الخليج والعالم
الجيش السوري إلى الحدود مع تركيا بالاتفاق مع الأكراد.. وأنقرة تهدد
تحركت وحدات من الجيش السوري باتجاه الشمال لمواجهة العدوان التركي المتواصل على البلدات والمناطق الحدودية شمال محافظة الحسكة والرقة، حيث ارتكبت قوات النظام التركي مجازر بحق الأهالي وقامت باحتلال بعض المناطق وتدمير البنى التحتية فيها.
هذا التحرك جاء بعد الإعلان عن اتفاق بين الحكومة السورية و"الإدارة الذاتية الكردية"، أتاح للجيش السوري الانتشار على طول الحدود السورية التركية، ويتيح الفرصة لتحرير باقي الأراضي والمدن السورية المحتلة من قبل الجيش التركي كعفرين.
وفور شياع هذا الخبر، جابت مسيرات شوارع الحسكة احتفالا بالإعلان عن بدء تحرك الجيش لمواجهة العدوان التركي، وقد دعا شيخ قبيلة الجبور، نواف عبد العزيز المسلط، جميع القبائل للوقوف إلى جانب الجيش العربي السوري للحفاظ على السلم الأهلي لكافة المكونات في الجزيرة السورية.
اتفاق بين الحكومة السورية والأكراد لدخول الجيش السوري وانتشاره على طول الحدود السورية التركية
ما يسمى بـ "الإدارة الذاتية الكردية" أصدرت عبر صفحتها على "فيسبوك" بيانًا للرأي العام، أكدت فيه على اتفاق مع الحكومة السورية، التي من واجبها حماية حدود البلاد والحفاظ على السيادة السورية، كي يدخل الجيش السوري وينتشر على طول الحدود السورية التركية لمؤازرة "قسد" لصد هذا العدوان وتحرير المناطق التي دخلها الجيش التركي ومرتزقته المأجورين.
وجاء في البيان:
إن "الإدارة الذاتية الكردية" لشمال وشرق سوريا من خلال قواتها العسكرية "قسد" والمشكلة من أبناء كل المكونات السورية في مناطق "الإدارة الذاتية" حاربت الإرهاب ابتداء من مدينة عين عرب بريف حلب الشمالي الشرقي، في عام 2014 ثم تابعت معارك التحرير ضد هذا التنظيم الإرهابي في شمال وشرق سوريا فحررت مدينة منبج بذات الريف ثم تل أبيض بريف الرقة الشمالي، ثم الطبقة بريف الرقة الغربي، إلى أن وصلت إلى عاصمته المزعومة الرقة ثم إلى دير الزور وأعلن الانتصار على هذا التنظيم بعد خمس سنوات من القتال بتاريخ 23- 3 – 2019 في آخر جيوبه شرق دير الزور, وهذه المساحة الجغرافية المحررة تعادل ثلث مساحة سوريا وقد قدمت "قسد" ما يتجاوز 11 ألف مقاتل و 24 ألف جريح بينهم إعاقات دائمة.
وكان هذا الثمن الغالي لتحرير السوريين ومن كل المكونات من ظلم وبطش هذه التنظيمات الإرهابية وللحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
ولم يكن مشروعنا السياسي في شمال وشرق سوريا يدعو إلى الانفصال بل كنا ومازلنا ننادي بالحوار وحل الأزمة السورية سلميا ولم نعتدي أو نهدد دول الجوار وحتى الدولة التركية، إلا أنها كانت ومازالت تتهمنا بالإرهاب وكان لها دور سلبي فاعل في نشر الإرهاب في سوريا منذ بداية الأزمة السورية وها هي اليوم تعتدي وتغزو الأراضي السورية التي حررتها "قسد" بدماء أبنائها.
وقد ارتكبت في الأيام الخمس الماضية أبشع الجرائم بحق المدنيين العزّل وقد تصدت "قسد" لهذا العدوان الغاشم بكل بسالة وشجاعة وسقط الكثير من الشهداء والجرحى للحفاظ على السيادة السورية إلا أن تركيا ماضية في هذا العدوان ولكي نمنع ونصد هذا الاعتداء فقد تم الاتفاق مع الحكومة السورية التي من واجبها حماية حدود البلاد والحفاظ على السيادة السورية كي يدخل الجيش السوري وينتشر على طول الحدود السورية التركية لمؤازرة "قسد" لصد هذا العدوان وتحرير المناطق التي دخلها الجيش التركي ومرتزقته المأجورين، وهذا الاتفاق يتيح الفرصة لتحرير باقي الأراضي والمدن السورية المحتلة من قبل الجيش التركي كعفرين وباقي المدن والبلدات السورية الأخرى.
لذلك نهيب بكافة أهلنا ومن كافة المكونات في شمال وشرق سوريا وخاصة المناطق الحدودية أن هذا الانتشار جاء من خلال التنسيق والتوافق مع "الإدارة الذاتية" لشمال وشرق سوريا و"قسد".
تركيا تعلن أنها ستواجه الجيش السوري في حال دخوله شمال سوريا
من جهتها، أكدت تركيا، أن قواتها ستقاوم الجيش السوري في حال دخل إلى شمال شرق سوريا.
وقال مستشار الرئيس التركي، ياسين أقطاي، في تصريح خاص لوكالة سبوتنيك، إن "الجيش السوري، الذي لم يتمكن حتى الآن من محاربة التنظيم الإرهابي (الوحدات الكردية) الذي يسعى إلى تقسيم الأراضي السورية وبناء دولة منفصلة، يستعد لمحاربة الجيش التركي، وإن كان قادراً على ذلك فليتفضل".
ولفت أقطاي إلى احتمال اندلاع اشتباكات بين الجيشين السوري والتركي، مضيفا "إذا حاول الجيش السوري مقاومة ما تفعله تركيا شمال شرق سوريا والوقوف أمامه، فمن الممكن أن تندلع اشتباكات بين الجيشين".
وتابع متسائلا، "إذا كان الجيش السوري يستطيع تحقيق الأمن والأمان في شمال شرق سوريا فلماذا انتظر حتى الآن؟ لماذا يحاولون الدخول إلى شمال شرق سوريا بعد دخول الجيش التركي إليها؟!".
واستطرد قائلا، "ليس لدى الجيش السوري القوة، كما ليس لديه ما يفعله في شمال شرق سوريا، فإذا دخلوا شمال شرق سوريا من سيحاربون هناك؟ هل سيقاومون ضد القوات الأميركية أم ضد كيان حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب؟ أم ضد تركيا؟ عليهم التفكير قبل التوجه إلى المنطقة وتعقيد الأمور هناك".
وفيما يتعلق بالأنباء حول اتفاق "قسد" مع الحكومة السورية لتسليم بعض المناطق، منها عين العرب ومنبج، للجيش السوري، قال أقطاي "إذا كانت هذه الأنباء صحيحة، فهذا يعني تعاون الحكومة السورية مع وحدات حماية الشعب وغض الطرف عنهم" مضيفاً، "هذا يعتبر مؤشر عداوة ضد تركيا".
وتابع أقطاي، "إن تركيا لن تقبل بوجود وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني في شمال شرق سوريا ومدينة منبج، لأن هذه التنظيمات ترسخ وجودها في المنطقة بدعم الولايات المتحدة الأميركية، وبالتالي نحن نريد أن نعرف أبعاد التضامن فيما بينهم وإلى أي مدى سيصل".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024