الخليج والعالم
تونس والجزائر وتركيا: لا لصفقة الذلّ والعار
ما زالت ردود الفعل الدولية تتواصل حول إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب لـ"صفقة القرن". الإتحاد العام التونسي للشغل أدان صمت الدول العربية وتواطئها، فيما اعتبر مجلس الأمة التركي أن هذه الصفقة ولدت ميتة أنها تجاهلها القدس والحق الفلسطيني، في حين أكدت الجزائر تمسكها بـ"مبادرة السلام العربية" وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس.
الاتحاد العام التونسي
أدان المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد العام التونسي للشغل "الصفقة الخسيسة" كما سمّاها، وعبّر عن رفضه لها ويعتبرها حربًا معلنة على حقّ الشعوب في تقرير مصيرها وعلى حقّها في المقاومة من أجل تحرير أراضيها كاملة.
كما أدان المكتب التنفيذي الوطني في بيان صمت بعض الدول العربية الخانعة وتواطئها في محاولة لتمرير هذه الصفقة العار، داعيًا كل القوى الوطنية إلى التصدّي لهذه الصفقة والعمل على إسقاطها، وأهاب بأحرار العالم من المدافعين عن حق الشعوب في تقرير مصيرها وعن حقّها في السيادة على ترابها إلى رفض هذه المؤامرة.
وعبّر الاتحاد العام التونسي للشغل عن شديد إدانته لتورّط جامعة التنس في التطبيع، ودعا إلى محاسبة القائمين عليها واتخاذ الإجراءات القانونية تجاههم، ويندد بايقاف المحتجين في الحي الاولمبي على تورط جامعة التنس.
وطالب السلطات التونسية بإعلان الرفض الصريح لصفقة العار وتتبّع المطبّعين مع الكيان الصهيوني في جميع الميادين الأكاديمية والاقتصادية والسياحية والثقافية والرياضية، داعيًا إلى سنّ قانون تونسي يجرّم التطبيع.
الجزائر
بدورها، أكدت وزارة الخارجية الجزائرية تمسك الجزائر بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، وأنه حق غير قابل للسقوط بالتقادم.
وجاء في بيان صدر عن وزارة الخارجية الجزائرية، أنه على إثر الإعلان عن ما يسمى بـ"صفقة القرن"، "تجدد الجزائر دعمها القوي والدائم للقضية الفلسطينية ولحق الشعب الفلسطيني الشقيق غير القابل للتصرف أو السقوط بالتقادم في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وسيدة عاصمتها القدس الشرقية".
وأكد البيان أن الجزائر لا ترى سبيلا لحل النزاع "من دون إشراك الفلسطينيين، ناهيك إذا كان هذا الحل موجها ضدهم".
كما عبر البيان عن تمسك الجزائر "بمبادرة السلام العربية المعتمدة خلال القمة العربية في بيروت والمبنية على مبدأ الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة – كل الأراضي العربية في إطار الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لاسيما القرارين رقم 242 و 338".
وأضافت "تدعو الجزائر إلى التحلي بروح المسؤولية وإلى ضرورة رص الصف الفلسطيني وتوحيد كلمته، وإلى أهمية تنسيق العمل العربي والدولي المشترك من أجل تجاوز الانسداد القائم".
مجلس الأمة التركي
من جهته، أعلن مجلس الأمة التركي الكبير، في بيان تعقيبا على "صفقة القرن" الأميركية، إن إدارة الولايات المتحدة بهذه الخطة، التي يُري أنها أعدت بنهج بعيد عن الإنصاف، منحازة إلى طرف واحد، وتستبعد تماما فلسطين التي هي أحد طرفي الصراع، وهي تتعارض تماما مع قرارات الأمم المتحدة ومنظور الحل القائم على وجود "دولتين".
وأضاف البيان أن هذه الخطة بدلًا من توفير أرضية تفاوضية بين الطرفين، فإنها تهدف إلى إعطاء الشرعية بتعميق احتلال "إسرائيل" للأراضي الفلسطينية المستمر منذ عقود، بما في ذلك المسجد الأقصى قلب الإنسانية، وفرضها على الجانب الفلسطيني، والمراد منها تحويل عملية الاحتلال إلى ضم للأراضي.
وتابع أن ما تسمى "خطة السلام" من الإدارة الأميركية ولدت ميتة وفقدت الثقة، لأنها تجاهلت وضع القدس، وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة، والمستوطنات غير الشرعية، كما أنها تجاهلت رؤية حل الدولتين، وتضمنت إقتراحات مخلة بالقواعد الأساسية للقانون الدولي وخاصة قرارات الأمم المتحدة ذات العلاقة، ولا يوجد إحتمال لقبولها لدى المجتمع الدولي .
وأكد مجلس الأمة التركي الكبير في بيانه المشترك، أن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لن يكون ممكنًا إلا مع إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة ومتواصلة جغرافياً وعاصمتها القدس الشرقية على أساس حدود عام 1967، مشددًا على أن تركيا لن تدعم أي حلٍ لا يراعي الحق الأساسي للشعب الفلسطيني وحرياته، ولا تقبله دولة فلسطين والشعب الفلسطيني، وستواصل تركيا بوحدة وتضامن أعضاء وأصحاب المسؤولية والضمير في المجتمع الدولي الدفاع في جميع المحافل عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ضد الظلم والاضطهاد والإحتلال .
ووقّع على البيان المشترك كل من حزب العدالة والتنمية الحاكم، وحزب الحركة القومية، وحزب الشعب الجمهوري المعارض، وحزب جيد المعارض، وحزب الشعوب الديمقراطي الكردي.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024