معركة أولي البأس

الخليج والعالم

تدخلات واشنطن الخارجية قوّت المعارضة بوجه ترامب
02/01/2019

تدخلات واشنطن الخارجية قوّت المعارضة بوجه ترامب

نشر موقع "أنترست ناشيونال" مقالة للكاتب كيديرا بيثياغودا، أكد فيها ان قرار الانسحاب الاميركي من سوريا وتصويت مجلس الشيوخ مؤخرًا لصالح وقف الدعم الاميركي للحرب على اليمن، إضافة الى إعلان النائب الديمقراطية تولساي غابارد أنها قد تترشح للانتخابات الرئاسية الاميركية عام 2020، هي تطورات تفيد بان الامور وصلت الى لحظة محورية على صعيد السياسية الخارجية الاميركية.

ووصف الكاتب تصويت مجلس الشيوخ لصالح وقف الدعم للحرب على اليمن بالتاريخي والذي فرض من جديد حق الكونغرس بأخذ قرارات تتعلق بالحرب، واعتبر أن التصويت هذا يفيد في إدراك ان السياسة الخارجية "عادت الى طاولة النقاش".

واضاف الكاتب أن غابارد تمثل "كوكبة فريدة من المواقف" على صعيد السياسة الخارجية، وتابع الكثير من المواقف هذه قد تمد الجسور بين موقف الشارع الاميركي من جهة، والطبقة السياسية ووسائل الاعلام الرئيسية من جهة اخرى، مؤكدًا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفسه ادرك ذلك واستجاب لقاعدته الشعبية عندما قرر سحب القوات الاميركية من سوريا.

وقال الكاتب إن أعدادًا كبيرة داخل المجتمع الاميركي من اليمين واليسار يعتقدون ان التدخلات الاميركية بالخارج لم تأت بالكثير من المكاسب للمواطن الاميركي العادي. واشار بهذا السياق الى استطلاع بيّن بأن نسبة 71% من الاميركيين يعتقدون انه يتوجب على الكونغرس تقييد العمل العسكري. كما لفت الى ان نفس هذا الاستطلاع بيّن ان نسبة 86.4% من الاميركيين يعتقدون بان العمل العسكري يجب ان يتم اللجوء اليه فقط كخيار اخير، وان 63.9% يرون أن الدعم العسكري سواء عبر المال او السلاح يجب ان لا يقدم الى انظمة مثل النظام السعودي.

ورأى الكاتب أن دعم تقييد العمل العسكري بالخارج تخطى خطوط الاحزاب السياسية، وان الباحثين اعترفوا بانه نادرًا ما يكون هناك اجماع بهذا الشكل بين الجمهوريين والديمقراطيين. واشار بهذا السياق الى دراسة اجرتها جامعة بوسطن كشفت عن نسب عالية من رفض التدخلات الاميركية العسكرية في الخارج لدى هؤلاء الذين فقدوا احبائهم من جنود اميركيين قتلوا بسبب هذه التدخلات. كذلك لفت الى استطلاع آخر بيّن بأن نسبة 79% من الاميركيين يرون ان اي تمويل اضافي يجب ان يركز على قضايا داخلية.

ولفت الى أن التعبير عن مخاوف الشارع الاميركي حيال السياسة الخارجية لبلادهم الراهنة يسمح للسياسيين "الاذكياء" بأن يرسموا "موقفا فريدا وشعبيا"، واردف ان هناك دراية متزايدة حيال ذلك، و بان ذلك يتجلى بقرار ترامب "تحدي" مؤسسة السياسة الخارجية (قراره بالانسحاب من سوريا) على الرغم من ان هذا سيفتح الباب لتوجيه الانتقادات الحادة اليه سواء من الحزبين الديمقراطي او الجمهوري، او من وسائل الاعلام الرئيسية.

واضاف الكاتب ان تصويت مجلس الشيوخ لوقف الدعم للحرب على اليمن بقيادة السيناتور الديمقراطي بيرناي ساينديرس شكل المرة الاولى التي تم الاستفادة منها من قانون سلطات الحرب الذي يعود الى عام 1973 بعد حرب فيتنام.

كما اشار الكاتب الى ان ساينديرس خرج عن صمته النسبي على صعيد السياسة الخارجية حيث دعا الى بناء حركة "ديمقراطية عالمية" من اجل "التصدي للاستبداد كما يجسد ترامب وحلفاء لاميركا مثل السعودية".

ومن ثم عاد الكاتب الى الحديث عن غابارد، قائلاً إن "النائبة الديمقراطية "تبرأت" من الاجماع بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي واتخذت موقف ينسجم مع معسكر اليسار التقليدي المعادي للحروب ومعسكر اليمين الجديد "المناهض للمؤسسة"".

وأضاف أن "مشروع قانون غابارد الذي يحمل اسم "اوقفوا تسليح الارهابيين" حظي بتأييد اليساريين المعادين للحروب وكذلك بتأييد اليمينيين الذين يركزون على "محاربة الارهاب" والذين "لا يثقون بحكومتهم"، ورأى أن معارضة غابارد للدعم الاميركي للحرب على اليمن حصلت على تأييد متزايد سواء لدى المعسكر "الانساني" او "القوميين المحافظين المعادين للسعودية" في اميركا، كما أن رفض العمل العسكري الاميركي ضد الحكومة السورية يظهر بشكل واضح لدى الشارع الاميركي بحسب الاستطلاعات التي جرت على مدار الاعوام الماضية. وانتقادات غابارد للكيان الصهيوني تعكس "توجه متزايد" داخل الشارع الاميركي والذي لا ينعكس بالطبقة السياسية، حسب الكاتب.

الكاتب اعتبر أن مواقف غابارد قد تحصل على دعم اكثر في ظل وجود مجتمع اميركي لم يعد يريد انفاق "ترليونات" على حروب خارجية "بينما تنهار البنية التحتية بالداخل الاميركي"، وتضع مصالح الشعب الأميركي كأولوية لها.

وفي الختام، قال الكاتب الأميركي إن ترامب وبينما قدم نفسه بالانتخابات الرئاسية الماضية بالمرشح الرافض للتدخلات بالخارج، الا انه يدرك انه سيواجه منافسة "على هذا اللقب" بالانتخابات الرئاسية القادمة عام 2020.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم