معركة أولي البأس

الخليج والعالم

مشهد العزلة الأمريكية في ساحة مجلس الأمن .. والآتي أعظم
22/08/2020

مشهد العزلة الأمريكية في ساحة مجلس الأمن .. والآتي أعظم

مهدي قشمر

صفعة تلو الأخرى تتلقاها الولايات المتحدة الأمريكية بفشلها المتكرر في مجلس الأمن بالتصويت على قرارات ضد إيران، في مؤشر واضح على نهاية هيمنة واشنطن على العالم.

فقد تلقّت أميركا، للمرة الثانية، في غضون اسبوع ضربة قاسية من المجتمع الدولي في مجلس الأمن بعد فشل ضغوطها التي مارستها لإعادة فرض الحظر الأممي على الجمهورية الاسلامية الايرانية بتفعيل آلية الزناد، فيما كانت ذاقت "طعم العزلة" يوم الجمعة الماضي بفشلها في تمرير مشروع قرار لتمديد الحظر التسليحي على ايران والذي ينتهي في تشرين الأول/اكتوبر القادم.

في الواقع، فإن "أميركا التي صوّرت نفسها الدولة العظمى والكبرى والمهيمنة باتت منعزلة ولا تستطيع أن تفرض رأيها على أحد من الدول"، بهذه العبارات علّق الكاتب والباحث الإيراني محمد صادق الحسيني في حديث لموقع "العهد" الإخباري على التقهقر الأميركي.  

ولفت الحسيني إلى أن هذا التقهقر هو نتيجة لسلسلة هزائم مُنيت بها الإدارة الأمريكية في سوريا والعراق واليمن.

الحسيني شرح أنه ضمن "آلية الزناد" (اعادة فرض الحظر الاممي على ايران والذي كان قد الغي وفقا للاتفاق النووي والقرار 2231) لا يمكن لأي طرف من الأطراف أي الـ 5+1 استخدامها ضد إيران إلاّ إذا كانت اللجنة المشتركة للدول الموقعة على الاتفاق النووي أثبتت قانونيًا أن الطرف الإيراني لم يلتزم بالإتفاق.

وحدّد المحلل في الشؤون الإيرانية أن الطرف الأمريكي يواجه اشكاليتين، الأولى هي أنه ليس هناك أي إجتماع لأي لجنة مشتركة بين الدول الموقعة تقول أن إيران قد خالفت أو أخلت بتعهداتها، والإشكالية الثانية هي أن أمريكا التي تهدد باستخدامها للآلية لم تعد عضوًا بالاتفاق النووي بعد انسحابها منه، وبالتالي ليس لها الحق القانوني مطلقًا في استخدام هذه الآلية.

وأشار الحسيني إلى أن إيران لم تخل بتعهداتها تجاه الإتفاق النووي رغم عدم رضاها عن الإنسحاب الأمريكي والسلوك الأوروبي المتردد وغير الشجاع.

وبيّن الباحث الإيراني في حديثه لموقعنا أهم الدلالات التي برزت على الساحة جرّاء الهزيمة الأمريكية في العلاقات الدولية وفي موازين القوى الدولية في الآونة الأخيرة، وقال "الدلالة الأبرز هي بدء انسحاب أميريكا جغرافيًا، أي أن الآحادية الأمريكية قد سقطت، وأصبحت أمريكا ضعيفة في المعادلة الدولية"، وأضاف "أمريكا لا تزال تمتلك هيكلية الدولة المهيمنة من خلال امتلاكها أسلحة دمار شامل وأساطيل عسكرية إلّا أنها فارغة من حيث المضمون".

وحول إدارة ترامب، رأى الحسيني إنها إلى مزيد من الإنكشاف أمام أصدقائها الأوروبيين وأتباعها الخليجيين وأمام الكيان الصهيوني، مشيرًا إلى أن أمريكا ستعيد تفكيك وترتيب المساحات مع الدول الخليجية بناءً على وظائف الإدارة الأمريكية، إذ رفع ترامب شعاره الجديد في الإنتخابات "أمريكا أولًا"، وبالتالي ستصبح العديد من الدول التابعة لأميركا "يتامى" جراء هذا الإنسحاب.

وفي سياق موازٍ، يرى الحسيني أن أمريكا لم تستطع تنفيذ خطة الضم "الاسرائيلية" جراء صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني والوحدة الوطنية الفلسطينية، إذ عمدت إلى الاعلان عن اتفاق إماراتي صهيوني في إطار التطبيع لتصبح الدول الخليجية هي في موقع المواجهة في المنطقة.

وأشار الحسيني إلى أن الإدارة الأمريكية هددت السعودية لتعلن العلاقات مع كيان العدو بشكل رسمي أو تغيّر التركيبة السياسية القائمة في السعودية، لافتًا إلى أن هدف ترامب الرئيس هو النجاح بالانتخابات بأي ثمن وبأي أسلوب كان.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم