عين على العدو
هكذا يتصوّر الصهاينة خطة حزب الله في الجليل..
نشر موقع "والاه" الاسرائيلي مقالًا للكاتب الصهيوني آفي يسسخروف تحدّث فيه عن السيناريو الذي يتوقّعه كيان العدو للمواجهة المقبلة بين حزب الله وجيش الاحتلال، وهنا نصّ المقال:
يواصل الأمين العام احزب الله (السيد) حسن نصر الله في كل خطاباته التهديد بعملية في الأراضي "الإسرائيلية" (المستوطنات) في حال إندلاع حرب، وفي بعض الأحيان يُسمى ذلك "إحتلال الجليل"، وأحيانًا أخرى "التسلّل". وهو أوضح أمام جماهيره أن لدى حزب الله القدرة على "دخول الجليل بسهولة".
المسألة حاليًا هي أنه لا يزال لدى حزب الله القدرة على العمل داخل الأراضي "الإسرائيلية" (المستوطنات) وتحقيق إنجازات برية على شاكلة إحتلال منطقة أو مستوطنة، أو بدلًا من ذلك إحداث مفاجأة إستراتيجية على شاكلة ما خطط له عبر الأنفاق.
يُحتمل أنه ليس لدى حزب الله سلاح سري استراتيجي على شاكلة الأنفاق، لكن أيضا الآن في عهد "بعد- الأنفاق"، يمكن التقدير أن لدى حزب الله خطة طموحة على وجه خاص ومفصّلة لإحتلال والسيطرة على مستوطنات ومواقع عند الحدود الشمالية.
أحد الأمور التي تستطيع منع الحاجة الى "احتلال الجليل" من ناحية حزب الله هو خلق ردع كافٍ ضد "إسرائيل"، لخلق خشية كبيرة الى هذا الحد عند الطرف الثاني، وعندها ستمتنع "إسرائيل" عن أيّة محاولة لمهاجمة لبنان، بما فيها المصانع لدقة السلاح الصاروخي الذي يحاول حزب الله إقامته.
خطابات (السيد) نصر الله هي جزء من السعي لخلق ردع. حزب الله و"زعيمه" يعرفان جيدًا أن كلّ كلمة للأمين العام تُفحص وتُقاس وتُبث وتحظى بأصداء لدى محلّلين وخبراء.
إضافة لذلك، واضح أن حزب الله سيحاول خلق وضع في الحرب المقبلة يكون فيه الجيش "الإسرائيلي" منهمكًا ليس فقط بخططه الهجومية إنما أيضًا بالدفاع عن مستوطنات الشمال.
بغياب الأنفاق، دور عناصر "وحدة الرضوان" هو محاولة التوغل سرًا إلى داخل "إسرائيل" أو بمصطلح عسكري- إغارة. بعبارة أخرى، وصول سريع إلى إحدى المستوطنات أو المواقع على الحدود، مع محاولة إدخال آلاف المقاتلين من عدة إتجاهات وأماكن، من خلال فرضية أن الجيش "الإسرائيلي" سيجد صعوبة في مواجهة عملية كهذه تحصل في عدة نقاط على الحدود.
هدف حزب الله الآن هو أن تنجح واحدة من هذه المحاولات على الأقل، وهذا من خلال إستخدام مظلة مدفعية كثيفة، تشمل قصف كل منطقة الحدود، من خلال إستخدام صواريخ ثقيلة الوزن قادرة على تدمير أهداف مثل مواقع عسكرية. لدى المنظمة اليوم قوة نارية فعلية تمهيدًا ليوم العملية، والتي تشمل إطلاق نيران من المفترض أن تدمر كل خط التماس في الجانب الإسرائيلي بإعطاء أمر.
كل موقع، كل هوائي، هذه خطة مهيبة لحزب الله يتجرأ فيها على خلق ضربة نارية قاسية الى هذا الحد، إذ لا تستطيع أية قوة إسرائيلية من العمل عند خط الحدود. الخطة الهجومية لحزب الله، قد تتضمن إضافة إلى "خطة النار"، تشكيلا لوجيستيا وإستخباريا كاملا، يشمل إستخدام الطائرات بدون طيار التي ستنقل معلومات إستخبارية في الوقت الحقيقي وقادرة أيضا على الإنفجار بأهداف في الجانب "الإسرائيلي". في هذه الخطة يوجد أيضًا تشكيل قيادة وسيطرة من المفترض أن يدير العملية الواسعة على طول الحدود- من منطقة رأس الناقورة وحتى أقصى النقطة الشرقية على الحدود. العائق البري الذي أنشأته "إسرائيل" في السنوات الأخيرة، سيصعِّب كثيرًا تنفيذ عملية كهذه، والآن، الفرضية لدى صنّاع القرار في حزب الله هي أنه على الأقل جزء من القوة المهاجمة ستنجح في التسلّل إلى المستوطنات.
واضح لدى صناع القرار في التشكيل العسكري لحزب الله أن عملية كهذه ستكون باهظة الثمن من ناحية القوة البشرية للمنظمة، لكن الإنجاز المعنوي سيكون حاسمًا من وجهة نظرهم. هذا يستلزم جعل الجيش "الإسرائيلي" الإستثمار بالدفاع، وضرب الرأي العام الإسرائيلي بصدمة معنوية وخلق رغبة لإنهاء سريع للحرب. يُمكن تخيّل فقط أيّ تأثير قد تخلقه صور لعناصر حزب الله في المطلة!
إقرأ المزيد في: عين على العدو
21/11/2024