إنا على العهد

عين على العدو

صحيفة "هآرتس" الصهيونية: "إسرائيل" تتعفن داخليًا
06/03/2025

صحيفة "هآرتس" الصهيونية: "إسرائيل" تتعفن داخليًا

شبّه الكاتب ومحلل الشؤون العربية والشرق أوسطية في صحيفة "هآرتس" الصهيونية "تسفي برئيل" كيان الاحتلال بسلسلة متاجر سوبرماركت تنهار بسبب الفساد الإداري، رغم استمرارها في التوسع وافتتاح المزيد من الفروع.

ويعكس هذا التشبيه، وفقًا لبرئيل، المعضلة التي يعيشها الكيان في ظل أزمته الداخلية المتفاقمة، بينما تواصل حكومة الاحتلال سياساتها التوسعية في الضفة الغربية وتكثف عملياتها العسكرية في غزة ولبنان وسورية، "كأن الأوضاع مستقرة ولا تواجه "الدولة" تهديدًا وجوديًا من الداخل".

ويأتي هذا النقد في وقت تتواصل فيه التحقيقات بشأن الفشل الأمني الصهيوني في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي كشف عن أوجه قصور خطيرة في منظومتي الأمن والاستخبارات، مما أدى إلى واحدة من أخطر الضربات التي تعرضت لها "إسرائيل" منذ قيامها، وأسفر عن مقتل وإصابة مئات الصهاينة، إضافة إلى أسر العشرات من قبل المقاومة الفلسطينية.

وبرأي محلل الشؤون العربية والشرق أوسطية في صحيفة "هآرتس"، فإن ""إسرائيل" تتصرف اليوم كأن شيئًا لم يتغير، رغم أن تداعيات الهجوم أحدثت زلزالًا داخليًا هزّ ثقة الجمهور بالحكومة والمؤسسة الأمنية".

و"رغم هذا الفشل، تواصل الحكومة الصهيونية تبنّي سياسات تصعيدية، سواء على المستوى الأمني أو السياسي، فتوسع عملياتها العسكرية دون تقديم رؤية إستراتيجية واضحة لإنهاء الحرب، في الوقت الذي يتعمّق فيه الانقسام الداخلي وتتصاعد الاحتجاجات ضد أداء القيادة"، يضيف برئيل.

ويرى أن "هذا النهج يعكس نمطًا من الإنكار السياسي والإداري، حيث تركز الحكومة على تصدير الأزمات بدلًا من معالجتها، تمامًا كما يفعل صاحب متجر مفلس يواصل افتتاح فروع جديدة بدلًا من إصلاح المشاكل الأساسية التي أدت إلى انهياره".

ويتابع برئيل إن "التحقيقات العسكرية الأخيرة كشفت عن عمق الإهمال والتهور اللذين تسببا في خسائر فادحة في الأرواح، بما في ذلك مقتل وإصابة آلاف "المدنيين" والجنود، فضلًا عن استمرار معاناة "المختطفين" في أنفاق غزة. ومع ذلك، تتعامل الإدارة الحالية مع هذه الخسائر باعتبارها "أضرارًا عرضية" لا مفر منها في سبيل "الدفاع عن الوطن""، على حد تعبيره.

ويضيف أن "الحكومة "الإسرائيلية" ترفض السماح للجان تحقيق مستقلة بفحص أدائها، رغم تسببها في أضرار غير مسبوقة في تاريخ "الدولة"". ويوضح الكاتب أن "إسرائيل" تواصل التوسع في الوقت الذي تفشل فيه في حل أزماتها الداخلية، مستشهدًا بقطاع غزة، حيث تواجه "إسرائيل" أزمة إنسانية وسياسية عميقة.

فبدلًا من الانسحاب من القطاع، تعرّض حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" صفقة الرهائن للخطر مقابل الاستمرار في السيطرة عليه، بينما لا يزال مستوطنو غلاف غزة يواجهون صعوبات كبيرة في العودة إلى منازلهم.

ويصف برئيل هذا الوضع قائلًا: "كما تمنح الشركات المفلسة مدينيها خصمًا سخيًا بعد انهيارها، يُطلب من "مواطني" البلاد اليوم أن يثقوا في مدين متخلف عن السداد"، وفق تعبيره.

وفي سورية، يقول الكاتب إن "إسرائيل" افتتحت الأسبوع الماضي فرعًا جديدًا، بحجة حماية الأقليات الدرزية، في محاولة لتبرير وجودها العسكري في المناطق التي احتلتها مؤخرًا". ومع ذلك، يرى أن هذا "التوسع يبدو محاولة لتحويل الأنظار عن الأزمة الداخلية، أكثر من كونه إستراتيجية أمنية مدروسة".

يختتم برئيل مقاله بالتأكيد على أن الإمبراطوريات الأكبر والأكثر قوة من "إسرائيل" تعلمت الدرس التاريخي المرير، وهو أن الاحتلال العسكري للمناطق لا يضمن الأمن، بل إن استقرار "الدولة الأم" هو الشرط الأساسي لاستمرار وجودها، على حد قوله.

الكيان الصهيوني

إقرأ المزيد في: عين على العدو