الخليج والعالم
كاتب بريطاني: ترامب حوّل الشرق الأوسط إلى "علبة بارود"
وصف الكاتب البريطاني دافيد هيرست تركة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشرق الأوسط بأنها "علبة بارود" ستشعل المنطقة لعقود قادمة، في إشارة إلى اتفاقات التطبيع الأخيرة بين كيان العدو ودول عربية برعاية أميركية.
وفي مقال نشره موقع "ميدل إيست آي" قال هيرست إن جميع الرؤساء الأميركيين تركوا بشكلٍ أو آخر بصمة في الشرق الأوسط، من اتفاق كامب ديفيد، إلى اجتياح لبنان، وحرب الخليج، وأخيرًا اتفاق "أبراهام".
وأكد هيرست أن "تاريخ الدبلوماسية الأميركية والتدخل العسكري في الشرق الأوسط عبارة عن سلسلة من الفشل، وكلما كان ينصّب رئيس جديد كان عدد الدول الفاشلة في المنطقة يزداد".
وحول عهد ترامب، قال هيرست إن الرئيس الأميركي عزم منذ البداية على تمزيق قواعد التعامل التقليدي مع الشرق الأوسط، عبر إطلاق العنان بالكامل لليمين الإسرائيلي القومي الديني، وتمثل ذلك في شخصيتين معروفٌ عنهما الاعتقاد الراسخ بالاستيطان والسخاء في تمويله، ألا وهما جاريد كوشنر، زوج ابنته وكبير مستشاريه، ودافيد فريدمان، سفيره إلى الأراضي المحتلة.
وتابع الكاتب: "بذريعة التفكير الحر تحت القبة الزرقاء عمدا إلى تمزيق الإجماع الذي كانت تتحرك بموجبه جميع الإدارات الأميركية السابقة بحثًا عن تسوية للصراع في فلسطين – التفاوض على حدود ضمن خطوط 1967، والقدس الشرقية كعاصمة، وحق عودة اللاجئين".
وأضاف هيرست: "كما أزالوا حدود 1967 عندما اعترفوا بمرتفعات الجولان وبضم المستوطنات، واعترفوا بالقدس موحدة كعاصمة لـ"إسرائيل"، وحجبوا التمويل عن وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا)، وصل الأمر الى ذروته بما ثبت أنه انقلاب ناعم على الدولة الفلسطينية – اعتراف ثلاث دول عربية (الإمارات والبحرين والسودان) بـ"إسرائيل" في كامل الأرض التي تحتلها الآن".
تغيير الخارطة
ونقل الكاتب عن فريدمان ما تفاخر به الأخير قال:"ما إن يستقر الغبار، خلال شهور أو ربما سنة، سيكون الصراع الإسرائيلي العربي قد انتهى".
وحول تفاخُر فريدمان قال هيرست: "هذا الانتشاء بالنصر من قبل فريدمان سيكون قصيرًا، وسيكون مآله مشؤومًا، تمامًا كتلك اللحظة التي هبط فيها جورج دبليو بوش على ظهر حاملة الطائرات في عرض البحر، ليعلن مُفاخرًا أن المهمة قد أنجزت في العراق".
وتابع هيرست: "قد لا أتفق مع من يقولون إن اتفاق إبراهام انتهت في مزبلة التاريخ، لكنها بالفعل تصبح بلا معنى عندما تكتشف وزارة الشؤون الاستراتيجية في "إسرائيل" أن تسعين بالمئة مما ينشر في السوشيال ميديا باللغة العربية يندد بتطبيع الإمارات. وبحسب ما دوَّنه معهد واشنطن فإن 14 بالمئة فقط من السعوديين يؤيدون التطبيع، فقط بناء على هذه الأرقام، يبدو أن فريدمان يحتاج للانتظار زمنا طويلاً قبل أن يصل إلى الرأي العام العربي في القرن الحادي والعشرين، كما عبر عن ذلك بنفسه".
ووصف هيرست ترامب بالجاهل والغافل، وقال إن: "كل ما يعنيه في هذه العملية هو ذاته، يعاني ترامب من أعراض حالة صبيانية نرجسية، كيف لا وهو الذي كان مطلبه الوحيد من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ألا ينال سواه لقب منقذ "إسرائيل"؟".
وفي الختام قال هيرست:"تلك هي تركة ترامب، وإن كانت في الواقع أيضًا تركة كل من سبقه من الرؤساء، سوف يشعل اتفاق أبراهام فتيل الصراع في المنطقة لعقود قادمة".
الإمارات العربية المتحدةالسودانجاريد كوشنير