الخليج والعالم
الرئيس الأميركي المنتخب: وداعًا لسياسة ترامب الطائشة
كتب الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن مقالة نشرتها مجلة "فورين أفيرز"، تناول فيها الواقع السياسي في الولايات المتحدة في عهد الرئيس الخاسر دونالد ترامب، ثم تطرق إلى سياسته الداخلية والخارجية مع تسلمه منصبه.
وفي مقالته، انتقد بايدن سياسة ترامب الخارجية بشدة، واصفًا إياها بـ"الطائشة"، وقال: "أهان ترامب حلفاء الولايات المتّحدة وقوّضهم، وتخلّى عنهم، وهاجم خبراء استخبارات البلاد ودبلوماسيّيها وقوّاتها العسكرية، وجرَّأ خصومنا ضدَّنا وبدّد قدرتنا على مكافحة تحديات الأمن القومي من كوريا الشّمالية إلى إيران، من سوريا إلى أفغانستان وفنزويلا، دونَ تحقيق أيّة مكاسب عمليًّا، وشنَّ حروبًا تجاريَّة طائشة ضدّ حلفاء الولايات المتّحدة وخصومها على حدٍّ سواء، أنزلت أشدّ الضرر بالطبقة الوسطى الأميركيّة".
وتابع بايدن:"تنازل ترامب عن الريادة الأميركيّة في الحشد للإجراءات الجماعيّة ضدّ التهديدات الجديدة، لا سيّما تلك التهديدات الفريدة التي نشهدها خلال القرن الحالي، وممّا كان لهُ عميق الأثر تخلّيه عن القيم الديمقراطيّة التي تمنح أمّتنا قوّتها وتُوحِّد صفوفنا كشعب".
ورأى بايدن أنه "فيما كانت التحديات العالمية التي تواجه أميركا تتزايد تعقيدًا وإلحاحًا، من التغيّر المناخي إلى الهجرات السكانية الضخمة والاضطراب التكنولوجيّ والأمراض المعدية؛ كان التعصب القومي واللاليبرالية يحدّان من قدرتنا على ملاقاة التهديدات جماعيًا"، وأضاف: "باتت الديمقراطيّات مشلولة بالحزبيّة المفرطة ويعوقُها الفساد وتُثقل كاهلها اللا مساواة، كما تدنّت الثقة في المؤسسات الديمقراطية، وتصاعَد الخوف من الآخرين، وبات النظام العالميّ الذي شيّدته الولايات المتّحدة بحرص آيلًا للسقوط، أما ترامب وأنداده من "الديماغوجيين" من حول العالم فيعتمدون على هذه العوامل لتحقيق مكاسبهم الشخصيّة والسياسيّة الخاصّة".
بايدن رأى أنه يتوجب على رئيس الولايات المتحدة القادم أن يخاطب العالم كما هو في كانون الثاني/يناير 2021، ولفت إلى أن "لملمة القطع المتناثرة ستكونُ مهمّة كبيرة، إذ يتعيّن على الرئيس القادم أو الرئيسة القادمة إنقاذ سمعتنا، وإعادة بناء الثقة بقيادتنا، وحشد شعبنا وحلفائنا على حدٍّ سواء من أجل مُلاقاة التحديات الجديدة على وجه السّرعة، لا وقت كي نضيّعه".
وختم مقالته بالقول: "كوني رئيسًا للبلاد، سأتَّخذ خطوات فوريّة لإعادة إحياء الديمقراطية والتحالفات الأميركية، وحماية المستقبل الاقتصادي لأميركا، كي تعودَ مرة أخرى لريادة العالم، هذه ليست لحظة خوف، بل الوقت المناسب للاستفادة من القوّة والجسارة التي دفعتنا إلى النصر في حربين عالميتين وأسقطت الستار الحديدي أرضًا، لقد أدّى انتصار الديمقراطية والليبرالية على الفاشية والاستبداد إلى ميلادِ العالم الحر، لكنَّ هذا النّزال لا يُحدِّد معالم ماضينا فقط، بل ومستقبلنا أيضًا".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
27/11/2024