الخليج والعالم
راشد الغنوشي رئيساً للبرلمان التونسي..هذا هو مشواره السياسي
انتخب البرلمان التونسي مساء اليوم الأربعاء زعيم حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي رئيسًا له، بعد أن حصد 123 صوتا من مجموع 217 ليشغل أول منصب رسمي له منذ عودته من منفاه في لندن في 2011 عقب انتفاضة أنهت حكم الرئيس السابق "زين العابدين بن علي".
وأفرزت انتخابات الشهر الماضي، التي جاءت فيها حركة النهضة الإسلامية أولى بحصولها على 52 مقعدًا فقط من إجمالي 217، برلماناً منقسماً بشكل حاد مما يعقد الوضع ويتطلب تكوين ائتلافات لتشكيل حكومة.
وتنافس على منصب رئيس البرلمان كل من زعيم حزب النهضة"راشد الغنوشي" والقيادي بحزب التيار "غازي الشواشي" و"عبير موسي" من مؤيدي نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي
وفي هذا السياق ثمن القيادي في حركة النهضة "علي العريض" الدعم الذي قدمه حزب قلب تونس، قائلاً: "إن التوافقات في البرلمان مع قلب تونس لها تأثير على المسار الحكومي".
من هو الغنوشي ؟
ولد راشد الغنوشي في 22 حزيران/يونيو عام 1941، في قرية الحامة بولاية قابس التونسية. ونشأ في أسرة بسيطة تعمل في الزراعة، وشارك الأسرة العمل في الحقل وبيع المحصول بجانب دراسته.
تلقى تعليمه الأساسي والجامعي في تونس، إذ حصل على شهادة في أصول الدين من جامعة الزيتونة في تونس العاصمة. وعُيّن في بداية حياته معلمًا في قصر قفصة عام 1963، حيث عمل على جمع المال اللازم لاستكمال دراسته الجامعية.
وفي أكتوبر/تشرين الأول عام 1964، اتجه لدراسة الزراعة في جامعة القاهرة بمصر. لكن سرعان ما حال الظرف السياسي دون استكمال الغنوشي لدراسته، إذ شُطب اسم الطلاب التونسيين من القوائم بعد ثلاثة أشهر، وطلبت السفارة التونسية في مصر منهم مغادرة البلاد.
حصل الغنوشي على شهادة في الفلسفة عام 1968 في دمشق، ثم انتقل في العام نفسه إلى جامعة السوربون في باريس لاستكمال دراساته العليا.
مشواره السياسي
عام 1970، انضم الغنوشي إلى جمعية المحافظة على القرآن، بجانب عبدالفتاح مورو وعدد من الشخصيات التي أصبحت رموزاً سياسية في حركة النهضة لاحقاً. وعملت هذه المجموعة على تقديم دروس في المدارس والجامعات والمساجد.
وفي نيسان/أبريل 1972، عُقد المؤتمر التأسيسي للجماعة الإسلامية في تونس، والتي تغير اسمها إلى "حركة الاتجاه الإسلامي" في ثمانينيات القرن العشرين، ثم أصبحت "حركة النهضة" عام 1989.
حوكم الغنوشي مرتين في ظل نظام بورقيبة، الأولى عام 1981 بتهمة "التورط في أعمال إرهابية"، وحُكم عليه بالسجن 11 عاماً، قضى منها ثلاثة ثم خرج عام 1984 في عفو رئاسي.
أما المرة الثانية فكانت في أيلول/سبتمبر 1987، إذ حُكم عليه بالسجن المؤبد، ثم طلب بورقيبة تعديل العقوبة إلى الإعدام. لكن وصول زين العابدين بن علي إلى الحكم في تشرين الثاني/نوفمبر من نفس العام حال دون تنفيذ الحكم.
في أيار/مايو 1988، أُطلق سراح الغنوشي، الذي حاول الاندماج في المشهد السياسي الجديد، وتقدم بطلب لتقنين أوضاع حركة النهضة في مطلع عام 1989 لكن تم رفض طلبه.
انتقل الغنوشي إلى الجزائر، ثم إلى السودان حيث أقام حتى حصل على اللجوء السياسي في بريطانيا في أغسطس/آب 1993.
وما بين مغادرة تونس والوصول إلى بريطانيا، صدر بحق الغنوشي حكمان بالسجن مدى الحياة بتهمة التآمر ضد رئيس الدولة.
وبعد سقوط نظام بن علي، عاد الغنوشي إلى تونس في 30 يناير/كانون الثاني 2011. وأصبح واحدا من أهم اللاعبين في المشهد السياسي التونسي.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024