"يديعوت أحرونوت": حماس عادت إلى الشمال ومقاتلوها أعادوا تنظيم أنفسهم

قال الكاتب الصهيوني في صحيفة "يديعوت أحرونوت" يوآف زيتون: "إنّ أزمة تأخير الإفراج عن الأسرى والشكوك المتزايدة بشأن استمرار وقف إطلاق النار لمصلحة المفاوضات في المرحلة الثانية من صفقة الأسرى، تتزامن مع رفع التأهب على حدود قطاع غزة، تحسبًا لاحتمال استئناف القتال. بالإضافة إلى ذلك، من المحتمل أن تكون حماس تستعد أيضًا للقتال أو لتنفيذ هجوم من جانبها".

وأضاف: "لقد ساعدت الـ 35 يومًا من وقف إطلاق النار حتى الآن المنظمة "الإرهابية" (المقاوِمة) على إعادة تنظيم نفسها، وبناء السرايا والكتائب التي تضررت خلال 14 شهرًا من القتال، وقبل كل شيء، عدم التخلي عن خطة الهجوم الخاصة بها، والتي نفذتها بشكل مفاجئ في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وتابع: "الشهر الطويل من التهدئة القتالية دفع آلالاف من عناصر حماس إلى الصعود إلى شمال قطاع غزة، في أعقاب انسحاب الجيش "الإسرائيلي" من محور "نتساريم"، وتحت غطاء نحو نصف مليون فلسطيني عادوا إلى مدينة غزة وضواحيها، عشرات الآلاف من هؤلاء العائدين وجدوا مبانٍ مدمرة أو متضررة، من دون مياه وكهرباء، فعادوا أدراجهم إلى مدن النزوح غرب خان يونس".

ولفت إلى أنّ آلاف "المقاتلين" انضموا إلى آلاف "المخربين" (المقاومين) الآخرين الذين بقوا في شمال القطاع، خاصة في أحياء مدينة غزة، قبل وقف إطلاق النار. وفي المؤسسة الأمنية يقدّرون أن هؤلاء أعادوا تنظيم أنفسهم في أطر عسكرية جديدة، ولكن ليس بالمستوى الذي كان للجناح العسكري قبل المجزرة.

وأردف زيتون: "قد تشمل إعادة التنظيم هذه استبدال قادة الفصائل والسرايا والكتائب، واستخدام أنفاق لم يكتشفها الجيش "الإسرائيلي"، وإنشاء فراغات تحت أرضية جديدة، وتنظيف المناطق التي عاد إليها المدنيون الفلسطينيون من العبوات الناسفة التي زرعتها حماس، وقبل كل شيء إنشاء ساحات جديدة للعبوات الناسفة".

وأضاف: "في بعض المناطق، رصدت أيضًا عمليات تخزين لمنصات إطلاق الصواريخ، واكتشفت كاميرات مراقبة تستخدم مراصدَ لـ"المخربين". في الأسبوع الأخير، أُطلق على الأقل ثلاثة صواريخ، من البريج وأمس من رفح، ربما عن طريق الخطأ وفي جزء من عملية إعادة التنظيم لحماس، كما رصدت عدة عمليات إطلاق محلقات استطلاعية تابعة للمنظمة خلال الشهر الماضي، بالإضافة إلى المحلقات التي حاولت جهات عربية-"إسرائيلية" تهريب معدات من الجانب "الإسرائيلي" إلى غزة عبرها، ولكن أحبطت هذه المحاولات.

وأشار إلى أنّه من المحتمل أن تكون حماس قد استخلصت العديد من الدروس من المناورات العسكرية للجيش "الإسرائيلي" ومن عمليات الاقتحام المتكررة، مع استنتاج واحد رئيسي: لم تقم حماس بتفعيل جميع الـ 30,000 عنصر المسجلين لديها عشية الحرب، ولم تستخدمهم خلال سنة وشهرين من المواجهة البرية مع الجيش "الإسرائيلي"، لعلمها بأنها بقيت وحيدة، ولن تستطيع مواجهة مناورة برية كاملة للجيش "الإسرائيلي".

