معركة أولي البأس

 

الخليج والعالم

05/09/2020

"تحديث القوات النووية" .. سباق تسلح نووي جديد تحت عنوان "الردع والتحديث"

أعلنت الولايات المتحدة الأميركة أنها بدأت بتحديث قواتها النووية، بذريعة أن روسيا تعمل بالفعل على إجراءات مماثلة، بينما ترى موسكو أن كل الاتهامات الأميركية ما هي إلاّ فزاعة لنشر مزيد من القوات على حدود روسيا.

وأعلن نائب مساعد وزير الحرب الأميركي روبرت سوفر خلال ندوة أمنية، أنّ بلاده بدأت بتحديث قواتها النووية، "ردّاً على الإجراءات المماثلة من جانب روسيا"، على حد قوله.

وأضاف سوفر، إن الولايات المتحدة تخطط لإكمال هذا البرنامج بحلول عام 2030، وهي بصدد الانتقال من مرحلة صياغة المفاهيم والتصميم إلى مرحلة الهندسة والتصنيع ما سيسمح باقتناء هذه الأنظمة فعلياً.

وزعم سوفر أنه "لا يمكن القول إن برامجنا النووية هي التي أدت إلى تحديثهم النووي، لأن تحديثهم جاء أولاً".

وفي نظرة سريعة على الوقائع العملية لاثبات من ذهب الى سباق التسلح على هذا الصعيد أولاً يتضح بشكل لا لبس فيه أن الولايات المتحدة الأميركية هي التي قامت بذلك.

والدلالة الأبرز في هذا الإطار انسحاب واشنطن من معاهدة الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى والتي كانت أبرمت عام 1987، بذريعة أن الروس قد طوروا صاروخ كروز متوسط المدى معتبرين أنه "يخالف هذه المعاهدة"، ليتبيّن فيما بعد أن الروس طوروا الصاروخ المذكور رداً على تطوير الأميركيين منظومة دفاع جوي وضعت في بولونيا، لينكشف لاحقاً أنها تحولت إلى صاروخ متوسط المدى، وبذلك تكون الولايات المتحدة قد سبقت في هذا الموضوع.

جغرافياً، كان لافتاً الزنار الطويل والممتد من القواعد العسكرية الأميركية في المناطق المحيطة بروسيا، كما في شرق أوروبا كبولونيا ورومانيا وفي لتوانيا وفي مناطق أخرى، فيما لا وجود لأي قاعدة عسكرية بحرية أو جوية للروس قريبة من الولايات المتحدة، وهذا ما يشكّل نقطة حساسة للروس.

وكان السفير الروسيّ لدى أميركا أناتولي أنطونوف أعلن اليوم السبت أن نشر الولايات المتحدة رؤوساً نوويةً ذات طاقة منخفضة، "يزعزع استقرار الردع النووي العالمي وليس الإجراءات الروسية".

وعليه، كلّف الرئيس الروسي وزارتي الدفاع والخارجية دراسة مستوى التهديد الناجم عن التجارب الأميركية، واتخاذ الخطوات الضرورية للرد بالمثل، مشدداً على رفض روسيا الانجرار إلى سباق تسلح ينهك اقتصادها، لكنه أكد أنها لن تتوانى عن اتخاذ الخطوات الضرورية لحماية أمنها.

وفي هذا الصدد، يشار إلى أن التصريحات بشأن وجود "التهديد الروسي" تصدر بين الحين والآخر عن العواصم الغربية، لا سيما بولندا ودول البلطيق، رغم أن موسكو أكدت مراراً أنها لا تنوي الاعتداء على أي من دول الناتو.

وسبق أن أشار وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى أن حلف الناتو يعرف ذلك تماماً، لكنه يتخذ فزاعة "التهديد الروسي" ذريعة لنشر مزيد من القوات على حدود روسيا، الأمر الذي يثير قلق موسكو.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم