الخليج والعالم
هل سيكون مستقبل اردوغان مرهوناً بنجاح العملية العسكرية في سوريا؟
كما كان متوقعا انطلقت العملية العسكرية التركية تحت اسم "نبع السلام" ضد قوات سوريا الديموقراطية "قسد" في شرق الفرات. العملية أتت بعد انسحاب القوات الاميركية من المنطقة، في خطوة مفاجئة اعتبرتها قوات سوريا الديموقراطية انها طعنة وجهها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إليها. ويبدو أن رقعة النفوذ التركي شمالي سوريا ستتسع على نحو غير مسبوق، منذ أن أطلقت أنقرة عملية درع الفرات في آب 2016 بحجّة مواجهة الجماعات الكردية المسلّحة، التي تعتبرها أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا، بحيث تنظر تركيا إلى منطقة شمال سوريا بوصفها قضية أمن قومي بالدرجة الأولى، وعمقاً إستراتيجياَ لها. فما هي انعكسات هذه العملية العسكرية على الداخل التركي، وما مصلحة اردوغان منها، وما هي ودلالات تسمية هذه العملية، وما هي مواقف الأطراف منها؟ وهل ستلعب دوراً محورياً في تحديد مستقبل أردوغان السياسي؟ أسئلة كثيرة تطرح نفسها بقوة لما لهذه العملية من تداعيات على المنطقة بأكملها، وفي هذا الإطار يرى المحلل السياسي السوري تركي الحسن في حديث لموقع " العهد" الاخباري ان انعكاسات العملية العسكرية التي اعلنها اردوغان على الداخل التركي مرهونة بمدى نجاحها في تحقيق اهدافها المرجوة او فشلها، ومن المبكر ان يحاسب الشارع التركي اردوغان على ما قام"، مشيرًا إلى أن اردوغان ذهب باتجاه هذه العملية لرفع رصيده الانتخابي في الداخل التركي، ولإظهار نفسه بأنه هو حامٍ للمجتمع التركي والدولة التركية والحدود التركية من المجموعات الارهابية.
ورأى الحسن أنه اذا نجح اردوغان في عمليته العسكرية في سوريا بشكل كامل وحقق الاهداف المرجوة ستعيد تعويمه الى حد ما، اما فشل وتأخر العملية فإنه من الصعب ان يتقبلها المجتمع التركي مما ينعكس سلباً على اردوغان. ويعتمد ذلك على مقدار عدد الضحايا من القوات التركية، بالتالي مصلحة اردوغان مرتبطة بنجاح او فشل العملية العسكرية في سوريا.
واشار الحسن في حديثه "للعهد" الى انه سيتضح لاحقاً ان القضاء على الاكراد جربته تركيا منذ العام 1983 حتى الان ولم تفلح بذلك.
اما بالنسبة للموقف الايراني من العملية العسكرية التركية في سوريا إعتبر الحسن انه متطابق مع موقف الحكومة السورية، لكنه اعتبر أنه لولا الموافقة الامريكية والتنسيق مع واشنطن والضوء الاخضر الروسي لما دخل اردوغان الى سوريا.
وعن بدء العملية العسكرية اليوم قال الحسن: "ليس له دلالات بل هو للتسريع قبل دخول فصل الشتاء مما يصعب القيام بالعمليات".
اما بالنسبة لإطلاق اسم "نبع السلام" على العملية العسكري فاعتبره تركي الحسن أنه لافتة ليقول من خلالها اردوغان للعالم وللداخل التركي ان العملية جاءت لإنهاء الارهاب واحلال السلام واعادة اللاجئين السوريين، ولكن هدفها الاساس هو إقامة حزام أمني مستنسخا من التجربة الإسرائيلية في جنوب لبنان.
واعتبر تركي ان المجتمع الدولي يعبر عن إرادة القوى العظمى فإلارادة الدولية مشلولة، فهو عاجز عن إتخاذ قرارات فيما يخص العملية العسكرية في سوريا وغيرها من القضايا الدولية.