نصر من الله

عين على العدو

كاتب صهيوني: لن ننتصر حتى لو احتللنا الشرق الأوسط كلّه
10/01/2025

كاتب صهيوني: لن ننتصر حتى لو احتللنا الشرق الأوسط كلّه

قال الكاتب الصهيوني في صحيفة "هآرتس" يائير أسولين: "مع مرور الأيام، ومع مرور ما يقارب العام ونصف العام، يتزايد الفهم بمدى خسارتنا في هذه الحرب، ومدى استمرارنا في الخسارة. لا يمكن لأيّ انتصار عسكري، سواء كان حاسمًا أم غيره، أن يمحو هذه الخسارة"، وأكد أنه "حتى إذا قمنا باحتلال كامل الشرق الأوسط، وحتى إذا استسلم لنا الجميع، فلن ننتصر في هذه الحرب".

وتابع "لقد خسرنا في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ونحن نواصل الخسارة مع كل جندي يُقتل، مع كل أسير لم يعد، مع كل عائلة خارج منزلها ومع كل جندي تُدمَّر روحه"، وأضاف "نحن نخسر أيضًا مع كل منزل نضطر إلى تدميره، مع كل حيّ نضطر إلى محوه، ومع كل شخص نضطر إلى قتله. كل فعل من هذا القبيل يعمّق خسارتنا، ونحن غير مُدركين لهذه الخسارة، ونخطئ في التفكير أن هذا هو شكل النصر. نحن لا نخسر أمام العدو، بل نخسر أمام أنفسنا، أمام روح "أمّتنا"، أمام وعينا، أمام أطفالنا، وأمام المكان الذي قد نرغب في بنائه هنا".

ورأى أن "أحد الدروس الأكثر أهمية التي تعلمناها من هذه الحرب هو أنه يمكن انتهاك "السيادة" بالقوة — كما فعلت حماس معنا يوم السبت 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023— ولكن لا يمكن استعادة السيادة بالقوة مهما كان حجمها"، وأكمل "طالما أن ضجيج المدافع يصمّ آذاننا، نحن كمجتمع، ننزف "السيادة". وهذا لا يعني أنه لا يجب علينا القتال — يجب. لستُ مناصرًا للسلم التام. ولكن الأمن الحقيقي، على المدى الطويل، لن يكون لنا إذا لم نعترف أولاً بأننا خسرنا"، وأردف "من المؤكد أنه يجب القيام بكل شيء لإعادة الأسرى في أقرب وقت ممكن. ولكن ليس من أجل النصر. يجب إعادة الأسرى لكي نتمكن من تعلم التنفس من جديد. إن السعي وراء النصر العسكري، الذي يُفترض أن يمحو الخسارة، قد أصبح آلية قمع — وأحيانًا خداع — أخطر بالنسبة لنا".

وأشار الى أن "الانقسام بين من يعترف بالخسارة ومن ينكرها قد يكون الانقسام الأكثر دقة في المجتمع "الإسرائيلي" اليوم، وهذه المعرفة تتعمّق، وقال: "حتى الآن لم أسمع أي قائد، سياسي أو اجتماعي، من أي طرف كان، يقوم بالفعل بمحاسبة نفس عميقة كهذه. حتى الآن لم أسمع قائدًا واحدًا يقول "لقد خسرنا، نحن نخسر" — ليس فقط بالمعنى العسكري. أن هناك شيئًا عميقًا معطوبًا في فهمنا للواقع، للمجال، وخاصة لأنفسنا".

وختم "النصر الحقيقي الوحيد لنا كمجتمع، قدرتنا على الولادة من جديد، على خلق المستقبل، تعتمد بشكل كامل على قدرتنا على إدارة الحديث حول الخسارة بشكل صريح وعميق وثوري"، على حدّ تعبيره.

الكيان الصهيوني

إقرأ المزيد في: عين على العدو