وتابع زيتون:" قال مسؤولون في الجيش "الإسرائيلي": "كل يوم من وقف إطلاق النار يساعد حماس في تحريك عناصرها وقادتها وإرسال التعليمات"، وأضافوا: "لدى حماس فجوات كبيرة في العتاد القتالي والأفراد والقيادة والسيطرة، بسبب عمليات الجيش الإسرائيلي ونقص الموارد الجديدة، لكن الشهر الأخير أثبت أن هناك الكثير من العمل المتبقي لإنجاز القضاء على حماس".

وأردف زيتون: من جهة أخرى، وفي ظل انعدام الحافز الظاهر في الحكومة للمضي قدمًا في المرحلة الثانية من الصفقة التي قد تعرضها للخطر، يستكمل الجيش "الإسرائيلي" استعداداته لاستئناف القتال البري في قطاع غزة. ومن المتوقع أن يخصص الجيش قوات كبيرة لاستئناف القتال، وقد قام بجمع وتخزين أهداف جديدة للهجوم في القطاع، حيث إن ضربها سيضعف سيطرة حماس المدنية على غزة. ويعتمد هذا التحرك، كما هو متوقع، على قوات كبيرة وعلى سلاح الجو الذي يستعد أيضًا، على الأرض وفي الجو وفي مختلف أنظمته، لاستئناف القتال. ومع ذلك، يأخذ الجيش "الإسرائيلي" في الحسبان أيضًا تآكل قوات الاحتياط، التي استنزفت إلى أقصى حد خلال العام ونصف الأخيرين.

وأشار إلى أنّه في ما يتعلق بخطة الهجرة التي أعلن عنها على نطاق واسع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبدعم من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبل نحو ثلاثة أسابيع، تتراجع يومًا بعد يوم. فقد أوضحت المؤسسة الأمنية أن الحاجة الأساسية والشرط الأساسي لبدء تنفيذ الفكرة لمّا يتحقق بعد، ولا يبدو أنه سيتحقق في المستقبل القريب: إقناع دولة ثالثة بقبول الفلسطينيين من غزة الذين يختارون مغادرة القطاع طوعًا. يُعد هذا حدثًا دبلوماسيًا، حيث إن قضايا مثل تمويل العملية وعملية الانتقال إلى الخارج تُعد قابلة للحل.

ولفت إلى أنّ مسؤول أمني كبير قدّر أن "هناك عقبات ومشكلات أكثر من فرص حقيقية كي يبدأ هذا الأمر بالتحقق. ولكن إذا نجحنا في المشروع، مثل خروج بضع مئات من الغزيين، وإذا تمكنوا من تجاوز حواجز حماس التي تعارض ذلك بالطبع، فقد يشجع ذلك الآخرين أيضًا على المغادرة، ربما مع وعد بإمكان العودة إلى غزة في المستقبل". وأضاف أن الأردن ومصر لن تكونا مستعدتين لاستقبال هؤلاء المهاجرين من غزة: "هناك فجوة بين التصريحات والتطبيق العملي على الأرض، والوقت يؤدي دورًا هنا"".

وتابع زيتون: في الجيش "الإسرائيلي"، هناك من يشكك أيضًا في قدرة اقتراح ترامب على المساعدة في تحقيق أهداف الحرب، وخاصة إسقاط حماس: "حتى لو نجحنا في إخراج عشرة آلاف أو مئة ألف أو حتى نصف مليون غزيّ من قطاع غزة، من دون أن نتهم بارتكاب جرائم حرب، فكيف سيؤدي ذلك إلى انهيار حماس"؟ وأضاف: "من الصحيح أن في مثل هذا الوضع ستتضرر شرعية حماس الداخلية في غزة، ولكن سيظل لديها أكثر من مليون فلسطيني يمكنها أن تتطور وتعيش بينهم"".

الكيان الصهيوني

إقرأ المزيد في: عين على العدو