الخليج والعالم
المرجعية الدينية العراقية تدعو لخارطة طريق تضع حدًا للفساد والمحاصصة
أكدت المرجعية الدينية في العراق أن أمام القوى السياسية الممسكة بزمام السلطة فرصة فريدة للاستجابة لمطالب المواطنين وفق خارطة طريق يُتفق عليها، تنفّذ في مدة زمنية محددة، فتضع حدًّا لحقبة طويلة من الفساد والمحاصصة المقيتة وغياب العدالة الاجتماعية، مشددة على عدم جواز المماطلة والتسويف في هذا المجال، لما فيه من مخاطر كبيرة تحيط بالبلاد.
وقال ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة إن المرجعية نبّهت إلى أن هناك أطرافا وجهات داخلية وخارجية كان لها في العقود الماضية دور بارز في ما أصاب العراق من أذىً بالغ وما تعرض له العراقيون من قمع وتنكيل، محذرة من سعيها اليوم لاستغلال الحركة الاحتجاجية الجارية لتحقيق بعض أهدافها، وقالت إنه ينبغي للمشاركين في الاحتجاجات وغيرهم أن يكونوا على حذر كبير من استغلال هذه الأطراف والجهات لأيّة ثغرة يمكن من خلالها اختراق جمعهم وتغيير مسار الحركة الاصلاحية.
ولفتت المرجعية إلى أن المحافظة على سلمية الاحتجاجات بمختلف أشكالها تحظى بأهمية كبيرة، مؤكدة أن المسؤولية الكبرى في ذلك تقع على عاتق القوات الأمنية بتجنُب استخدام العنف ولا سيما العنف المفرط في التعامل مع المحتجين السلميينن والذي يؤدي لعقواب وخيمة.
وأوضحت المرجعية أنه لوحظ أن معظم المشاركين في الاحتجاجات يراعون سلميتها ويتجنّبون التعرض للقوات الأمنية والمنشآت الحكومية والممتلكات الخاصة، وقالت إنه ينبغي توجيه القلة التي لا تزال تتعرض لها بالكفّ عن ذلك، ليبقى مشهد الاحتجاجات نقيا من كل ما يشينه.
وإذ شددت المرجعية على أن التظاهر السلمي حق لكل عراقي، رأت أنه لا يليق أن تكون المشاركة أو عدم المشاركة فيه مثارا لتبادل الاتهامات بين المواطنين عند الاختلاف في الرأي، بل ينبغي أن يحترم كلٌ رأي الآخر ويعذره فيما يختاره.
وفي الختام، قال ممثّل المرجعية إن "أعزاءنا في القوات المسلحة ومن التحق بهم في محاربة إرهاب "داعش" والدفاع عن العراق شعبا وأرضا ومقدسات لهم فضل كبير على الجميع ولا سيما من هم مرابطون إلى اليوم على الحدود وما يتبعها من المواقع الحساسة، فلا ينبغي أن ننسى فضلهم ولا يجوز أن يبلغ مسامعهم أي كلمة تنتقص من قدر تضحياتهم الجسيمة، بل إذا كان يتيسر اليوم إقامة المظاهرات والاعتصامات السلمية بعيدًا عن أذى الإرهابيين فإنما هو بفضل أولئك الرجال الأبطال، ولهم كل الاحترام والتقدير".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024