الخليج والعالم
كاتب أميركي: سياسة سرقة النفط السوري مخزية وتقوّض مصداقية واشنطن
تناول الكاتب في مجلة "ذا أميريكان كونزيرفاتف" دوغ باندو في مقال قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإبقاء على قوات أميركية في سوريا لسرقة النفط السوري.
وفي هذا الشأن تطرق الكاتب إلى تصريحات وزير الحرب الأميركي مارك إسبر، التي زعم فيها أن الإبقاء على قوات أميركية في سوريا هدفه حرمان "داعش" من "عائدات النفط".
وتعقيبا على تصريح إسبر، أشار الكاتب إلى أن "داعش" لا يتمتع بالقوة للاستيلاء على النفط وبيعه، ولفت في الوقت نفسه إلى ما قاله مسؤول أميركي لم يكشف عن اسمه لجهة الخوف من قيام "لاعبين آخرين يزعزعون الاستقرار" بتأمين النفط، وإذ رجّح الكاتب أن يكون المقصود من هذا الكلام هو الحكومة السورية، مضيفاً أنه كلام يفتقد إلى المصداقية.
الكاتب رأى أن ترامب يتعرض للاستغلال على أيدي المحافظين الجدد وشخصيات أخرى من معسكر الصقور، الذين يريدون من واشنطن الاستيلاء على موارد الحكومة السورية من أجل إضعافها وأيضا من أجل إبقاء أميركا متورطة في سوريا.
وتابع الكاتب قائلاً إن هذه السياسة ليست مخزية وحسب بل حمقاء أيضًا وغير منتجة، وقال إنها تقوّض بشكل كبير مصداقية واشنطن وتجرها إلى معركة محتملة غير ضرورية إطلاقًا.
باندو لفت إلى أن الحوافز المالية للعمل العسكري ليست بالأمر الجديد، وأشار إلى أن بعض الصقور الأميركيين لم يروا سببا للعمل العسكري في الشرق الأوسط دون تأمين مصادر الطاقة بأسعار منخفضة، غير أنه أشار إلى أن فكرة سرقة النفط أخذت زخما بعد الحظر النفظي العربي عام 1973، بسبب الدعم الأميركي للكيان الإسرائيلي خلال حرب تشرين/أكتوبر في العام نفسه.
الكاتب قال إنه يتم الترويج اليوم لسياسة النهب كسبيل لتمويل الحرب، وأشار إلى تصريحات السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام التي تحدث فيها عن الاستفادة من أرباح مبيعات النفط لدفع تكاليف الالتزام العسكري في سوريا.
الكاتب رجّح أن يكون لدى غراهام حوافز خفية، وتحدث في هذا السياق عن استخدام موضوع النفط لجعل ترامب يُبقي قوات أميركية في سوريا، كما رأى أن هذا الأسلوب قد نجح، مستشهدا بما قاله ترامب خلال المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه عن مقتل زعيم تنظيم "داعش" السابق أبو بكر البغدادي، إذ تحدث وقتها عن "نفط ثمين" وعن أخذ الولايات المتحدة كمية من هذا النفط.
غير أن الكاتب لفت إلى أن قيمة النفط في سوريا ليست بالعالية، وإلى أن نسبة إنتاج النفط خلال فترة الحرب انخفضت إلى 24,000 برميل في اليوم، وأشار إلى أن ذلك يساوي نسبة حوالي 0.03 بالمئة فقط من الإنتاج العالمي.
عقب ذلك قال الكاتب إن أميركا-إذا كانت ستقوم باجتياح دول أخرى وأخذ مواردها-فمن المنطقي أكثر أن تبدأ بالسعودية، وقال في هذا السياق إنه تبين أن الأسرة الملكية السعودية لا تستطيع حماية مواردها وأن هناك أسباب وجيهة كي تأخذ واشنطن التعويض من السعودية، كونها توفر الحماية لأسرة آل سعود منذ عقود.
وشدد الكاتب على ضرورة سحب القوات الأميركية من سوريا على الفور، وإعادتها إلى الولايات المتحدة وعلى أن ترامب يجب أن لا يستخدم الجيش الأميركي كعصابة قراصنة.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024