الخليج والعالم
عين أردوغان على الشرق الليبي
تونس – روعة قاسم
وكأنّ النصر في الغرب الليبي لم يعد كافيا للرئيس التركي رجب الطيب أردوغان الذي بات يطمح للسيطرة أيضا على مدن الشرق الليبي وما تخبّئه من حقول وثروات نفطية وطبيعية هائلة في الشرق والجنوب. قالها اردوغان صراحة معلنا إن حلفاءه في ليبيا سيُعيدون النظر في اتفاقيات النفط وفق المعادلة الجديدة.
وفي محاولة لوقف النَهَم التركي غير المحدود في هذا البلد، جاءت دعوات للتهدئة والهدنة من مصر والجزائر وكذلك من أوروبا من خلال الاتصالات الحثيثة التي تجريها المستشارة الألمانية ميركل لوقف الحرب المستعرة، وسعت من خلال اتصالها بالمسؤولين الروس الى إيجاد أرضية ملائمة لعودة المباحثات من جديد .
موسكو أعلنت مرارا رفضها لأيّ تدخل عسكري خارجي، وان الأزمة الليبية يجب ان تُحلّ سياسيا، وهي تنفي كل الاتهامات التي توجهها لها أنقرة وواشنطن بشأن أي تواجد عسكري لها في ليبيا.
وتتحدث المعطيات عن ان اردوغان جلب الى ليبيا ما أمكنه من مرتزقة وارهابيين كان قد وظّفهم في الحرب السورية، وتحديدا ما يقارب 12 الف من المقاتلين الإرهابيين الذين كانوا يقاتلون في صفوف "داعش" الارهابي.
وجود هؤلاء في الساحة الليبية يُمثل خطرا كبيرا ليس فقط على ليبيا ودول المنطقة بل ايضا على أوروبا نفسها التي لن تسمح بوجودهم على حدودها البحرية. من هنا جاءت التحركات الأوروبية المتسارعة من أجل إعادة مسك خيوط اللعبة الليبية.
ولعلّ السؤال الذي يطرح نفسه هو هل سيقبل اردوغان بإعلان القاهرة؟ وهل سينصت الى الدعوات الأوروبية والأممية للتهدئة والهدنة الانسانية؟
الأكيد ان طموحات الرجل وحلمه بإعادة نفوذ الإمبراطوية العثمانية لم يخبُ يوما وهو يستغلّ كلّ فرصة لتنفيذ ما يصبو اليه، وما فشل في تحقيقه في سوريا بفضل مقاومة الجيش العربي السوري، يحاول تنفيذه الآن في بلد عمر المختار.
وعليه، يستبعد مراقبون إمكانية أن يقبل بإعلان القاهرة، قبل أن يكمل تنفيذ مخططاته من خلال استخدام المرتزقة الإرهابيين وغيرهم.
يشار الى أن ليبيا شهدت توقيع عدد من اتفاقيات التفاهم ومنها اتفاق الصخيرات الموقع في سنة 2015 ، واجتماع باريس لسنة 2017 مؤتمر باريس 2018، ومؤتمرات باليرمو وغدامس واجتماع موسكو ومؤتمر برلين الأخير، لكنها فشلت كلها في إيجاد التسوية المنشودة بانتظار الصفقة بين الدول الكبرى المؤثرة في الملف الليبي.
وفي خضمّ كل هذه التطورات الميدانية العسكرية الجديدة، يبدو أن لا أفق قريبا في الأزمة الليبية بعد ان تحولت ليبيا الى ساحة لصراع المحاور الكبرى، ونَقل أردوغان "السيناريو السوري" بكل مخاطره الى ليبيا ومنطقة المغرب العربي.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
22/11/2024