الخليج والعالم
علي صوفان مُهدّد بالاغتيال.. هل تفعلها القاعدة بأوامر من السعودية؟
كشفت مجلة "ذي نيو يوركر" أن مسؤولين في الاستخبارات الأمريكية "CIA" أبلغوا في أوائل شهر أيار/مايو الماضي الضابط السابق لدى الـ "FBI"، علي صوفان -وهو من أصول لبنانية ومؤسس مجموعة صوفان للاستشارات الأمنية والاستخباراتية المعروفة- بأن عناصر في تنظيم "القاعدة" يخططون لإستهدافه.
وكشفت المجلة أن صوفان، والذي يقطن في نيويورك، تعرض لحملة شرسة على وسائل التواصل الاجتماعي بعد أسبوعين من تلقيه معلومات الـ "CIA" حول مخطط عناصر تنظيم القاعدة ضده، موضحة أن صوفان قدم المعلومات في هذا الشأن إلى المسؤولين في الـ"FBI" الذين باشروا بدورهم بفتح تحقيق.
وأضافت المجلة أن مختصين في مجال الأمن الالكتروني، استأجرهم صوفان، خلصوا إلى أن مسؤولا بالحكومة السعودية متورط في الحملة ضده على وسائل التواصل الاجتماعي، وقالت إن هذه الحملة على ما يبدو شارك فيها أشخاص كانوا قد شاركوا بحملة مماثلة استهدفت الصحفي جمال خاشقجي قبل أن يُقتل.
المجلة لفتت إلى أن صوفان يُعدّ من خصوم الحكومة السعودية، وأن شركته (مجموعة صوفان للاستشارات الأمنية والاستخباراتية)، تُدير أكاديمية لتدريب عناصر الشرطة والاستخبارات في قطر، التي تُعدّ من ألدّ خصوم السعودية.
ولفتت المجلة إلى أن صوفان كان قد ذكّر بأن 15 خاطفاً من أصل الـ 19 الذين نفذوا هجمات 11 أيلول كانوا سعوديين، وذلك ردًا على تغريدة لنائب الرئيس الأميركي مايك بنس في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي حمّلت إيران مسؤولية هذه الهجمات.
كما أشارت المجلة إلى أن صوفان كان على معرفة شخصية بخاشقجي، وتابعت أن المحققين خلصوا إلى أن المدعو حسين الغاوي، الذي يصنف نفسه بأنه صحفي سعودي، كان قد بدأ الحملة ضد صوفان على وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن الغاوي كان قد زعم أن صوفان قام (عندما كان ضابطا في الـ FBI) بتعذيب عنصر من تنظيم القاعدة يدعى علي المري، لكنها لفتت في المقابل إلى أن صوفان معروف برفضه أسلوب التعذيب.
وقال الغاوي في تغريدة له إن مجموعة صوفان دخلت في تحالف مع قطر للتشهير بالسعودية، ونبّهت إلى أن الغاوي كان قد لعب دورا في الحملة التي استهدفت خاشقجي على وسائل التواصل الاجتماعي، وإلى أنه كتب سابقًا تغريدات ضد خاشقجي قبل أشهر من مقتل الأخير.
وتابعت المجلة أن التهديدات التي وجهت إلى صوفان وخاشقجي فيها الكثير من التشابه، وأشارت إلى أن الغاوي يدير برنامجا مؤيدا للحكومة السعودية على اليوتيوب.. ونقلت عن الخبير زاشاري سشويتزكي -وهو أحد الخبراء الذين استأجرهم صوفان- أن هناك مؤشرات واضحة على "حملة مدعومة من قبل الدولة".
ولفتت المجلة إلى أن تفاصيل مخطط عناصر "القاعدة" ضد صوفان، التي كشفتها الـ"CIA" بدت متطابقة مع ما نشر في حملة وسائل التواصل الاجتماعي ضد صوفان، مشيرة إلى أن الـ "CIA" كانت قد أبلغت صوفان بأنه قد يستهدف خلال وجوده في قطر، وإلى أن التغريدات ضده على وسائل التواصل الاجتماعي هددت بحصول السيناريو نفسه.
المجلة سلّطت الضوء على شريط فيديو نُشر على الإنترنت في شهر أيار/مايو الماضي يزعم أن صوفان قام بتعذيب مشتبهين بالانتماء إلى "القاعدة"، وتحدثت عن معطيات تفيد بأن شريط الفيديو من إنتاج المدعو علي دغيش، منبهة إلى أن صفحة موقع "LinkedIn" لدى الأخير تفيد بأنه موظف لدى وزارة التعليم السعودية.
ونبهت المجلة إلى أن المدعو حمد المزروعي، وهو مستشار ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، قام بإعادة تغريدة شريط الفيديو وكتب تعلقيات مؤيدة له، مضيفة أن المزروعي كان قد كتب عدة تغريدات تنتقد خاشقجي قبل أشهر من مقتل الاخير.
وشددت المجلة على أن صوفان هو مواطن أميركي وشخصية أميركية معروفة في مجال إنفاذ القانون، وبالتالي فإن قيام السعودية باستهدافه شخصيا سيُعد عملا عدائيا غير مسبوق.
ووفق المجلة، يتخوّف صوفان من محاولة المسلحين القيام بقتله وهو في قطر، نظرًا إلى تاريخ النظام السعودي مع "القاعدة"، إذ يُمكن ربط مساعي قتله بالتهديدات التي توجه إليه عبر وسائل التواصل الاجتماعي..
ونقلت عن صوفان في هذا السياق أنها "لن تكون المرة الأولى التي تستخدم فيها إحدى الدول المسلحين أو الإرهابيين للقيام بعملها القذر".
جمال خاشقجيعلي صوفانتنظيم القاعدة
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
22/11/2024