إنا على العهد

عين على العدو

خلاف بين كاتس وقيادة المنطقة الشمالية يمنع دخول العمال من سورية
25/03/2025

خلاف بين كاتس وقيادة المنطقة الشمالية يمنع دخول العمال من سورية

كتب ينيف كوبوفيتش في صحيفة "هآرتس" الصهيونية "إنّ خلافًا بين وزير "الأمن" (الحرب) يسرائيل كاتس وقيادة المنطقة الشمالية يمنع في الوقت الحالي دخول العمال الدروز من سورية إلى "إسرائيل"، وهي خطوة أعلن عنها كاتس قبل نحو أسبوعين. وزير الداخلية موشيه أربيل تبنّى موقف الجيش وامتنع عن التوقيع على الأوامر التي تسمح بدخول العمال".

في هذا السياق، وجّه مسؤولون كبار في الجيش انتقادات لاذعة للتصريحات العلنية التي أدلى بها الوزير في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي بشأن القضايا الحساسة المتعلقة بسورية. ووفقًا لهم، قد تؤدي هذه التصريحات إلى تصعيد غير ضروري مع نظام أحمد الشرع، وتعريض حياة "السكان" في هضبة الجولان السورية للخطر، وهم "السكان" الذين يسعى الجيش "الإسرائيلي" إلى تعزيز العلاقات معهم، وفق تعبيرهم.

قبل نحو أسبوعين، أعلن كاتس أنه "تماشيًا مع نية "إسرائيل" تعزيز العلاقة مع "السكان" الدروز في هضبة الجولان السورية، سيبدأ تشغيلهم في مستوطنات الجولان اعتبارًا من 16 آذار/مارس. لكن حتى الآن، لم يبدأ دخول العمال إلى "إسرائيل" (الكيان)".

ووفقًا لمصادر مطلعة على القضية، فإن السبب الرئيسي لتأجيل التنفيذ هو موقف قائد المنطقة الشمالية، اللواء أوري غوردين. ويقولون في الجيش "إن كاتس لم يبلغ القيادة بخطته مسبقًا، ولم يتشاور معهم بشأن الموعد الذي حدده لبدء تنفيذها".

بحسب المصادر، يعتقدون في قيادة المنطقة الشمالية أن دخول العمال يجب أن يتم فقط بعد تحضير دقيق، وبعد التحقق من هوية كل عامل على حدة. وإلا، فإن الجيش غير متأكد من قدرته على كشف محاولات جهات "معادية" لاستغلال دخول هؤلاء العمال إلى "إسرائيل"، وفق قولها.

ويقول مسؤولون عسكريون بارزون: "إن دخول العمال دون استعدادات كافية قد يعرض حياتهم هم أنفسهم للخطر، حيث من الممكن أن يعتبرهم النظام السوري أو التنظيمات "الإرهابية" متعاونين مع "إسرائيل"، أو أن يتم الضغط عليهم للحصول على معلومات أو تجنيدهم عند عودتهم إلى سورية.

بالإضافة إلى اعتراض الجيش، فإن الوزير موشيه أربيل، المسؤول عن توقيع التصاريح لدخول العمال، لم يتم إبلاغه مسبقًا بالخطة، ولم يعلم بها إلا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. وقد تبنى موقف الجيش في هذا الخلاف، وقالت مصادر مقربة منه "إنه يرفض أن يكون مجرد ختم مطاطي لوزير "الأمن" (الحرب)".

وجاء في بيان صادر عن مكتب وزير الداخلية: "هناك حاجة إلى استكمال الترتيبات الأمنية الجارية حاليًا. وبعد استكمالها، سيوقع وزير الداخلية على تصاريح الدخول".

إلى جانب تصريحاته حول إدخال العمال، أبدى كاتس مؤخرًا استعداده للتدخل في الشأن السوري من أجل حماية الدروز، وقام قبل نحو أسبوعين، بجولة في حرمون السوري، برفقة نائب رئيس الأركان تامير يدعي، ولكن دون مشاركة قائد المنطقة الشمالية أوري غوردين.

بعد الجولة، أصدر كاتس بيانًا وعد فيه الدروز بأن تحمي "إسرائيل" إخوانهم في سورية من أي تهديد، لكن مصادر أمنية صهيونية أكدت أن كاتس لم يناقش هذا الموضوع مسبقًا مع كبار مسؤولي المؤسسة الأمنية.

مصدر في المؤسسة الأمنية قال لصحيفة "هآرتس" "إنّ التزام "إسرائيل" بالتدخل العسكري في سورية لحماية القرى الدرزية في منطقة دمشق أو في عمق الأراضي السورية قد تكون له عواقب خطيرة، تصل إلى حد فتح جبهة جديدة" وفق زعمه.

وتابع المصدر: "عمليًا، قيادة المنطقة الشمالية لم تستعد لهذا النوع من العمليات في تلك المناطق. ووفقًا لمصدر أمني كبير، "عندما تعلن "إسرائيل" رسميًا أنها ستتدخل لحماية الدروز، يجب أن يكون ذلك مدعومًا بخطة عملياتية واضحة، وفهم مسبق بأنه إذا تحرك النظام السوري ضدهم، فإننا سنرد".

وأضاف المصدر: "إذا تعرض الدروز في سورية لهجوم ولم تساعدهم "إسرائيل"، لأي سبب كان، فإن ذلك سيضعف مكانتها وهيبتها، وقد يدفع هذه الفئة السكانية إلى البحث عن حماية النظام السوري بدلاً من الاعتماد على "إسرائيل"".

وأردف: "بعد أن قتلت قوات النظام السوري المئات من أنصار الرئيس السابق بشار الأسد، شنّ كاتس هجومًا لاذعًا على الرئيس الحالي أحمد الشرع، واتهمه بارتكاب مجازر بحق المدنيين"، وقال: "بعد أن ارتدى الشرع البدلة الرسمية وقدم نفسه بوجه معتدل، أزال الآن القناع وكشف وجهه الحقيقي - إرهابي جهادي من مدرسة القاعدة، ينفذ فظائع ضد السكان المدنيين".

وأضاف كاتس: "كل صباح، عندما يفتح الجولاني (الاسم الثوري للشرع) عينيه في قصر الرئاسة في دمشق، سيرى الجيش "الإسرائيلي" يراقبه من مرتفعات جبل حرمون، وسيتذكر أننا هنا في مواجهة تهديده وتهديد أصدقائه الجهاديين".
 

الكيان الصهيوني

إقرأ المزيد في: عين على العدو

خبر عاجل