الخليج والعالم
الاتفاق الروسي التركي بشأن سوريا يُحبط مخطّطات أميركا
تناول الكاتب في موقع "ناشونال إنترست" ماثيو بيتي قضية اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُبرم بين الروس والأتراك بشأن سوريا، وما يستتبعه من نتائج إيجابية وتداعيات على الأطراف المعنية.
وقال الكاتب إن "اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه الجانبان الروسي والتركي في سوريا يتعارض مع الشروط التي كان قد حددها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، وبالتالي فإن هذا الإتفاق يقضي على الآمال الاميركية لجهة قيام تركيا بلعب دور في منع الجيش السوري من استعادة الأراضي السورية كافة".
وأشار الكاتب إلى أن تركيا وافقت على الطرح الروسي لوقف إطلاق النار، في الوقت الذي يثبت فيه هذا الطرح التقدم الميداني الذي أحرزه الجيش السوري بعد عام 2018، ولفت إلى أن موافقة تركيا على الطرح الروسي جاءت بعد ساعات فقط من تصريحات بومبيو، التي قال فيها إن من الشروط الأميركية أن يعود الجيش السوري إلى خطوط اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم عام 2018 في شمال غرب سوريا.
بناء عليه، رأى الكاتب أن الاتفاق الأخير بين موسكو وأنقرة أنهى أحدث محاولات بومبيو لإنشاء تحالف أميركي-تركي ضد الرئيس السوري بشار الأسد.
وأضاف الكاتب أنه كان يجري العمل على خطة للضغط على الحكومة السورية، مشيرًا في هذا السياق إلى موافقة "الكونغرس" على قانون فرض العقوبات على سوريا أوائل هذا العام، وذلك في سياق "تجديد الضغط الدبلوماسي ضد الرئيس السوري بشار الأسد".
وفي الوقت نفسه، لفت الكاتب إلى وجود خلافات بين الجيش الأميركي والحكومة التركية في عدد من الملفات، بما في ذلك سوريا. كما ذكّر بتصريح المتحدث بإسم "التحالف الدولي ضد داعش" ميلز كاغنز خلال مقابلة تلفزيونية في شهر شباط/فبراير الماضي، وصف فيه إدلب بأنها بماثبة المغناطيس الذي يجذب المجموعات الإرهابية.
إردوغان كان مضطرًا لإبرام اتفاق جديد مع بوتين
في السياق نفسه، أكدت المديرة التنفيذية السابقة لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة
"هيومن رايتس ووتش" سارة ليا واتسن أن العنف في سوريا لن يتحقق إلا من خلال التوصل إلى "اتفاق سلام" بين الحكومة السورية والمجموعات المسلحة الناشطة في شمال غرب البلاد، وشددت على أن أي اتفاق من هذا النوع يجب أن يشمل تسليم المجموعات المسلحة أسلحتهم.
وفي مقالة نشرها موقع "Responsible Statecraft"، لفتت واتسن إلى أن إنهاء الرئيس التركي رجب طيب إردوغان سرعان ما أدرك أن إسقاط الطائرات التابعة للجيش السوري لن يكون كافيًا "للدفاع عن المجموعات المسلحة في إدلب".
وأضافت الكاتبة أن "منطقة حظر الطيران" لن تمنع وصول الجيش السوري والقوى الحليفة لاستعادة الأراضي من أيدي المجموعات المسلحة.
الكاتبة تابعت أن إردوغان أدرك أنه مضطر لإبرام اتفاق جديد مع الرئيس الروسي فلادمير بوتين، وذلك بعد مقتل عشرات القوات التركية في سوريا الأسبوع الفائت، في الوقت الذي تبدو فيه الولايات المتحدة أو أوروبا مستعدة لأي عمل من أجل دعم تركيا.
وتطرقت الكاتبة لموضوع تدفق اللاجئين من تركيا إلى الدول الأروبية، مشيرة إلى أنه لم يدفع الأوروبيين إلى دعم سياسة إردوغان في سوريا، وأن ذلك سرّع زيارة إردوغان إلى موسكو.
وقالت الكاتبة إن وجود مئات الآلاف من السوريين العالقين على الحدود السورية مع تركيا ومنعهم من دخول الأراضي التركية إنما يثبت أن إردوغان في الحقيقة ليس حريصاً على حماية المدنيين السوريين، بل فقط على إبقائهم خارج تركيا.
عقب ذلك ،أشارت الكاتبة إلى أن إنشاء "منطقة آمنة" داخل سوريا عاد ليُطرح على الطاولة من جديد، غير أنها قالت إن إنشاء منطقة آمنة يوجد فيها مجموعات مسلحة معادية للحكومة السورية لن يؤدي سوى إلى إدلب جديدة وإلى إطالة أمد النزاع. كما أردفت أن "المناطق الآمنة" هي "غير آمنة" في الواقع طالما توجد فيها مجموعات مسلحة، وطالما القوى الخارجية لا توفر "الحماية العسكرية" للمنطقة الآمنة".
وختمت الكاتبة إن "تجربة تركيا الأخيرة في سوريا تثبت أن أي حماية خارجية ستكون قصيرة الأمد وغير فاعلة، وجزمت في الوقت نفسه أن الدول الغربية لن توفر الحماية، وبناء عليه شددت على أنه لا يمكن إنهاء المأساة في سوريا إلا من خلال التوصل إلى "إتفاق سلام" بين "الأطراف السورية المتحاربة".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
22/11/2024