الخليج والعالم
الأمين العام للشيوعي السوداني: في بلدنا أكبر مركز لـCIA في إفريقيا
قال السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني محمد مختار الخطيب إن امتلاك السودان موارد كثيرة ولديه ووضع جيوـ سياسي خاص دفع النظام السابق لفتح الطريق للدخول في المحاور، وقال:"مثلما يحارب جنودنا في اليمن في حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل، ومثلما تشارك قواتنا في "الأفريكوم" تحت إمرة وزير الحرب الأميركي مارك إسبر لحماية مصالح واشنطن في إفريقيا، تستقبل بلادنا أكبر مركز لجهاز "سي آي إيه" في القارة، ومن هنا حدث هجوم على الانتفاضة من بعض القوى الخارجية لينحرفوا بها إلى ما يخدم مصالحهم".
وفي حديث لصحيفة "الأخبار" حول الانتفاضة التي اندلعت في السوادن قبل سقوط نظام الرئيس عمر البشير قال الخطيب:"ما نراه أن هذه الانتفاضة لم تستكمل أهدافها بل تغيّر مسارها مع انقلاب "اللجنة الأمنية العليا" للنظام السابق وتسلمها السلطة واعتبار نفسها شريكة في التغيير"، لذلك نحن نخاطب الجماهير ونوضح وجهة نظرنا وسننظم مسيرات القوى الثورية لاستكمال الانتفاضة، أما عن موقعنا من القوى فمن المهم توضيح أنه كان هناك صدام داخل هذه القوى قبل سقوط النظام ولذلك كانت تتوحد ثم تحدث انقسامات ثم تتلاقى من جديد، كان هناك مساران، مسار يتجه نحو تسوية مع النظام وفق معادلة الهبوط الناعم وهو مشروع تبنّته واشنطن منذ 2012 وعرّابه برينستون ليمان وهدفه إشراك جزء من المعارضة مع النظام السابق من دون تغيير في جوهر السياسات، لكن لما بدأت تظهر علامات التصدع على النظام طالب المسار الآخر بإحداث تغيير جذري، وبعد سقوط النظام، تم توحيد كل قوى المعارضة وسرعان ما ظهر تياران في "الحرية والتغيير": قوى وصلت إلى مبتغاها وتريد أن ترث المرحلة السابقة وقوى تعمل على استكمال الانتفاضة ونحن منها".
وتابع الخطيب أن "المشكلة أن بعض أحزابنا قائم على الولاء القبلي والطائفي، ولذلك يظهر الانفصام بين النخبة والقاعدة، والأزمة ستستمر إذا لم تعالج بالطريقة الصحيحة وهذا ما نراه في الجزائر وكذلك في لبنان".
وحول العلاقة مع السلطة قال الخطيب:"نحن في إطار قوى الإجماع الوطني داخل السلطة لكننا لا نشارك في مستويات السلطة الثلاثة: «المجلس السيادي» ومجلس الوزراء والمجلس التشريعي المرتقب تكوينه. ندعو إلى مدنية كاملة، لأن ما نحن فيه أمر واقع، ونتعامل معه على هذا الأساس. من الضروري أن نحافظ على "الحرية والتغيير" كقوى بغض النظر عن الذين يخرجون عن المواثيق ويعملون عكس قواعدهم. مثلاً اتفقنا على حل ميليشيات "الدفاع الشعبي" و"الدعم السريع" واستيعابها وفق ترتيبات أمنية معروفة عالميا، لأنه يهمنا أن يكون السلاح في أيدي القوات النظامية وحدها".
ورد الخطيب على سؤال حول حل الميليشيات أو سحب أسلحتها قائلا:"إذا لم تحل الميليشيات فلن تسحب أسلحتها، بل هناك محاولات لتطويرها وضخ أسلحة جديدة إليها، كذلك لا بد من تفكيك الشركات الأمنية والشركات الملحقة بالجيش وإرجاع جبل عامر وهو جبل لتعدين الذهب تسيطر عليه الآن "الدعم السريع"، كل موارد السودان تحت يد المكوّن العسكري".
وأكد الخطيب أن الرئيس المعزول عمر البشير ارتكب جريمة كبيرة بتقويض الدستور وسيطر على السلطة بانقلاب عسكري، ولذلك تجب محاكمته عن كل هذه الجرائم، مشددا على ضرورة محاكمته عالميا عبر المحكمة الجنائية الدولية، لارتكابه جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، دون أن يعني ذلك انتقاص من قيمة القضاء السوداني، الذي لا يزال قاصرا عن هكذا محاكمات.