الخليج والعالم
ما هي تحديات بايدن الخارجية؟
رأى الباحث المعروف توماس رايت في مقالة نشرتها مجلة "ذات أتلانتيك" أن الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن سيواجه وضعًا مختلفًا تمامًا عما كان عليه عندما كان نائب رئيس الولايات المتحدة، وقبل ذلك عندما كان عضوًا في مجلس الشيوخ.
وأشار الكاتب الى تحديات جديدة سيواجهها بايدن مثل وباء "كورونا" والصين، مضيفًا أن رئاسة بايدن ربما تشكل الفرصة الأخيرة الأفضل للمؤسسة كي تثبت ان السياسة الليبرالية القائمة على التعاون الدولي تمثل استراتيجية أفضل من القومية الشعبوية.
كذلك تحدث الكاتب عن ضرورة ان ينظر بايدن في الخيارات الاستراتيجية التي يطرحها "فريق متنوع أيديولوجيًا".
وبعد إشارته الى أنه تحدث مع مصادر مطلعة، قال الكاتب إن هناك نقاشًا يدور بين "الوسطيين" في الحزب الديمقراطي حول مستقبل السياسة الخارجية الأميركية، وأوضح أن هناك معسكرًا يدعم سياسة خارجية تنسجم مع سياسة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.
ووفق الكاتب، هذا المعسكر يؤمن بالإدارة الدقيقة لنظام ما بعد الحرب الباردة ويتبنى المقاربة الحذرة، وبأنه سيقف بوجه الصين لكنه لا يريد في الوقت نفسه أن تأخذ الاستراتيجية شكل التنافس بين القوى الكبرى.
وتابع الكاتب أن هذا المعسكر يأمل بالتعاون الثنائي مع بيكن في ملفات مثل التغير المناخي وغيره، كما قال إن هذا المعسكر يدعم فكرة بايدن لعقد قمة للدول الديمقراطية، لكنه لا يرغب بتنافس أيديولوجي بين الديمقراطية والسلطوية، وأردف أن المعسكر هذا يدعم العودة الى الاتفاق النووي مع إيران ويريد ان يستمر الدور التقليدي الأميركي في منطقة الشرق الاوسط، وإن هذا الفريق يدعم عمومًا اتفاقيات التجارة الحرة والعولمة.
عقب ذلك، لفت الكاتب الى معسكر آخر يتحدى معتقدات عهد أوباما، وقال إن هذا المعسكر يؤمن بضرورة تغيير السياسة الخارجية الأميركية من اجل التعامل مع القومية الشعبوية، مضيفًا أن هذا الفريق هو أكثر استعدادًا للمخاطرة "المحسوبة" وأكثر ارتياحًا حيال حدوث التوتر مع الخصوم والحلفاء.
الكاتب أشار الى أن هذا المعسكر يرى أن الصين تشكل التحدي الأكبر ويؤيد نهجًا أكثر تنافسيًا مع بكين، وأن هذا الفريق يرى أن التعاون مع "مجتمعات حرة أخرى" يشكل عنصرًا مركزيًا في السياسة الخارجية الأميركية، حتى وإن أدت الشراكة هذه الى خلافات مع حلفاء "سلطويين" لا يعتبرون بتلك الأهمية.
وقال الكاتب إن هذا المعسكر يريد أن يُقلّل من تورط الولايات المتحدة في الشرق الأوسط عمومًا وانه أكثر استعدادًا لاستخدام الأوراق ضد إيران ودول الخليج العربية من اجل التوصل الى اتفاق جديد بديل عن الاتفاق النووي مع إيران، وتابع "هذا الفريق يدعم إجراء تغييرات ملحوظة على السياسة الخارجية الاقتصادية، والتركيز على الضريبة الدولية والامن الالكتروني ومشاركة المعلومات والسياسة الصناعية والتكنولوجيا، بدلاً من اتفاقيات التجارة الحرة".
ومن ثم اعتبر الكاتب أن رؤية بايدن العالمية تنسجم والمعسكرين في آنٍ معًا، إذ يثق الرئيس الأميركي المنتخب بالكثير من المسؤولين الكبار الذين عملوا في ادارة أوباما، لكنه في الوقت نفسه كان منزعجًا من النهج الحذر الذي تبناه أوباما.
وأشار في هذا السياق الى أن بايدن كان من داعمي إرسال الأسلحة "القاتلة" الى أوكرانيا، بينما كان أوباما معارضًا لذلك. كما لفت في السياق نفسه الى أن بايدن تحدث بلغة صريحة أكثر عن التنافس مع الصين وروسيا مقارنة بأوباما.
عقب ذلك، أشار الكاتب الى معسكر "التقدميين"، وقال إن هذه المجموعة ستشكل قوة لا يستهان بها في الحزب الديمقراطي خلال حقبة بايدن، وأوضح أن التقدميين يرون أن السياسة الخارجية يجب ان تخدم بشكل أساس الأهداف الاقتصادية والسياسية المحلية، مضيفًا أن هذه المجموعة لا تؤيد الانفاق العسكري الكبير وتريد ان تقلل الولايات المتحدة من اعتمادها على العنصر العسكري في سياستها الخارجية، وأن التقدميين يتخوفون من صعود الحكم السلطوي عالمياً ويريدون التصدي له.
الكاتب أشار الى أن مستشاري بايدن حاولوا الانخراط مع شخصيات من المعسكر التقدمي مثل اليزابيث وارن وبيرني ساندرز، وأن التقدميين يلعبون دورًا في أجندة بايدن الاقتصادية، لكنه قال إن هؤلاء تبنوا موقفا أكثر تحديًا لفريق بايدن في مجال السياسة الخارجية، إذ يأملون بالضغط عليه في ملفات مثل الصين وإيران والإنفاق العسكري
الخليجفيروس كوروناباراك أوباما