الخليج والعالم
مسؤول أوروبي: لا تعويل بعد الآن على واشنطن في الأزمات
اعتبر مسؤول أوروبي حليفٌ لأميركا أن تخلي الولايات المتحدة عن الأكراد في سوريا يطرح سؤالًا حول مدى إمكانية التعويل على واشنطن في وقت الأزمات او التحديات، ورأى أن "الضوء الاخضر الذي اعطي لتركيا كي تجتاح أراضي كردية كان شكل من أشكال الخيانة".
وبحسب ما ذكر الكاتب في مجلة "ذات أتلانتيك" الأمريكية يوري فريدمان، "المشاعر هذه تُثبت بأن لا وجود لقواعد ثابتة أو شرطة عالمية أو مؤسسات يمكن اللجوء إليها كملاذ أخير، وبأن الامور خاضعة للزعماء ووعودهم وإرادتهم.
وأشار فريدمان الى أن شبكة التحالفات الأميركية والإتفاقيات الأمينة المبرمة تفترض المساندة المشتركة بين الولايات المتحدة وأصدقائها"، لافتًا الى أن أن تخليها الأخير عن الأكراد يتزامنمع إنهيار النظام العالمي السائد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، متحدّثًا عن صعود الصين وعودة روسيا وإنطواء أميركا.
وبرأي الكاتب، وجّه ترامب رسالة إلى العالم مفادها أن المشكلة لا تنحصر بالالتزام الأميركي تجاه الأكراد، بل تتعلق بالإلتزامات الأميركية نفسها، فيما يُحاول حلفاء أميركا حول العالم إستخراج العبر من تخلي ترامب عن الأكراد، وهم لم يطمئنوا لأن تأتي واشنطن لإنقاذهم في وقت الأزمات، وهذه المخاوف لن تتبدّد مع إنتهاء رئاسة ترامب.
فريدمان قال إن قرار ترامب سحب القوات الأميركية من شمال شرق سوريا لم يكن مجرد خطوة عادية في سياق السياسات الجدلية التي يتبعها، ولفت إلى أنه فاجأ العالم مرتبين خلال العام المنصرم عبر الاعلان عن سحب القوات الأميركية من سوريا، وإلى أنه قام بعد ذلك بالتراجع "الجزئي" عن قراره تحت ضغط مستشاريه، مضيفًا أن ترامب "يتأرجح" بين الإنسحاب من الشرق الأوسط ومن ثم العودة إلى هذه المنطقة تحت الضغط، مشيرا إلى إرساله آلاف القوات إلى السعودية.
سياسة أميركية غير متماسكة
وعليه، استنتج الكاتب أن القضية ليست إنسحابًا أميركيًا في سياق السياسة الإنعزالية، بل سياسة أميركية غير متماسكة تأتي في سياق السقوط الإستراتيجي الأميركي، غير أنه اعتبر أن "الضوء الأخضر" الذي اعطاه ترامب لتركيا كي تهاجم الأكراد في سوريا سيطارده.
هذا ونقل الكاتب عن مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق هربرت رايموند مكماستر قوله أن هناك علاقة مباشرة بين عدم اقدام اوباما على ضرب سوريا بعد كلامه عن "الخط الأحمر" من جهة، والسياسات التي تتبعها روسيا والصين في كل من اوكرانيا و بحر الصين الجنوبي من جهة اخرى، كما نقل عنه أن القرارات التي تتخذ اليوم تؤثر على النظرة تجاه القوة الأميركية، وأن الامور وصلت إلى مرحلة خطيرة حيث اصبح هناك الكثير من "الشك".
الكاتب توقّف عند إلى تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقابلته مع مجلة "ذات إيكونوميست" ولاسيّما بعد حديثه عن موت سريري لحلف الناتو، فنبّه إلى أن ماكرون صرح بأن القضية تعود إلى ما قبل مجيء ترامب وبأن إمتناع اوباما عن الرد على "إستخدام الاسلحة الكيماوية في سوريا" (المزعوم) شكّل المرحلة الاولى في "إنهيار التكتل الغربي".
نقطة تحوّل على صعيد مدى حماسة أية جهة للدخول في تحالف مع الولايات المتحدة
بالموازاة، نقل الكاتب عن السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي أن بعض الجمهوريين يعتقدون على ما يبدو بأن هناك نقطة تحول على صعيد مدى حماسة أيّة جهة للدخول في تحالف مع الولايات المتحدة.
وتابع الكاتب أن ما حصل مع الأكراد في سوريا كان كابوسًا حقيقيًا لكل حلفاء اميركا، ثمّ نقل عن الدبلوماسي الاوروبي أن التخلي الاميركي عن الأكراد أثار الصدمة والقلق.
وقال فريدمان إن ما حصل مع الاكراد يفيد بأن تصميم ترامب على سحب القوات الأميركية من الساحات قويّ لدرجة أنه يحتل اولوية على الاعتبارات الإستراتيجية الأميركية، مثل منع دول كروسيا وإيران من النافس مع أميركا على النفوذ في الشرق الأوسط، وشدد على أن المشهد تغير في سوريا بغض النظر عن السياسة التي سيعتمدها ترامب في هذا البلد، ، مشيرًا إلى أن قوات "روسية وتركية وسورية مدعومة من إيران" دخلت المناطق التي كانت تترمكز فيها القوات الأميركية والكردية.
وخلص الكاتب الى أن السؤال المطروح يتمحور حول قوة ومصالح أميركا على ضوء قرارات ترامب في سوريا، فهو بيّن بوضوح بأن الولايات المتحدة ليست مستعدة لتحمل مسؤوليات على صعيد "كبح القوى الاقليمية" و حماية شريك في مجال "مكافحة الإرهاب" ومواجهة جماعات إرهابية".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024