عين على العدو
"هآرتس": على رئيسي الموساد والشاباك الاستقالة إذا فشلت المفاوضات
قال المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" يوسي ملمان إن: "رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يرفع طلبًا جديدًا ليصعّب الأمور في كل مرة يُحرَز تقدم في المفاوضات في غزة، وبذلك يعرقل الوصول إلى الاتفاق، وهذا يبدو واضحًا لكل من يتابع تصرفاته".
يضيف ملمان: "نتنياهو ووزراؤه "المعتدلون" يستسلمون مرة تلو الأخرى لمطالب "المتشددين" في حكومته، وعلى رأسهم إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، واللذان ينضم إليهما أيضًا بعض وزراء حزب "الليكود". إذ يتصرف نتنياهو من منطلقات شخصية وسياسية للحفاظ على ائتلافه والبقاء في السلطة، وفي الوقت نفسه يقول كلامًا من دون طائل، وكأنه شريك في القلق بشأن مصير الأسرى ويبذل كل جهد لتحريرهم".
وتابع: "لقد تمكّن نتنياهو من ترسيخ هذه الرواية المضللة أيضًا، في معظم وسائل الإعلام، وخاصة في قنوات التلفزيون التي تضلل الجمهور مرارًا وتكرارًا بتقارير استعراضية مصدرها مكتب نتنياهو.. وكأن الاختراق الكبير قد تحقق والصفقة في طريقها للتنفيذ!". وأردف ملمان: "المشكلة الأكبر هي أن رئيس الأركان ورئيس الشاباك ورئيس الموساد، والذين يعرفون الحقيقة أكثر من وسائل الإعلام، يلتزمون الصمت".
كما رأى ملمان: "مع أنهم يعبّرون عن انتقاداتهم للحكومة في الغرف المغلقة، ولكن لا يوجد بين رئيسي "الموساد" دافيد برنياع و"الشاباك" رونن بار ورئيس إدارة المعلومات عن الأسرى اللواء نيتسان ألون اتفاق على الآراء، وقد استغل ممثلو الوساطة هذه الخلافات للتقدم بمقترحاتهم، لكن هذا ثمن لا مفر من دفعه للتوصل إلى إطلاق سراح الأسرى".
وأردف المحلل العسكري: "الثلاثة يعرفون أن نتنياهو يخدعهم، ويعلمون أنه كان بالإمكان تنفيذ الصفقة في ثلاث مناسبات على الأقل، وفي قطاع غزة يوجد 100 مخطوف. وقد أبلغت الاستخبارات 36 عائلة بأن أبناءهم قد توفوا، ومن بين الـ 64 الآخرين، وفقًا لتقديرات الاستخبارات، ربما يكون نحو 50 منهم ما يزالون على قيد الحياة. ومن الواضح لهم أن "إسرائيل" يجب أن تدفع ثمنًا عاليًا ومؤلمًا من أجل إتمام الصفقة، ومن الضروري تنفيذها ليس فقط من أجل قيمتها الأخلاقية، ولكن أيضًا من أجل فائدتها السياسية والأمنية والاستراتيجية"، مضيفًا: "ومع ذلك، هم يلتزمون الصمت، أو في أفضل الأحوال يكررون علنًا أن إطلاق سراح الأسرى أمر مهم، فإذا كانت هذه القضية مهمة لهم إلى هذا الحد، فليقوموا بعمل ما".
وأكد ملمان أن أسبوعين تبقيا حتى وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وقد تكون هذه الفرصة الأفضل لتحقيق هدف تحرير الأسرى"، لافتًا إلى أنه يجب على هليفي وبرنياع وبار القول، بشكل واضح للغاية، إنه إذا قوّض نتنياهو وحكومته هذه المرة إطلاق سراح الاسرى، سيستقيلون من مناصبهم، وليس لديهم الكثير ليخسروه، خاصة هليفي وبار اللذين يعرفان أنهما في منصبهما لمدة مؤقتة، وقريبًا، مع انتهاء تحقيقات الجيش "الإسرائيلي" و"الشاباك"، سيستقيلون الثلاثة من مناصبهم بسبب مسؤوليتهم في إخفاق السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
يختم المحلل العسكري بالقول: "إذا أعلنوا عن نيتهم الاستقالة، في حال فشلت الصفقة مرة أخرى، فهم سينقذون ما تبقى من كرامتهم بسبب مسؤوليتهم عن الفشل، وإذا لم يسمع لهم نتنياهو، فقد يهز ذلك حكومته، وبالتأكيد سيحفز الجمهور(المستوطنين) للعودة بقوة إلى النضال من أجل إطلاق سراح الأسرى، والذي بدأ يتلاشى".
جيش الاحتلال الاسرائيليالموسادالشاباك