نصر من الله

عين على العدو

"هآرتس": القضاء على حماس لم يعد ممكنًا.. الرغبة في الانتقام غيّبت التفكير الاستراتيجي
21/01/2025

"هآرتس": القضاء على حماس لم يعد ممكنًا.. الرغبة في الانتقام غيّبت التفكير الاستراتيجي

قال المحلل السياسي والصحفي شلومي إلدار، في مقال له في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن: "الدموع والذهول هما خلاصة شعورنا في اليوم الذي سُلّمت فيه الأسيرات الثلاث إلى الصليب الأحمر، في ساحة التظاهر المعروفة باسم السرايا في وسط غزة"، واصفًا الحدث بـ"عرض القوة المبهر، وكأنه حدث مسرحي دقيق التفاصيل، نظَّمته كتائب عز الدين القسام"، بحسب تعبيره.

وأضاف: "الجميع ذرفوا دموع الفرح بعودة الفتيات، لكن وسط دموع الفرح والعيون المغرورقة لم يكن هناك من لم يسأل نفسه - كيف؟ بعد عام وأربعة أشهر من القتال الشديد، مئات من عناصر حماس بزيٍّ جديد ومكوي، يحملون أسلحة، وحولهم سيارات تويوتا بيضاء جديدة، مشهد سيبقى في الذاكرة من السابع من تشرين الأول/أكتوبر المشؤوم، كيف يمكن أن يكون ذلك؟".

وتابع: "لقد جعل الجيش "الإسرائيلي" إعادة الأسرى أولوية قصوى بكل الوسائل الممكنة، وليس بالضرورة من خلال العمل العسكري - عندما تجرأ المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري على قول ذلك صراحةً، تعرّض للتوبيخ- لكن المستوى السياسي، أي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وشركاؤه، وجدوا صعوبة في الاعتراف بأن أيدينا مكبلة إلى حدٍّ مرعب". وقال: "في محادثاتي مع باحثي الاستخبارات العسكرية والشاباك، سواء السابقين أم الحاليين، والذين يعرفون البنية الأيديولوجية والعسكرية لحركة حماس، شكك الجميع في إمكان القضاء عليها كهدف واقعي، لكن الغضب، والألم والفقدان والرغبة في الانتقام غيّبت التفكير الاستراتيجي الذي كان ينبغي تبنيه، وجعله على رأس الأولويات".

ورأى شلومي أن "إسرائيل" في معظمها انساقت وراء شعار آخر من إنتاج نتنياهو "حتى النصر المطلق"، لذلك امتزجت دموع الفرح بخيبة الأمل، مشددًا على أنه لم يُقضَ على حماس، وبعض الأسرى قُتلوا بدم بارد، وخلال الحرب قُتل العديد من الجنود.

ولفت إلى: "أنه يجب التركيز الآن على تحقيق الهدف الذي كان ينبغي أن يكون في المقدمة منذ البداية، وهو إعادة جميع الأسرى، سواء أحياء أم أموات، والاعتراف بأنّ القضاء على حماس لم يعد ممكنًا، خاصة بسبب الظروف التي خلقناها بأنفسنا". ورأى: "أنه كان من الممكن تحقيق الهدف جزئيًا من خلال الجمع بين القوة العسكرية والخيارات السياسية لما بعد الحرب في غزة، وهو الأمر الذي ربما كان سيشكل تهديدًا أكبر لحماس من القوة العسكرية وحدها".

وختم: "لكن الآن فات الأوان، ومن يَعِد بأننا بعد المرحلة الأولى من الصفقة سنعود للقتال كما لو لم يكن هناك مزيد من الأسرى، حتى النصر المطلق، فهو يواصل نشر الشعارات والوعود الكاذبة، ويعرّض المزيد من الأرواح للخطر. لقد انتهى الأمر، دعونا نعيدهن، ونستخلص الدروس، ونصحح الأخطاء، ونسحق كل مفهوم خاطئ، ونؤمّن حدودنا، ونُعيد ضبط أساليب استخباراتنا التي أعمتنا، وبهذا فقط يمكننا ضمان ألّا يتكرر ذلك مرة أخرى".

حركة المقاومة الإسلامية ـ حماس

إقرأ المزيد في: عين على العدو

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة