الخليج والعالم
اتفاق مرتقب حول سد النهضة في قمة أفريقية مصغرة
رغم تصاعد التوتر بين مصر وإثيوبيا، يعقد قادة الاتحاد الإفريقي اليوم الثلاثاء قمة لمناقشة أزمة سد النهضة، إذ يتوقع أن يتم التوصل إلى اتفاق كمقترح توفيقي في المسار القانوني والفني بين الجانبين المتنازعين.
وذكر مصدر دبلوماسي في تصريحات إعلامية أن "الوساطة الأفريقية أجرت اتصالات مع قادة كل من مصر والسودان وإثيوبيا، وأن فريق المراقبين -الذي يضم إلى جانب الاتحاد الأفريقي كلا من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة- شارك في مسودة الاتفاق، التي ستوقع كمقترح توفيقي في المسار القانوني والفني"، مشيرًا إلى أن "فريق المراقبين سيكون ضامنا للاتفاق بين الأطراف الثلاثة".
هذا وأعلنت الرئاسة في جنوب إفريقيا يوم أمس الإثنين أن "قادة الاتحاد الإفريقي يعقدون قمة الثلاثاء لمناقشة أزمة سد النهضة، التي تسببت بتصاعد التوتر بين مصر وإثيوبيا، وذلك برعاية الاتحاد الإفريقي الذي يترأسه رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا.
وقالت المتحدثة باسم رامافوزا إن "مكتب مؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي سيعقد "اجتماعا افتراضيا" لمناقشة أزمة السد الثلاثاء، مضيفة أن "الاجتماع سيكون متابعة لاجتماع المكتب بخصوص السد والذي عقد في 26 حزيران/يونيو".
وأوضحت أنه "خلال الاجتماع (الأخير) تم الاتفاق على أن يقيّم المؤتمر التطورات باستمرار، ويحدد المسار للمضي قدما في العملية التي يقودها الاتحاد الإفريقي لمفاوضات سد النهضة".
وتعثرت المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا حول السد الذي تبلغ كلفة بنائه نحو 4,6 مليارات دولار. وفشل مسؤولو الدول الثلاث في التوصّل إلى اتفاق لا سيما على آلية ملء وتشغيل خزان السد بشكل لا يضر بحصص دول المصب من المياه.
وكان وزراء الري في السودان وإثيوبيا ومصر أنهوا يوم الاثنين اجتماعات عبر تقنية الفيديو كانوا قد استأنفوها في 3 تموز/يوليو الجاري، من دون التوصل إلى اتفاق بشأن ملء وتشغيل السد وهي المفاوضات التي تجرى برعاية أفريقية، وتتمسك أديس أبابا بملء وتشغيل السد خلال الشهر الحالي، في حين ترفض مصر والسودان هذه الخطوة قبل التوصل إلى اتفاق ثلاثي.
وسيشارك في القمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيسا وزراء السودان عبد الله حمدوك، وإثيوبيا آبي أحمد، وبرئاسة جنوب أفريقيا التي تتولى رئاسة الاتحاد الأفريقي.
وستناقش القمة الأفريقية المصغرة القضايا الخلافية بشأن سد النهضة، وأبرزها معالجة آثار سنوات الجفاف القصيرة والمتوسطة والطويلة، أثناء تعبئة وتشغيل السد، ومدى إلزامية الاتفاقات التي سيتم التوصل إليها بين الدول الثلاث، وكيفية فضّ النزاعات إذا نشأت حول الاتفاقات.
وقال مصدر حكومي سوداني إن "الخرطوم والقاهرة تتمسكان بضرورة إلزامية ما يتم الاتفاق عليه، وإخضاع الخلافات التي قد تظهر لمرجعية محددة"، مضيفا أن "إثيوبيا تقبل التفاوض كمرجعية لفض الخلافات".
السودان توضح سبب النقص المفاجئ في محطات تنقية مياه الشرب
وفي سياق متصل، قال مصدر سوداني مسؤول إن النقص المفاجئ في محطات تنقية مياه الشرب بولاية الخرطوم يعود للانخفاض في المياه الواردة من النيلين الأبيض والأزرق خلال تموز/يوليو الحالي، والذي يحدث لأول مرة.
وأضاف المصدر أن "الجهات القائمة على هذه المحطات اضطُرت لتوصيل أنابيب إضافية لتتمكن من الوصول للمياه بعد انحسارها المستمر".
وكانت وزارة الري السودانية أكدت توقف بعض محطات المياه في الخرطوم مؤقتًا عن الخدمة، وعزت ذلك لعوامل قالت إن سد النهضة ليس أهمها.