الخليج والعالم
في مهرجان السيادة والتحرير العراقي: رفض قاطع للاحتلال الاميركي وتأكيد على الثوابت الوطنية
بغداد ـ عادل الجبوري
اطلق مهرجان السيادة والتحرير، الذي احتضنته جامعة بغداد، ظهر يوم السبت، الخامس من شهر كانون الثاني-يناير الجاري، رسالة واضحة وصريحة وبليغة، مفادها "ان العراقيين يرفضون رفضا قاطعا الوجود الاميركي، ايا كان مسماه وايا كانت مبرراته وذرائعه، ويرفضون كذلك الاحتلال بكل اشكاله وصوره ومظاهره"، وهذا ما اكد وشدد عليه المتحدثون في المهرجان.
رئيس تحالف الفتح والامين العام لمنظمة بدر هادي العامري، اكد، "ان السيادة الوطنية العراقية تحققت بعد خروج القوات الأميركية من البلاد عام 2011، حيث مثل الخروج الأمريكي من البلاد نصرا لكل العراقيين".
وقال العامري، "اليوم عندما نرفض أي تواجد للقوات الامريكية في العراق، فهو موقف قديم جديد لن يتغير ابدا، وعلى الحكومة الاتحادية رفض أي تواجد لقوات امريكية، سواء كانت قواعد أو غيرها في البلاد".
ونوه رئيس تحالف الفتح الى "ان موقف المرجعية الدينية الثابت، يمثل الاصل في خروج المحتل وتحقيق النصر للعراق، والمرجعية الدينية تمثل صمام الأمان للعراق والسيادة والوحدة والوطنية".
وحذر العامري من وجود ماكينات اعلامية لاتريد الاعتراف بالنصر على الارهاب، وتعمل على بث اليأس والاحباط في نفوس العراقيين، داعيا الى نبذ الخلافات والتكاتف من اجل تقديم الخدمات للشعب العراقي، وافشال مخططات الاعداء.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد العامري أن "موقفنا ثابت من القضية الفلسطينية، وكما نرفض الاحتلال في العراق، نرفض الاحتلال هناك"، مشددا على تقديم الدعم لكل فصائل المقاومة الفلسطينية.
من جانبه اكد الامين لحركة عصائب اهل الحق الشيخ قيس الخزعلي في كلمته بالمهرجان "أن العراق الذي أخرج الاحتلال، قد انتصر على كل المشاريع التي وقفت خلف تنظيم داعش الارهابي، ومهدت وسهلت دخوله للبلاد".
واعتبر الشيخ الخزعلي، أن السيادة العراقية كاملة، ولكن هناك من يحاول انتهاكها، موضحا ان زيارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاخيرة للعراق كشفت عن ذلك.
وفي سياق عرضه التفصيلي لموضوعة الزيارة، قال الامين العام لحركة عصائب اهل الحق، "أن زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب السرية إلى قاعدة عين الأسد غربي الأنبار كشفت الكثير من الاسرار والمسائل التي لم تكن واضحة، وان اهم ما كشفت عنه هو ان التواجد الاميركي يهدف الى القيام بعمليات في سوريا"، مشددا على ان موضوع السيادة خط احمر غير قابل للنقاش.
واشار الشيخ الخزعلي الى "ان فصائل المقاومة الاسلامية والوطنية قدمت خيرة شبابها من اجل استعادة سيادة العراق ولم تستهدف مدنيا قط، وان أميركا التي خرجت من الباب لا يمكن ان تعود من الشباك خلسة".
وحذر من أن 'الولايات المتحدة الأميركية تعمل على اثارة الفتنة الطائفية، لانها تمثل ضمانة لتمرير مشاريعها واجنداتها في العراق والمنطقة".
فيما اكد رئيس جماعة علماء العراق الشيخ خالد الملا في كلمته بالمهرجان، "إن المقاومة الشريفة هي من انبرت لمواجهة الاحتلال، ولم تصوب سلاحها لغير المحتل، وان فصائل المقاومة الاسلامية لقنت الاحتلال الاميركي درسا لن تنساه".
واوضح الشيخ الملا "أن جميع العراقيين بمختلف طوائفهم كانوا في خندق واحد يواجهون الإرهاب الداعشي ونجحوا في تحقيق الانتصار، علما ان خطاب منصات الطائفية والكراهية هو من مهد لمسرحية داعش".
ونوه رئيس جماعة علماء العراق الى ان هناك من يحاول تمرير وترسيخ سياسة التجهيل من خلال نقل الوجه السلبي للواقع العراقي، والتغاضي وابعاد الانظار عن الايجابيات.
وتجدر الاشارة الى انه في الثامن عشر من شهر كانون الاول-ديسمبر من عام 2011 انسحبت اخر عربة عسكرية اميركية من الاراضي العراقية بأتجاه دولة الكويت، وفقا للاتفاقية الامنية المبرمة بين بغداد وواشنطن في السابع عشر من شهر تشرين الثاني-نوفمبر من عام 2008، والتي قضت بالانسحاب الكامل للقوات الاميركية من العراق خلال فترة اقصاها الحادي والثلاثين من شهر كانون الاول-ديسمبر من عام 2011، بيد ان واشنطن استغلت اجتياح تنظيم داعش لبعض المدن العراقية في صيف عام 2014 لتدفع بأعداد من جنودها مرة اخرى الى ذلك البلد تحت يافطة "التحالف الدولي لمحاربة الارهاب"، وهو ما اثار حفيظة مختلف مكونات المجتمع العراقي، وتصاعد الاصوات المطالبة بأنهاء كل مظاهر التواجد الاجنبي، لاسيما بعد نجاح القوات العراقية ومعها قوات الحشد الشعبي في القضاء على عصابات داعش الاجرامية وطردها من كل مناطق العراق.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
23/11/2024