الخليج والعالم
سياسة بايدن تجاه السعودية: هل تقف عند حدود استرضاء الشارع الأمريكي؟
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرًا أشارت فيه إلى التعهدات التي كان قد قدّمها الرئيس الأميركي جو بايدن خلال حملته الانتخابية لجهة العلاقات مع السعودية مثل وقف مبيعات السلاح والكشف عن محتوى تقرير الاستخبارات الأميركية حول دور ولي العهد محمد بن سلمان في قتل جمال خاشقجي.
وبحسب الصحيفة، ينوي بايدن هذا الأسبوع إجراء أول اتصال هاتفي له بالملك السعودي سلمان بن عبد العزيز منذ توليه الرئاسة، والسبب الأساس لهذا الاتصال هو تحذير الأخير من أنه سيُكشف عن محتوى التقرير عن مقتل خاشقجي ونشره.
الصحيفة تحدثت عن تحوّل كبير في تعامل إدارة بايدن مع السعوديين مقارنة بإدارة ترامب، مشيرة إلى التعليمات التي أصدرها بايدن بوقف مبيعات السلاح وأشكال الدعم الأخرى للسعودية في موضوع الحرب على اليمن.
وتابعت الصحيفة أن محتوى التقرير حول مقتل خاشقجي ليس سرًا، مذكرة بما نشرته في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي عن توصل المسؤولين الاستخباراتيين الأميركيين إلى تقييم أن ابن سلمان هو الذي أمر بتنفيذ جريمة القتل.
ولفتت إلى أن المسؤولين السعوديين يحاولون معرفة ما إذا كان بايدن يسعى إلى عزل ابن سلمان ومنعه من تولي منصب الملك من خلال فرض العقوبات عليه والسماح بمحاكمته جنائيًا.
الدعم الأمريكي للسعودية سيبقى
بالموازاة، توقّفت أنيل شلين في مقالة نشرتها على موقع "ريسبونسبل ستايتكرافت" عند الموضوع نفسه، فقالت إن "بايدن ورغم انتقاداته العلنية للسعودية إلّا أنه لم يغيّر أسس العلاقة معها.
ولفتت في هذا السياق إلى اعلان بايدن وقف الدعم للعمليات العسكرية السعودية "الهجومية" في اليمن وتجميد مبيعات السلاح "ذات الصلة"، منبّهة إلى أن الإدارة الأميركية لم تقدم تعريفًا لهذه اللغة أي مصطلحات مثل "الهجومية" و"ذات الصلة"، مشيرة إلى تأكيد بايدن أن الولايات المتحدة ستستمر بمساعدة ودعم السعودية.
كما تطرقت الكاتبة إلى وجود القوات الأميركية في السعودية قائلة إنه "لا داعي لهذا الحضور من الناحية العسكرية"، معتبرة أن إخراجها من السعودية سيفيد بأن بايدن بالفعل ينوي محاسبة ابن سلمان وآل سعود.
وتحدثت الكاتبة عن احتمال أن تكون الانتقادات التي وجهها بايدن إلى السعودية تهدف إلى استرضاء الشارع الأميركي من دون وقف الدعم لأسرة آل سعود، لافتة إلى أن شركات السلاح الأميركية تشكل إحدى أقوى اللوبيات الداعمة للرياض.
ووفق الكاتبة، عدم استعداد بايدن للضغط على السعودية هو خطوة غير حكيمة، والموقف الحالي الذي تتبناه واشنطن يشجع السعودية وكذلك دولة الامارات و"إسرائيل" على السلوك العدواني.
هذا ورجّحت الكاتبة أن يطمئن بايدن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز (خلال الاتصال الهاتفي المتوقع بينهما) بأنه لا ينوي تغيير أساس العلاقة مع السعودية، وقالت إن هذه العلاقة استندت تاريخًا الى حاجة الولايات المتحدة للنفط السعودي، بينما أصبحت اليوم تستند الى "شهية الحكومة السعودية للأسلحة الأميركية".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
22/11/2024