الخليج والعالم
القرى المتضررة من الحرائق بريف اللاذقية.. نكبةٌ لسكان المنطقة
دمشق - علي حسن
لم تمر على أهالي قرى ريف اللاذقية فاجعةٌ أكبر من الحرائق الأخيرة التي التهمت كل شيء، سوى فاجعة فقدان أحبائهم حين تسلل الإرهابيون لقراهم عام 2013 وارتكبوا أفظع الجرائم، فهذه كتلك، إذ إنّ مفتعل هذه الحرائق كالإرهابي المتطرف الذي قتل وذبح، فكلاهما سواسيةٌ عند الأهالي المتضررين، الذين تعجز الكلمات عن وصف وجوههم التي لا تزال مكسُوّةً بسواد الحريق.
موقع "العهد" الإخباري جال في عدد من قرى ريف اللاذقية المتضررة بسبب الحرائق التي اندلعت قبل أيام، لم يبقَ بيتٌ ولا أرضٌ زراعية أو حرجية إلا وتضررت، حتى كادت بعض القرى لولا عودة بعض أهاليها لتبدو كمسكنٍ للأشباح، فهذه الحرائق لم يسبق لسوريا أن شهدتها في تاريخها، ولم تقتصر على ريف اللاذقية فقط بل امتدت إلى ريفي طرطوس وحمص في سلسلة جبلية واحدة، ملتهمةً آلاف الهكتارات المزروعة بأشجار مختلفة.
"ضاع شقى العمر كله"، بهذه العبارة بدأ أحد سكان قرية أم الطيور حديثه لموقع "العهد" الإخباري، وتابع: "كانت قريتي من أشهر المناطق السياحية في سوريا، ورزقنا كان يعتمد على السواح الذين يأتون من كل سوريا بالإضافة لمواسم الزراعة، واليوم لم يبقَ لنا لا جبالٌ تأتي الناس للسياحة فيها ولا شجرٌ نأكل من ثمره، النار لم تُبقِ لنا شيئاً". قالها بغصة
كبيرة.
عدد القرى المتضررة في ريف اللاذقية وحده بلغ أكثر من 150 قرية، أهلها جميعاً يعملون بالزراعة بشكل أساسي، وتضرروا بشكل مباشر، وبحسب الإحصائيات الحكومية السورية، بلغ عدد المتضررين المباشرين نحو 30 ألف عائلة بعدد كلي بلغ أكثر من 120 ألف شخص، جميعهم سجلوا كمنكوبين لا يوجد لهم مصدر رزق بعد اندلاع الحريق خصوصاً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والعقوبات المفروضة على سوريا، وعدم مقدرتهم على شراء المعدات الزراعية والبذور، وهذا ما تكفلت به الدولة السورية وأكده الرئيس السوري بشار الأسد خلال جولته التي قام بها قبل يومين للوقوف على الأضرار.
البنى التحتية في المنطقة مدمرة بشكل شبه كامل والمصادر الحكومية السورية أكدت أنّ البنية ستعاد كاملة كما كانت عليه خلال مدة أقصاها عشرة أيام، بما فيها شبكات الكهرباء والماء والهاتف ومنازل المواطنين، كما تم وضع خطط تنموية واقعية سيتم تطبيقها لإعادة الوضع كما كان عليه بأسرع وقت ممكن، كي يستعيد المواطنون السوريون من أهالي المنطقة مصادر رزقهم، فالأضرار لم تقتصر أيضاً بشكل مباشر على الفلاحين على صعيد المزروعات والمحاصيل الزراعية، بل هناك تأثير كبير غير مباشر على كل السوريين، إذ إن ربع إنتاج الزيتون وزيت الزيتون في سوريا قد فُقِد نتيجة هذه الحرائق، وهذا سيؤثر على أسعار هذه السلع الغذائية، وهو ما لا ينقص السوريين في ظل العقوبات الاقتصادية الغربية التي أضعفت القدرة الشرائية ومدخولهم الشهري.