الخليج والعالم
مسؤولون عسكريون أميركيون: حذّرنا السعودية منذ البداية من فشل حربها على اليمن
توقّف الكاتب في مجلة "ذا أميركان كونسيرفاتيف" الأميركية مارك بيري عند موقف سجّله عسكريون أميركيون لمعارضة العدوان السعودي على اليمن عند بدايته، مشيرًا إلى ان "الحرب كانت مفاجئة وشكلت صدمة بالنسبة لهم".
بيري المؤلف الأميركي المعروف والمتخصّص في الشؤون العسكرية والاستخباراتية نقل عن ضابط عسكري أميركي رفيع المستوى تقاعد حديثًا قوله إن "المسؤولين العسكريين الأميركيين أبلغوا السعوديين عند بداية العدوان بأنهم غير قادرين على الانتصار وأن الحرب ستتسبب بإفلاس السعودية، وستتحول إلى مستنقع للمملكة".
وتابع الكاتب أن "الجيش الأميركي كان في حالة من الازدراء بعد ان بدأت السعودية عدوانها على اليمن"، مضيفًا أن "ضباطًا كبارًا في قيادة العمليات الخاصة في الجيش الأميركي رأوا أن "الحوثيين" (حركة "أنصار الله" يشكلون قوة مضادة لتنظيم "القاعدة" في اليمن، وذهب بعض هؤلاء الضباط إلى حد الدعوة لدعم الحوثيين".
ولفت الكاتب إلى أن ضابطًا في القيادة الوسطى في الجيش الأميركي كان قد قال له إن سبب "عدم قيام السعوديين بإبلاغنا عن خططهم في اليمن هو انهم كانوا ادركوا أننا سنعبّر لهم صراحة عن رأينا، وهو أن الفكرة سيئة".
الكاتب قال إن ما تعانيه السعودية جراء فشلها في اليمن "دق أجراس الإنذار في واشنطن"، مشيرًا إلى أن "فريق الأمن القومي في الإدارة الأميركية بدأ بعقد اجتماعات مع خبراء متخصصين بقضايا الشرق الأوسط من أجل بحث سبل إخراج السعودية من مأزقها في اليمن".
وأضاف أن "الاجتماعات هذه نظمها مستشار الأمن القومي الأميركي وقتها هربرت مكماستر وفريقه، وجرت بعيدة عن الأضواء"، لافتا إلى انها "تزامنت مع تراكم التقارير الاستخباراتية التي حذرت من أن التدخل السعودي في اليمن يضع استقرار الحكومة السعودية في خطر على الأمد الطويل".
وقال إن "المسؤولين داخل الأسرة الملكية السعودية استخدموا الأزمة اليمنية من أجل تنظيم حملة سرية بهدف تقويض ولي العهد السعودي محمد بن سلمان".
ونقل الكاتب عن مسؤول رفيع في وزارة الحرب الأميركية (البنتاغون) أن إدارة الرئيس دونالد ترامب توصلت إلى خلاصتين: الأولى هي أن الأمور ليست على ما يرام داخل أسرة آل سعود"، والثانية هي "ضرورة قيام الولايات المتحدة بإجراء محادثات مع "الحوثيين" من أجل وقف الحرب"".
ولفت إلى أن وزارة الخارجية الأميركية قامت بالتالي بإيفاد مساعد وزير الخارجية الأميركي دايفيد شينكر إلى الرياض في وقت سابق من هذا الشهر من أجل الضغط على السعوديين كي يشاركوا بمحادثات محتملة بين الولايات المتحدة والحوثيين في سلطنة عمان.
وتطرق الكاتب إلى الهجمات التي استهدفت منشآت النفط السعودية في 14 أيلول/سبتمبر الجاري، وقال إن الهجوم هذا أثار مخاوف كبيرة لدى البيت الأبيض.
الكاتب نقل عن المسؤول الرفيع قوله إن "الإستراتيجية التي اعتمدتها إدارة ترامب بعد الهجمات على منشآت النفط السعودية ركزت بشكل أساسي على التصعيد الكلامي"، مؤكدًا أن "الولايات المتحدة وإيران تخوضان شكلًا من أشكال الحرب بالوكالة في كل من اليمن والسعودية والعراق وسوريا ولبنان ومياه الخليج منذ شهر أيار/مايو عام 2018، بعد ان انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران".
وتابع أن "ذلك تزامن مع قرار إيران تعزيز دعمها لحلفائها في المنطقة، ما دفع الطائرات الحربية الإسرائيلية إلى استهداف "قواعد إيرانية" في سوريا ولبنان والعراق"، وقال إن "حسابات طهران الجديدة" تعني أن أيّة ضربة أميركية على إيران يجب أن تأخذ بالحسبان عمليات رد عدة، تؤدي إلى مواجهة بين إيران وحلفائها من جهة، وأميركا وحلفائها من جهة أخرى".
ونقل الكاتب عن المسؤول أنه "بينما هناك قواعد أميركية تحيط بإيران، فإن إيران من جهتها تحاصر السعودية"، وقال: "في وقت قررت اميركا تكثيف الضغوط الاقتصادية، فإن إيران هي أيضًا قررت التصعيد".
وختم الكاتب قائلا إن "الولايات المتحدة تلعب ورقة عسكرية ضعيفة على الرغم من تصعيدها الكلامي".