نصر من الله

عين على العدو

إعادة الإعمار في مستوطنات الشمال أزمة حقيقية للعدو وتحدٍ صعب
17/01/2025

إعادة الإعمار في مستوطنات الشمال أزمة حقيقية للعدو وتحدٍ صعب

قدّم رئيس حركة "هموشافيم" الصهيونية (التي تُعنى بالمستوطنات الزراعية) عميت يفراح، صورة معقّدة للوضع عند خط الحدود في الشمال ولا سيّما لجهة إعادة الإعمار.

بحسب صحيفة "معاريف"، يقول يفراح إن "لكل مستوطنة احتياجاتها وتحدياتها الخاصة. في بعض المستوطنات، التحدي الأساسي هو جذب العائلات "الشابة" لإنعاش الحياة المجتمعية، بينما هناك مستوطنات تعرضت لدمار واسع في البنية التحتية والمساكن نتيجة القصف الصاروخي لحزب الله، مما يستلزم عملية إعادة إعمار شاملة".

ويشير يفراح إلى أن المستوطنات القريبة من الحدود – مثل "أفيفيم"، "مرغليوت"،" دوفيف"، "شتولا" و"زرعيت" – كانت من بين الأكثر تضررًا، ويضيف: "لإعادة "السكان" (المستوطنين) إليها، علينا أولًا استعادة الحد الأدنى من الحياة الطبيعية التي تضمن بيئة آمنة وملائمة للعيش. الآن نحن في مرحلة انتقالية، مع وقف إطلاق نار غير نهائي، وحتى الآن ليس واضحًا إذا ما سيكون دائمًا. وهذا كله يؤخّر بدء الأعمال".

ويرى يفراح أن الوضع الصعب في المستوطنات لم يبدأ مع أحداث القتال الأخيرة، بل سبقها بوقت طويل، ويتابع "حتى قبل اندلاع القتال، كانت المستوطنات تعاني من أوضاع صعبة فيما يتعلق بالبنية التحتية، والخدمات العامة، وفرص العمل، والتعليم، بل إنها كانت في وضع أسوأ من المستوطنات في منطقة غلاف غزة". وبالتالي، فإن إعادة إعمارها تبدأ من نقطة ضعف كبيرة جدًا.. إحدى المشكلات الأساسية، هي الفجوة بين نهج "الدولة" (الكيان) في إعادة إعمار الجنوب مقارنةً بالشمال".

ويوضح يفراح أنه "بعد أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تمّ إنشاء هيئة إعادة إعمار مستقلة في منطقة "غلاف غزة"، مزوّدة بميزانيات وكوادر بشرية، وهي تدير عملية إعادة الإعمار بشكل مركز ومستقل"، مشيرًا الى أنه تمّ تعيين مسؤول مشاريع في الشمال يتولى التعامل مع الوزارات الحكومية، لكنه لا يمتلك صلاحيات حقيقية أو ميزانية خاصة به. وبدلًا من إدارة العملية بكفاءة، يجد نفسه يُلاحق الموافقات البيروقراطية".

يفراح تحدّث عن المخاوف الكبيرة بين المستوطنين لجهة عدم وفاء سلطات الاحتلال بالتزاماتها والتخلّي عنهم ليتركوا يواجهون وحدهم التداعيات الوخيمة للأزمة". هنا يقول "للأسف، "الدولة" لم تدرك حتى الآن حجم مسؤوليتها. الموارد المخصّصة لإعادة إعمار الشمال غير كافية على الإطلاق، والتحدي هائل. هناك هدفان واضحان: على المدى القصير، إعادة تأهيل البنية التحتية وإعادة العائلات إلى المستوطنات. وعلى المدى الطويل، يتمثل التحدي في جذب "سكان" جدد من الشباب، وإعادة بناء مجتمع قوي، وإنشاء خدمات تعليمية، وفرص عمل، ورعاية صحية عالية الجودة"، على حدّ تعبيره.

ويعرب عن قلقه لناحية أن الشباب الذين عاشوا في المدن خلال فترة الإخلاء والحرب سيجدون صعوبة في العودة إلى المستوطنات، ويردف "إذا لم تقدم "الدولة" لهم حوافز حقيقية، فإننا قد نخسر جيلاً كاملاً من السكان في الشمال".

ويشدد يفراح على أهمية تعزيز الزراعة والسياحة الريفية كأدوات رئيسية لإعادة إعمار المستوطنات، ويصرّح "الزراعة ليست مجرد مصدر رزق – إنها قلب المستوطنات القروية. إذا أردنا جذب الشباب، يجب توفير منح مالية كبيرة لهم، وتشجيع إقامة مشاريع اقتصادية مثل السياحة الريفية، والنُزل السياحية، والطاقة الخضراء. هذه هي الطريقة لتعزيز الاستقرار الاقتصادي للمستوطنات، والذي يُعد جزءًا لا يتجزأ من المناعة المجتمعية".

ويؤكد يفراح أن إعادة إعمار الشمال ليست مجرد مسألة محلية، بل هي مصلحة "وطنية"، وفق زعمه، ويُضيف "هذا ليس مجرد جولة أخرى من القتال في "غلاف غزة" أو الشمال. نحن نتحدث عن أزمة "وطنية" على نطاق واسع، تتطلّب تغييرًا جذريًا في الرؤية والاستثمار. يجب على "اسرائيل" أن تنظر إلى إعادة الإعمار كاستثمار في المستقبل – وليس كتكلفة. فكلما استثمرت أكثر في البنية التحتية، وفرص العمل، والمجتمعات، زادت العوائد من خلال خلق فرص العمل، وجذب الاستثمارات، وتعزيز الاقتصاد المحلي".

وختم "المجتمعات في المستوطنات قوية وتدرك أهمية الحياة في الشمال.. "الناس" يعيشون هناك بدافع الحب للمكان والشعور بالرسالة. ولكن على "اسرائيل" أن تتجاوب مع هذا الالتزام، وتوفّر لهم البنية التحتية الحقيقية التي تتيح لهم العيش والتطور هناك. بدون ذلك، لن تنجح عملية إعادة الإعمار".

الكيان الصهيونيالجبهة الشمالية

إقرأ المزيد في: عين على العدو

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل