معركة أولي البأس

الخليج والعالم

كتاب أميركيون: موقف الإدارة الأميركية من انقلاب فنزويلا ليس حكيما
28/01/2019

كتاب أميركيون: موقف الإدارة الأميركية من انقلاب فنزويلا ليس حكيما

رأى الكاتب يوري فريدمان أن "قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالمدعو خوان غوايدو رئيسًا شرعيًا لفنزويلا لم يأت من مجرد تغريدة مفاجئة"، لافتًا إلى أن "وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو أجرى مشاورات مع شركاء الولايات المتحدة في منطقة أميركا الجنوبية وغيرها، وذلك عندما بدأ الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ولاية جديدة".

وفي مقالة للكاتب نشرها موقع "ديفينس وان" الأميركي قال فريدمان "مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون أكد على حق غويدو الدستوري كرئيس الجمعية الوطنية أن يقوم بإبطال رئاسة مادورو"، وأشار فريدمان إلى "إجراء نائب الرئيس الأميركي مايك بينيس اتصالاً هاتفيًا بغوايدو عشية التظاهرات ضد مادورو وإعرابه في تسجيل مصور عما أسماه "التضامن مع الشعب الفنزويللي"".

وتابع الكاتب أنه "بعد دقائق من قيام غوايدو بتنصيب نفسه رئيسا أصدر البيت الابيض بيان اعتراف به كزعيم للبلاد".

وأضاف فريدمان "إن تغريدة ترامب بدعم غوايدو لم تأت إلا  بعد حصول كل هذه الاحداث المذكورة، وما حصل كان حملة دبلوماسية منسقة عن كثب مع حلفاء واشنطن"، مشيرا إلى أن "سياسة ترامب تجاه فنزويلا يطبقها مجموعة من المستشارين وتحديدا المستشار جون بولتون الذي أعلن في تصريحه الأخير أن "فنزويلا تقع في عالم واشنطن""، بحسب ما نقل الكاتب عن لسان بولتون.

كذلك تطرق فريدمان إلى الدور الذي يلعبه السيناتور الجمهوري ماركو روبيو، وذكّر بأن روبيو سبق وأن دعا الجيش الفنزويللي للإطاحة بمادورو، كما أن روبيو ساهم-بحسب الكاتب- بتبني ترامب سياسة أكثر تشددا حيال فنزويلا، ولفت الكاتب في هذا السياق إلى لقاء روبيو ترامب وحثه على الاعتراف بغوايدو كرئيس لفنزويلا، وقال الكاتب "وأقدم ترامب في اليوم التالي للقاء على الاعتراف بغوايدو رئيسا لفنزويلا".

وإذ أشار الكاتب إلى قيام بومبيو بتعيين إليوت أبرامز موفدا خاصا لفنزويلا، لفت إلى كون الأخير منتميا إلى "جناح الصقور" وأنه أشرف على السياسة الاميركية في الشرق الاوسط خلال حقبة جورج بوش الابن.

وفي هذا السياق، طرح الكاتب سؤالا حول المسار الذي ستسلكه في المستقبل السياسة الأميركية، لجهة التراجع إزاء التدخل الروسي أو الإقدام على اتخاذ إجراءات مثل فرض حظر على النفط الفنزويلي أو حتى إرسال قوات إلى فنزويلا.

وأضاف الكاتب "الجيش الفنزويلي يقف الى جانب مادورو، والحقيقة هي أن من يسيطر على السلاح يسيطر على الحكومة"، مضيفًا "إن إجراءات إدارة ترامب ضد فنزويلا حتى الآن شملت بشكل أساس العقوبات الاقتصادية والعزل السياسي".

وقال فريدمان في الختام "ترامب وبينما يركز على الفاسدين في كاراكاس يقوم بغض الطرف عن حلفاء سلطويين مثل العائلة المالكة السعودية"، وفق تعبيره.

قضية الانقلاب في فنزويلا تناولها الكاتب كيرت ميلز في مقالة نشرت في مجلة "ذا أميريكان كونزيرفاتف"، قال فيها أن "المسار الذي تسلكه ادارة ترامب حيال فنزويلا ليس بالضرورة حكيما"، معتبرا أن "تعيين الشخصية المعروفة من معسكر الحافظين الجدد إليوت أبرامز في منصب الموفد الخاص لملف فنزويلا يشكل تطورا مقلقا".

الكاتب ذكّر بأن "أحد أسباب الكراهية تجاه الولايات المتحدة في منطقة أميركا اللاتينية يعود إلى قرارات اتخذت حيال دول مثل نيكاراغوا والسلفادور، عندما كان أبرامز يعمل في إدارة الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ريغن، فضلا عن محاولاته دعم انقلاب فنزويلا عام 2006".

وإذ شدد الكاتب على أن "تعيين أبرامز أمر مثير للقلق"، قال "خاصة اذا ما كان ذلك يؤشر على ان الرئيس الاميركي يستمع الى ما يقوله المحافظون الجدد ومناصرو تغيير الانظمة"، مضيفا أن "الامور قد تخرج عن السيطرة".

ونقل الكاتب عن مسؤول عسكري أميركي رفيع سابق قوله أن "بوتين هو المستفيد الحقيقي من أحداث فنزويلا وأنه قادر على إدخال القوات الأميركية إلى مستنقع لاتيني".

وتحدث الكاتب عما وصفه بـ"الانطباع السائد" والذي يفيد أن "موقف الادارة الاميركية حيال فنزويلا كان منسقًا ولم يتم تسريبه مسبقا، كما أنه يجري العمل على هذه السياسة الأميركية تجاه فنزويلا منذ فترة"، لافتًا إلى انها-أي السياسة- لم تحظ بالكثير من التغطية الاعلامية بسبب ملفات اخرى كالملف النووي مع ايران، وملف الصين وملفي روسيا وكوريا الشمالية.

وفي الختام أشار الكاتب إلى لقاء ترامب عشية إلقائه خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول 2017 قادة الدول المجاورة لفنزويلا، وجرى خلال اللقاء بحث استراتيجية ضد مادورو، لكنها لم تحظ بالكثير من التغطية الإعلامية.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم