الخليج والعالم
حرائق الأمازون مستمرّة والخلاف الفرنسي البرازيلي يُعرقل خطة إخمادها
اقترحت البيرو وكولومبيا عقد قمة طارئة بشأن الأمازون لتنسيق استراتيجية لحماية الغابات المطيرة من الحرائق، في وقت يواصل الرئيس البرازيلي عرقلة وصول مساعدات لمكافحة الحرائق التي تتمدد على الرغم من كل محاولات احتوائها.
وقد أشار بيان مشترك لرئيسي البيرو وكولومبيا إلى أنّ القمة ستهدف للتوصل إلى معاهدة من شأنها الحفاظ على الغابات وتطويرها مع إفادة "المجتمعات التي تعيش هناك".
شروط الرئيس البرازيلي
من جانبه، اشترط الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو يوم أمس الثلاثاء تراجع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن "إهاناته"، لقبول المساعدة بمكافحة الحرائق، خصوصا بعد أن أخذ الجدل بين الجانبين منحى تصاعديا، بينما أثارت حرائق الأمازون سخطا دوليا ووضعت البرازيل في مأزق.
وتلقى بولسونارو يوم أمس "دعما كاملا ومن دون تحفظ" من الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي كتب على "تويتر" أنّ نظيره "يعمل بجد لإخماد الحرائق في الأمازون، كما أنّه يقوم بعمل رائع للشعب البرازيلي في جميع النواحي"، وقال إنّ "هذا ليس أمرا سهلاً".
وفي برازيليا، توجه بولسونارو للرئيس الفرنسي قائلا إن "على السيد ماكرون أولًا أن يتراجع عن الإهانات التي وجهها لي"، وذلك بعدما اعتبر الرئيس الفرنسي أن بولسونارو "كذب" في شأن تعهداته في ملف البيئة.
وأضاف بولسونارو قبل لقائه الحكام التسعة لولايات الأمازون "بداية، لقد وصفني بأني كاذب، ثم قال بحسب معلوماتي إنّ سيادتنا على الأمازون قضية مطروحة للنقاش".
وعادة ما يصف بولسونارو، وهو ضابط سابق وينكر حصول التغيّر المناخي، الأمازون بأنّها "خاصتنا"، وسبق أن اتهم ماكرون بأنّه صاحب "عقلية استعمارية".
وفي اليوم الأخير لقمة مجموعة السبع في بارتس تساءل الرئيس الفرنسي حول مدى صوابية منح غابات الأمازون وضعا دوليا في حال اتخذ القادة الإقليميون قرارات تضر عموما بالبيئة.
وقال بولسونارو "قبل البحث والقبول بأي شيء من فرنسا، على ماكرون أن يتراجع عما قاله وانطلاقا من ذلك يمكننا أن نتحدث".
ورفضت البرازيل يوم الإثنين مساعدة دول مجموعة السبع لإخماد الحرائق في غابات الأمازون والمقدّرة مادياً بـ20 مليون دولار.
بانتظار الأمطار..
بالموازاة، استبعد خبيران في مجال الأرصاد الجوية وبيانات خاصة بالطقس أن تُخمد الأمطار الضعيفة الحرائق الهائلة المستعرة في غابات الأمازون عما قريب، غير أنهم أشاروا الى أن هطول الأمطار في مناطق معينة حتى العاشر من أيلول/سبتمبر قد يطفئ بعض الحرائق.
وتلتهم النيران أكبر غابات استوائية مطيرة في العالم، حيث أفادت وكالة أبحاث الفضاء البرازيلية بأن عدد الحرائق المسجلة في جميع أنحاء الأمازون ارتفع 79 في المئة هذا العام حتى 25 آب/أغسطس آب.
ولا تقتصر الحرائق على البرازيل فحسب، إذ أتت النيران على ما لا يقل عن عشرة آلاف كيلومتر مربع في بوليفيا بالقرب من حدودها مع باراجواي والبرازيل.
وقال الخبراء إنه في الوقت الذي أطلقت فيه الحكومة البرازيلية مبادرة لمكافحة الحرائق بنشر قوات وطائرات عسكرية، فإن هذه الجهود لن تؤدي إلا إلى إخماد الحرائق الأصغر وستساعد في منع نشوب حرائق جديدة. لكن الحرائق الأكبر لن يخمدها سوى هطول الأمطار.
ويبدأ موسم الأمطار في الأمازون عادة في أواخر أيلول/سبتمبر ويستغرق الأمر أسابيع حتى تهطل الأمطار على نطاق واسع.
وتقول ماريا سيلفا دياس أستاذة علوم الغلاف الجوي بجامعة "ساو باولو" إن توقعات هطول الأمطار في الأيام الخمسة عشر المقبلة تتركز في المناطق التي لا تحتاج إلى الأمطار بالقدر ذاته، وأضافت أنه من المتوقع انخفاض هطول الأمطار في مناطق الأمازون التي تشهد أسوأ الحرائق.
ويُتوقع أن يشهد أقصى شمال غرب وغرب غابات الأمازون المطيرة البرازيلية مزيدًا من الأمطار في الأسابيع المقبلة، لكن الأجزاء الشرقية ستبقى شديدة الجفاف.
وقالت دياس "في بعض الجيوب، يمكنك إخماد بعض الحرائق، لكن هذه جيوب معزولة وليست مناطق بأكملها، المنطقة بأكملها بحاجة إلى أمطار بصورة أكثر انتظاما، وهذا لن يحدث إلا في وقت لاحق، في شهر تشرين الأول/أكتوبر تقريبا".
وقال ماتياس ساليس خبير الأرصاد الجوية في شركة كلايمت "تيمبو" البرازيلية لمعلومات الطقس "في بعض المناطق يمكن أن تقلل (الأمطار) الحرائق وليس بشكل عام".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024