الخليج والعالم
عن سليماني الذي شكّل فكرًا عسكريًا عالميًا في الحرب على الإرهاب
دمشق - علي حسن
في ذكرى سنوية الشهيد الحاج قاسم سليماني يستدرك أطراف محور المقاومة قيمته ومكانته الكبيرة التي لا تُعوّض، فهو القائد الذي كان يجوب ساحات القتال إلى جانب مقاتليه، مفكراً وواضعاً لخطط سير المعارك التي أدّت لنصر محور القماومة على الهجمة الإرهابية التكفيرية، النّصر الذي شكّل إضافة لفكر العسكر على مستوى العالم.
الخبير العسكري والإستراتيجي السوري ومدير الإدارة السياسية في الجيش السوري سابقاً اللّواء حسن حسن قال لموقع "العهد" الإخباري إنّه: " عندما نتحدّث عن قائدين بحجم الشهيد الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، فنحن نتحدث عن منظومة متكاملة من القيم الفكرية والعسكرية والأخلاقية والإنسانية القائمة على أسس المقاومة المشروعة التي هي بأساسها رد فعل مشروع على فعل غير مشروع، وبالتالي الحديث عن قائد غير عادي، استثنائي إيراني الهوية ولكن أفعاله عروبية مقاومة وتجاوز بها الحدود الجغرافية للدولة التي ينتمي إليها، وبات إيرانياً سورياً عراقياً لبنانياً وفلسطينياً وضع نصب عينيه تحرير القدس ومُقارعة الشيطان الأمريكي الأكبر وأزلامه ومن يسير في فلكه".
وأضاف اللواء حسن أنّ " الشهيد القائد كان مدرسة في نصرة المظلومين والقيام بالواجب المقدس وإعلاء كلمة الله الحق وليس هناك جبهة اتّجه إليها الشهيد وشارك في أعمالها القتالية إلا وارتفعت معنويات المقاتلين وباتوا على موعد مع النصر بينما يقتنع الإرهابيون ومن يقودهم بأن الخسارة حتمية".
و أكّد حسن لـ"العهد" الإخباري أنّ "سليماني كان قائداً على المستوى الإستراتيجي وهذا ما أشار إليه سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطاباته الأخيرة، كما كان قائداً على المستوى العملياتي والتّكتيكي، فمثلاً الشهيد القائد لم يكن يعمل في دائرة تحقيق الأهداف فقط بل يرقى إلى المستوى العملياتي و التّكتيكي".
وتابع: "هناك استراتيجية أقرّها الشهيد سليماني بالتّحاور والنّقاش ووضع كل الإحتمالات على الطاولة مع الحلفاء في سوريا والعراق، كتبت النصر لمحور المقاومة في حرب غير تقليدية ومركبة ضدّ عصابات إرهابية بقوام جيوش مدعومة من قوى إقليمية وعظمى، وهذا المستحدث في الفكر العسكري كان لا بدّ من التعامل فيما يتلاءم معه، وجابه محور المقاومة الإرهاب على الجغرافية السورية وشكّل إضافة للفكر العسكري العالمي".
واعتبر أنّ " الشهيد القائد أضاف إضافةً نوعية للفكر العسكري العالمي خلال الحرب على الإرهاب، فالتعامل والتنسيق بين الجيش التقليدي الذي كان الجيش السوري المعروف بغزارته النارية وقدرته على الإنتشار والهجوم من أكثر من محور، وما بين تكتيكات المقاومين الذين يتّصفون بالكفاءة البدنية والقدرة على التقدم والإختراق و الإلتحام المباشر، وعند تقدم المقاومين تحت غطاء ناري للجيش السوري كان الزمن الفاصل بين نهاية النيران الصديقة للجيش السوري وما بين انطلاق المقاومين للإلتحام المباشر مع الجماعات الإرهابية كان من مسافة صفر، وهذا ما أشير إليه بوثائقي أسرار التحرير الثاني".
وختم الخبير العسكري والإستراتيجي السوري لـ"العهد" أنّ "هذا التكتيك أقره الشهيد الحاج قاسم وبه أضاف للفكر العسكري العالمي الكثير وأكسب الجيش السوري والمقاومة الكثير من الخبرات، وهذا أكثر ما يُقلق جنرالات العدو الصهيوني".