عين على العدو
إخفاق السابع من تشرين الأول 2023: توقعات باستقالة قادة ألوية
قال المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرنوت" "الإسرائيلية" يوآف زيتون "إن إعلان استقالة رئيس الأركان هرتسي هليفي، لم يفاجئ أحدًا في هيئة الأركان العامة للجيش "الإسرائيلي"، لكن الاستقالة قد تشكل بداية لموجة استقالات أخرى في قيادة الجيش بين من يتحملون المسؤولية عن الإخفاق في 7 تشرين الأول/أكتوبر".
وأضاف: "في شهر آذار/مارس، عندما يغادر هليفي، سيكود قد أكمل عامين وثلاثة أشهر في منصبه، وربما كانت أطول وأصعب فترة في حياته"، لافتًا إلى أن "المعنيين في الجيش يقدرون أن استقالته ستخلق "تأثير الهرم"، من الأعلى إلى الأسفل".
وتابع زيتون: "حتى الآن، قلة من الضباط المعنيين تحملوا مسؤوليتهم عن الإخفاق، وهم: رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" اللواء أهارون حليفا، وقائد وحدة 8200 العميد يوسي شارئيل، وقائد فرقة غزة العميد آفي روزنفيلد، وقائد اللواء الشمالي في فرقة غزة العقيد حاييم كوهين، والآن أيضًا قائد المنطقة الجنوبية اللواء يارون فينكلمان".
وأكد أنه "في ظل الحرب المطولة، تأجلت أيضًا الاستقالات وبيانات التنحي، ولكن الآن، مع تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس، من المتوقع أن يتم تحرير العوائق، إلى جانب ضباط كبار مثل هليفي، وحليفا، وفينكلمان، وروزنفيلد، يُتوقع أن يكون قادة ألوية آخرون الذين لهم صلة مباشرة بالإخفاق هم القادمون في الدور"، موضحًا أن "رئيس شعبة العمليات اللواء عوديد بسيوك، الثالث في التسلسل الهرمي العسكري، قد يكون المستقيل التالي، كما أن قائد الكليات العسكرية اللواء نمرود ألوني، الذي كان قائد فرقة غزة في السنوات الأخيرة، قد يستقيل في ظل الزخم الحالي".
وأشار إلى أن "أحد الأسماء البارزة الأخرى هو رئيس شعبة الاستراتيجية وإيران في الجيش "الإسرائيلي" اللواء إليعيزر تولدنو"، مردفًا أنه "حتى ثلاثة أشهر قبل "المجزرة" في مستوطنات غلاف غزة، شغل منصب قائد المنطقة الجنوبية، وقبل ذلك قاد فرقة غزة، ومؤخرًا، أبلغ مرؤوسيه أنه لا ينوي الترشح لمنصب رئيس الأركان، وأنه سيغادر الجيش "الإسرائيلي" مع انتهاء ولايته، ولكن من المحتمل أن يستقيل قبل ذلك".
وقال: "بالإضافة إلى ذلك، فإن تحقيقات الإخفاق التي أعدها الجيش "الإسرائيلي" والتي من المتوقع نشرها الشهر المقبل – قبل مغادرة رئيس الأركان – ستحدد من بين أمور أخرى دور سلاح الجو واستعداده للهجوم المفاجئ من قبل حماس، ووفقًا لمصادر في الجيش، فإن التحقيقات لم تشير حتى الآن إلى وجود عيوب في الاستعداد أو الأداء العسكري حول 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، بالتأكيد ليس بطريقة تستدعي أو تبرر إجراءات شخصية مثل إقالة قائد سلاح الجو، اللواء تومر بار".
ولفت إلى أن "الأمر نفسه ينطبق على سلاح البحرية وقائده اللواء دافيد ساعر سلامة، ولكن الأمر يعتمد بشكل كبير على التفسيرات التي سيقدمها أعضاء الحكومة لنتائج التحقيقات في محاولتهم تحميل كبار ضباط الجيش وصمة الحرب، ومع ذلك، من المتوقع أن تؤدي نتائج التحقيقات واستقالة رئيس الأركان إلى إقالة واستقالة عشرات الضباط في المستويات المتوسطة من شعبة الاستخبارات، وقيادة المنطقة الجنوبية، وشعبة العمليات".
ورأى زيتون أن رئيس الشاباك رونين بار كان له أيضًا دورٌ مركزي في الإخفاق، لكنه لم يستقل حتى الآن، مشيرًا إلى أنه في رسالة بعث بها إلى موظفي الشاباك وعائلاتهم بعد حوالى أسبوع من اندلاع الحرب، وكتب فيها: "رغم سلسلة من الإجراءات التي اتخذناها، للأسف، لم نتمكن يوم السبت من توفير إنذار كافٍ يسمح بإحباط الهجوم، بصفتي رئيس الجهاز - فإن المسؤولية تقع عليّ".
وأوضح زيتون أنه "تم استدعاء بار إلى مقر الشاباك في الليلة التي سبقت الهجوم، وبقي هناك حتى بدأ، وقد اعترف الجيش "الإسرائيلي" والشاباك بأنهم لم يعتقدوا أن الأمر يتعلق بعملية واسعة النطاق من قبل حماس، بل مجرد مؤشر يتحدث عن احتمال إطلاق صواريخ أو تسلل محدود للغاية".
أين المستوى السياسي؟
وفي السياق، قال زيتون إن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كان قد اعتذر بالفعل عن أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر – في مقابلة مع مجلة "تايم"، وفقط بعد أن سئل عن ذلك – لكنه لم يعتذر عن دوره في الإخفاق"، مشيرًا إلى أن نتنياهو قال في المقابلة: "بعد الحرب ستُقام لجنة مستقلة وسيُطلب من الجميع الإجابة على الأسئلة الصعبة، بمن فيهم أنا"، ولكن لقد امتنع، كما هو معروف، عن الاستقالة، كما تجاهل دعوات المعارضة وعائلات ضحايا "المجزرة" لإنشاء لجنة تحقيق حكومية – حتى الآن، بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ".
زيتون أكد أن وزير الحرب السابق يوآف غالانت كان قد وصل إلى مناطق التجمع بالقرب من حدود القطاع بعد أسبوعين من المجزرة، وقال: "أنا مسؤول عن المؤسسة الأمنية، وأنا مسؤول عنها حتى في الأحداث الصعبة"، ومع ذلك، لم يستقل من منصبه حتى أقاله نتنياهو في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وبعد فترة وجيزة استقال من الكنيست.
كما أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي يشغل أيضًا منصب وزير في وزارة الحرب، عقد مؤتمرًا صحفيًا في اليوم الثامن من القتال وأسرع في تحمل المسؤولية الكاملة عن الأحداث، بحسب زيتون، وقال آنذاك: "أنا أتحمل المسؤولية عما كان وسيكون، لكنه امتنع عن الاستقالة من منصبه الوزاري".
ولفت إلى أن من يُسمى وزير العدل ياريف ليفين، الذي قاد "الإصلاح القضائي" المسؤول إلى حد كبير عن الانقسام الاجتماعي الذي تفاقم في "إسرائيل"، لم يتحمل أيضًا أي مسؤولية عن دوره في ما أسماها "المجزرة"، وبعد أن "اختفى" من الوعي العام في بداية الحرب، عاد في الأسابيع الأخيرة إلى تعزيز الإصلاح بشكل مكثف، مدعيًا أن قرارات المحكمة العليا بشأن انعقاد لجنة اختيار القضاة لم تترك له خيارًا آخر.