إنا على العهد

عين على العدو

"هآرتس": لدى نتنياهو نيّة جادة للتخلص من رئيس جهاز "الشاباك"
26/02/2025

"هآرتس": لدى نتنياهو نيّة جادة للتخلص من رئيس جهاز "الشاباك"

كتبت صحيفة "هآرتس الإسرائيلية": "في الأيام الأخيرة، عاد الحديث مجددًا حول نية رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو، الإقدام على إقالة رئيس جهاز "الشاباك" رونين بار. وكان قد سبق أن طُرحت هذه الفكرة في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، لكنّها وُضعت مؤقتًا في "درج التهديدات والمناورات السياسية" لنتنياهو. ومع ذلك، لم يُتخلّ عنها نهائيًّا".

كما أردفت الصحيفة: "لا شك اأنّ نتنياهو يرغب بشدة في التخلص من بار، خصوصًا بسبب قضيتين تتعلقان بمحيطه القريب، ويحقق فيهما "الشاباك": الأولى تتعلّق بتسريب معلومات استخباراتية لصحيفة "بيلد" الألمانية، لتعزيز الدعاية السياسية لنتنياهو بشأن قضية الأسرى، والثانية تتعلّق بحملة لتحسين صورة قطر، والتي دبّرها مستشارو نتنياهو. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ إقالة بار تخدم نتنياهو في ترسيخ الرواية التي يسعى إليها حول "أحداث" (عدوان) 7 تشرين الأول/أكتوبر، وهي أنّ المسؤولية الكاملة عن "المجزرة" وبقية "الأحداث" والإخفاقات الكارثية، تقع على عاتق الأجهزة الأمنية وحدها، وليس عليه شخصيًّا".

ورأت الصحيفة أنّ بار أصبح الآن الهدف الرئيسي لنتنياهو، بعد أن تحقّق هدفه في ما يتعلّق برئيس الأركان هرتسي هاليفي، خاصة أنّه لعب دورًا بارزًا في التوصل إلى "صفقة المختطفين" (الأسرى) الحالية، مشيرةً إلى أنّ نتنياهو يترقب لحظة مناسبة لتنفيذ الإقالة، وربما تكون تلك اللحظة مع اقتراب نشر التحقيقات الداخلية لـ"الشاباك" حول إخفاقات 7 تشرين الثاني/أكتوبر.

وأوضحت الصحيفة أنّ: "الهجوم على بار يأتي عبر عدة مسارات: أولًا، استبعاده (إلى جانب رئيس "الموساد" ديفيد بارنياع) من فريق التفاوض بشأن "صفقة" الأسرى مع حماس، ثم عبر تسريبات ضده، وأخيرًا بإعادة طرح موضوع إقالته في المجال العام. الهدف من هذه الحملة هو دفع بار إلى تقديم استقالته بنفسه، تمامًا كما فعل هاليفي. لكن بار، وفقًا لمصادر مطلعة، لا يعتزم الاستسلام، على الرغم من أنّه كان يرغب في تحمل المسؤولية والاستقالة طواعية، إلّا أنّه يرى أنّ معركته ليست شخصية، بل تتعلّق بمستقبل جهاز "الشاباك" بأكمله، وهذا يمنحه ميزة كبيرة - وفق تعبير الصحيفة - إذ إنّه يحظى بدعم داخلي شبه كامل داخل الجهاز".

وبحسب مصادر حكومية، على الرغم من رغبة نتنياهو في استغلال نشر التحقيقات لإقالة بار، فمن غير المرجّح أن يُنفّذ ذلك خلال المفاوضات الحساسة لتمديد "الصفقة" وإطلاق المزيد من الأسرى، خاصة إذا استُؤنف "القتال" (الحرب)، لافتةً إلى أنّه مع وجود دعم جماهيري قوي لاستعادة الأسرى، فإنّ إقالة رئيس "الشاباك"، قد تُشعل احتجاجات واسعة في الشارع، كما أنّ هذه الخطوة قد تُثير غضب الإدارة الأميركية التي وجد ممثّلها، ستيف ويتكوف، أرضية مشتركة مع بار خلال المفاوضات.

كذلك، ذكرت الصحيفة أنّ هناك شخصية أخرى مُحتملة للإقالة، وهي "المستشارة القانونية للحكومة الإسرائيلية"، غالي بهراف-ميارا، والتي عاد الحديث عن عزلها إلى الساحة بعد فترة من الهدوء، حيث إنه في هذا الأسبوع، كرّر وزير الاتصالات "الإسرائيلي" شلومو كرعي، نية الحكومة إقالتها، بل وحدّد إطارًا زمنيًّا يبلغ أسبوعين، موضحةً أنّ "تصريح كرعي لم يكن مجرد كلام فارغ، إذ إنّ وزير "العدل الإسرائيلي" ياريف ليفين، يُخطّط لتحريك إجراء رسمي تطلب فيه الحكومة من لجنة التعيينات مراجعة أداء المستشارة القانونية، وحتى لو نجح هذا الإجراء وعُقدت اللجنة، فمن المرجح أن تستغرق العملية وقتًا طويلًا، وربما تتضمن جلسات استماع. وفي النهاية، من المرجح أن ترفض اللجنة التي عينتها بهراف-ميارا بنفسها، التوصية بإقالتها".

كما رأت الصحيفة أنّ "هذه المحاولات المستمرة لترهيب المسؤولين الحكوميين، في وقت يغرق فيه "المجتمع" (الكيان) بألمه بسبب جنازات الأسرى الذين قُتلوا، ليست سوى جزء من إستراتيجية الترهيب المستمرة التي تنتهجها الحكومة"، وأردفت: "بطريقة ما، في ظل الإنهاك العام والضغط النفسي الهائل، باتت هذه التهديدات تُعتبر جزءًا من الروتين السياسي، بدلًا من أن يُنظر إليها على حقيقتها: خطوات غير مسبوقة في عنفها، تتبع أسلوب حكم مافيوي يستغل "الحزن الشعبي العميق" والتوتر المحيط بمصير الأسرى لتحقيق أجندته الخاصة".

بنيامين نتنياهوالموساد

إقرأ المزيد في: عين على العدو

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة