابع: "من الممكن أيضًا توقع نشاط وقائي مصمم في الأيام المقبلة من قبل وحدات الشرطة وأجهزة الأمن في دول المنطقة ضد نشطاء الجماعات الانفصالية أو الجماعات المتطرفة. وذلك لمنع وقوع ما حدث في سورية على أراضيها. وتخشى "إسرائيل" أيضًا أن تؤدي الأحداث في سورية إلى تحفيز عناصر في الضفة الغربية".
واعتبر أشكنازي أنَّه يتعين الآن على الكيان الصهيوني أن يجري نقاشًا إستراتيجيًا واسعًا، لأن الواقع الجديد يتطلب ذلك، لافتًا إلى أنَّ المشكلة هي أن المستوى السياسي في كيان العدو منشغل إلى رقبته بالاعتبارات السياسية وسرقة الاعتمادات من مستويات الجيش في ما يتعلق بالخطوات التي قام بها منذ ليلة الأربعاء - الخميس الماضية.