الخليج والعالم
"نيويورك تايمز": العلاقات الأميركية الصينية تتفكّك
تحدث الكاتب في صحيفة "نيويورك تايمز" توماس فريدمان عن "جدار رقمي" بدأ يتشكل بين الصين والولايات المتحدة يفصل بين منطقة تجارية وتكنولوجية تقودها واشنطن وأخرى تقودها بكين، معتبرًا أن تداعيات إقامة هذا "الجدار" لن تقل أهمية عن تداعيات إقامة جدار برلين.
واعتبر فريدمان أن قيام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوضع شركة "هواوي" الصينية للاتصالات على اللائحة السوداء شكلت خطوة كبيرة باتجاه إقامة "الجدار الرقمي"، وأوضح أن هذه الخطوة منعت شركة "هواوي" والشركات الاخرى التابعة لها المنتشرة حول العالم من شراء القطع من الشركات الأميركية الكبرى مثل "غوغل" و"كوالكوم" و"مايكروسوفت" وغيرها.
ولفت الكاتب الى أن هذا الموضوع أثار ضجة كبيرة جدًا داخل الصين وأن العديد من الشركات الصينية اصبحت ترى أنه لا يمكن الاعتماد على الولايات المتحدة كي تقوم بتزويد القطع، ويجب التركيز على الاعتماد الذاتي.
الكاتب تحدث عن عملية "فصل" حاصلة بين الاقتصادين الصيني والأميركي، وعن "أثمان باهظة" لذلك، مشيرًا الى أن القضية بدأت تطال الأشخاص، وأن وزارة الخارجية الأميركية خفضت مدة تأشيرات الدخول للطلاب الصينيين الذين يدرسون في "مجالات حساسة" من خمسة اعوام إلى عام واحد، موضحًا أن "المجالات الحساسة" تشمل اختصاصات مثل الطيران والروبوتات. وفي الوقت نفسه، لفت الى إجراءات تتخذها السلطات الصينية لمنع الاستثمارات في أي مشاريع تتصل بالبنية التحتية الأميركية أو الصناعات الأميركية في المجال العسكري.
وأعرب فريدمان عن قلقه من الإجراءات التي تتخذها اميركا ضد الصين، سواء على صعيد الصادرات أو تأشيرات الدخول، لافتًا الى أن هذه الإجراءات تمنع الولايات المتحدة من الاستفادة من الاستثمارات والعلماء والمهندسين، مشددًا على أن اميركا بحاجة إلى كل ذلك كي تحافظ على "تفوقها التكنولوجي".
ورأى الكاتب أن الصين ليست عدوًا لكنها ليست صديقًا للولايات المتحدة في الوقت نفسه، معتبرًا أن السبيل الافضل لإدارة العلاقات مع بكين هو من خلال مقاربة تقوم على التنسيق بين مختلف الجهات في الحكومة الأميركية، موضحًا أنه لا يمكن تبني مقاربة تتبع فيها وزارة العدل الأميركية سياسة معينة، بينما يتبع البنتاغون سياسة أخرى، ووزارة الخزانة الأميركية سياسة ثالثة أيضًا.
كذلك شدد على أن واشنطن بحاجة إلى أكبر عدد ممكن من الحلفاء سواء في منطقة المحيط الهادىء أو في أوروبا، وذلك كي تصبح المعادلة "العالم في مواجهة الصين" بدلًا من أن تكون "ترامب في مواجهة "إكس 1"" (الرئيس الصيني).
وخلص فريدمان الى أن استراتيجية "أميركا أولًا" التي تبناها ترامب اصبحت "اميركا وحدها" وأن هذه الإستراتيجية جعلت الولايات المتحدة أضعف، مضيفًا أن العلاقات الأميركية الصينية تتفكك.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024