معركة أولي البأس

الخليج والعالم

كيف تُقارب روسيا التطورات اللبنانية؟
18/12/2019

كيف تُقارب روسيا التطورات اللبنانية؟

التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سفراء الدول العربية المعتمدين لدى بلاده الإثنين الماضي.

وخلال مأدبة غداء أعدها رأس الدبلوماسية الروسية، بحث لافروف مع ضيوفه قضايا المنطقة في جلسة دامت لساعتين ونصف، كان للبنان منها نصيب وافر.

لافروف أعرب عن قلق روسيا مما يجري في لبنان والوطن العربي، وأكد أن بلاده تعتبر التحركات الشعبية في كل بلد أمرًا داخليًّا، وأضاف "بالرغم من وجود مطالب محقة لكل حراك إلا أن هناك خشية من استغلالها من قبل قوى خارجية ومن الغرب، وخصوصا من قبل واشنطن". وذكر أن ما يجري في العراق ولبنان هو مثال واضح على هذا الخطر والتدخل الغربي.
 
وإذ أكد لافروف أن روسيا تقف دوما إلى جانب لبنان، وتحترم خيارات الشعوب، حثَّ مجددًا على الإسراع في تشكيل حكومة لبنانية، مشيرًا إلى أن الرئيس المستقيل سعد الحريري هو صديق لروسيا التي تؤيد ترشيحه لتشكيل الحكومة إن توافق حوله وحول هذه الحكومة اللبنانيون، والقصد هنا الأطراف السياسية الرئيسية، متسائلًا إن كان من الواجب موافقة الـ ١٨ طائفة على كل تركيبة حكومية، ذلك أن ترشيح اسم الحريري قد فقد الميثاقية بعد امتناع مكونين مسيحيين عن تسميته.

والموقف الثابت الذي ذكره أكثر من مسؤول روسي وكرره لافروف، هو تأييد روسيا لتشكيل حكومة تشارك فيها معظم القوى السياسية الرئيسية لتكون قادرة على استيعاب حدة التوتر الذي تخشى موسكو من أن يتحول إلى وتيرة عنفية غير مرغوبة، وقد تصبح دائرة عنف لن تكون في مصلحة أي طرف من الأطراف خصوصا الأطراف اللبنانية. 

لافروف وخلال دردشة مع السفراء، ذكر أنه خلال اجتماع باريس الأخير منذ بضعة أيام لمجموعة الدعم أبلغ الدول المشاركة أن خيار حكومة التكنوقراط هو خيار غير واقعي وكان نائبه ميخايل بوغدانوف قد أبلغ مسؤولين لبنانيين بهذا الرأي.

وتوجَّه لافروف للسفير اللبناني في موسكو شوقي بو نصَّار قائلًا "صديقك بوغدانوف قد أوضح لك ذلك، روسيا لا ترحب بحكومة تكنوقراط في لبنان إذا كان الهدف منها استبعاد حزب الله نزولًا عند رغبة واشنطن".

الوزير الروسي وبعد تأكيده أن روسيا لا تتدخل في تشكيل حكومة لبنانية بخلاف الأميركي وهو الموقف الروسي النابع عن قناعة بأن الشعوب هي من تختار حكوماتها و تحدد مصيرها، ذكر أن لدى القيادة الروسية قناعة بأن واشنطن تستغل الحراك في العراق ولبنان للضغط على إيران وحلفائها، وإذا كان خيار تشكيل حكومة تكنوقراط يأتي بهدف إخراج حزب الله من الحكومة فنحن غير موافقين كون حزب الله يشكل طرفا سياسيا لبنانيا أساسيّا، وهذا الخيار محكوم بالفشل، لأنه لا يرضي قوى سياسية كبرى في لبنان.

وردًا على سؤال بشأن زيارة محتملة لمسؤولين روس إلى لبنان، أجاب لافروف: "لا توجد نيّة لهكذا زيارة اليوم، وعند الحاجة ستحصل، وهذا عطفا على تأجيل زيارة لنائب وزير الخارجية ومبعوث الرئيس الروسي الخاص للشرق الأوسط وشمال أفريقيا ميخائيل بوغدانوف التي كانت مرتقبة ومقررة قبل بداية الأحداث في لبنان".

وتشير الأوساط الدبلوماسية المطلعة إلى استبعاد حصول هكذا زيارة في الوقت الراهن حرصا على أن لا تُفهم المساعي الروسية تدخلًا  في تشكيل الحكومة اللبنانية مع التأكيد على تكثيف التواصل الروسي مع كافة المسؤولين والأطراف السياسية اللبنانية وعلى مختلف المستويات.

مداخلة سفير البحرين الهجومية على إيران كانت لافتة إذ خاطب لافروف بالقول إن "على روسيا توجيه رسالة لأصدقائها وخصوصًا لإيران بعدم التدخل في شؤون الدول العربية"، لافروف أجاب بلغته الدبلوماسية مذكرا بأنه إن كانت بلاده تأبى أن تدخل نفسها في شؤون الدول الأخرى فهي كذلك ترفض أن يتدخل غيرها من الدول بالطبع في شؤون الدول، إلّا أن مشاكل الوطن العربي تتطلّب تنسيقا أكبر بين القوى الإقليمية، والأمر بحاجة لحوار بين الدول العربية وإيران وخصوصا بين الدول العربية الخليجية وإيران، التي لديها مصالح مشروعة في المنطقة وإن حلّ العديد من الأزمات العربية متعلق بهذا الحوار الخليجي العربي، وإيران".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم