الخليج والعالم
معسكر اليمين المتطرف يقود موجة جديدة من الإرهاب المحلي
رأى الكاتبان بروس هوفمان وجايكوب وير في مقالة نشرها موقع "لوفير" أن "معسكر اليمين المتطرف أصبح مفتتا خلال الأعوام القليلة الماضية"، مؤكدين أن هذا المعسكر بات يشكل اليوم تهديدًا خطيرًا أكثر من أي وقت مضى ضد أجهزة انفاذ القانون والأجهزة الاستخباراتية، التي تواجه تحديات كبيرة لمواجهته.
وأضاف الكاتبان أن "التهديد الذي كان يشكله معسكر العنصريين البيض كان يقتصر على الاعمال الفردية، كما حصل في النرويج ونيوزلندا، إلا ان مجموعة "غير متجانسة" من اللاعبين انظمت إلى الخانة الأيديولوجية نفسها"، معتبرا أن "كل هؤلاء اللاعبين يسعون إلى تنفيذ اجندتهم واستراتيجيتهم بهدف تقويض وتدمير "النظام الليبرالي الغربي"".
وفي هذا السياق، تحدث الكاتبان عن جماعات البيض العنصريين والنازيين الجدد، منها "اتوموافن ديفيجين" "Atomwaffen Division" و"القاعدة" "The Base""، وقالا إن هناك أسئلة تطرح حول كيفية التعامل مع المنتمين الى هذه الجماعات الذين خرجوا من السجن، تمامًا كما هو الوضع مع من أسموهم "السلفيين الجهاديين"".
ولفت الكاتبان إلى جماعة "بوغالو بويز" "Boogaloo Boys" التي قامت بدور بارز في اعقاب المظاهرات المنددة بمقتل جورج فلويد في الولايات المتحدة"، موضحا أن "هذه الجماعة تنتظر اندلاع "حرب أهلية أميركية جديدة"".
وتابعا ان هذه الجماعة كانت مسؤولة عن أسوأ الحوادث والمخططات الإرهابية التي شهدتها الولايات المتحدة خلال الأشهر الماضية، لافتين إلى خطة اختطاف حاكمة ولاية ميشيغان التي كشفها مكتب التحقيقات الفدرالي الـ"FBI".
الكاتبان قائلا إن عقيدة هذه الجماعة تقوم على العداء لسلطة الحكومة ولقوات الشرطة، وتسعى إلى إسقاط الحكومة واستبدالها بنظام "رأسمالي لا سلطوي""، محذرين من ان "هذه الجماعة تشكل تهديدا لا يستهان به وقد يصبح أكثر خطورة في حال اندلع الخلاف على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية".
وحذرا من "تزايد خطورة التهديد بسبب تمكن الميليشيات المنتمية الى المعسكر "المعادي للحكومة" من تجنيد الاتباع من الجيش الأميركي".
وحول جماعة كيو اي نون" "QAnon"، أشار الكاتبان إلى انها "ترى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ينقذ العالم من حلقة يديرها بشكل أساس أعضاء الحزب الديمقراطي واليهود"، وأضافا أنها كما بوغالو بويز ستشكلان تهديدا محتملا في حال لم تكن نتائج الانتخابات الرئاسية لصالح ترامب".
وتحدث الكاتبان عن الجماعات التي تقوم بدمج الايديولوجيات، كـ"الفاشيين البيئيين""، وأوضحا أن "عقيدة هذه الجماعة تقوم على أن "تفوق البيض" هو وحده القادر على وقف التدهور البيئي وإنقاذ الأرض"، وأضافا أن "هذه الجماعة تقترح ان تقتصر المجتمعات الغربية على العرق الأبيض من أجل خفض عديد السكان".
وقال الكاتبان إن اليمين المتطرف لم يكن ظاهرة جديدة، وشددا في نفس الوقت على ان هذا المعسكر أصبح مختلفاً اليوم في ظل وجود الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك في ظل الاستياء الشعبي المتزايد في الولايات المتحدة ودول غربية أخرى.
وحذر الكاتبان من احتمال إقدام جماعات اليمين المتطرف على التصعيد الفجائي في العنف الذي تمارسه، ومن ان الحكومة الفدرالية وأجهزة انفاذ القانون لا تمتلك استراتيجية واضحة لمواجهة هذه الجماعات.
كما حذرا من أن "الانتخابات الرئاسية الأميركية ستشكل القنبلة الموقوتة الأخطر، خاصة في حال اندلعت الخلافات على نتائج الانتخابات"، مشيرا إلى أن "الكثير من هذه الجماعات ومن بينها كيو اي نون" "QAnon" تتأثر بشكل كبير بترامب، وبالتالي فإن اي إشارات تفيد أن هناك تزويرا لصالح بايدن قد تشعل أعمال عنف، خاصة إذا ما اختار ترامب تضخيم هذا الموضوع.
وختم الكاتبان بالقول إن ""الرصاصة او القنبلة القادمة" قد تأتي من أي مكان وقد تشعل موجة جديدة من "الإرهاب المحلي".