معركة أولي البأس

الخليج والعالم

انتفاضة الداخل المحتلّ أخطر من غزَّة على العدو
27/05/2021

انتفاضة الداخل المحتلّ أخطر من غزَّة على العدو

توقف الكاتب "مارك بيري" في مقالةٍ نشرت على موقع "ناشونال انترست" عند الاعتقاد الزائد داخل أروقة السياسة الأميركية الذي يرى أنَّ المواجهة الأخيرة في الأراضي المحتلة كانت مختلفة عن سابقاتها، مشيرًا الى أن النزاع اندلع داخل "إسرائيل" نفسها إلى جانب ما حصل في قطاع غزة، وتداعيات ذلك كبيرة جدا".

ولفت الكاتب إلى تعرُّض الفلسطينيين لعمليات اعتداء مروعة وأيضًا إلى إحراق المعابد اليهودية، مبينًا أنَّ ذلك أحدث زلزالاً للمؤسسة السياسية "الإسرائيلية"، موضحًا أنَّ التهديد الذي يواجهه  الكيان الصهيوني في الداخل المحتل هو أكبر بكثيرٍ من التهديد الذي تشكله حركة حماس من قطاع غزة. 

وبحسب"بيري"، دفع "العنف" الذي انتشر في كل أنحاء الكيان المُحتل وزير الحرب "الإسرائيلي"  بيني غانتس إلى إصدار التعليمات لوحدات شرطة الحدود "الإسرائيلية" بتعزيز صفوف أجهزة إنفاذ القانون المحلية. 

وفي الوقت نفسه، ذكر الكاتب أنَّ وحدات شرطة حماية الحدود استُدعيت من الضفة الغربية، وهذه الوحدات معروفة بممارساتها القاسية بحق الفلسطينيين.  

وبالتالي، رأى الكاتب أنَّ قرار غانتس بالنسبة للشعب الأميركي يذكِّر بالقرار الذي اتخذته إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب خلال مظاهرات "حياة السود مهمة" (Black Lives Matter) العام الماضي، إذ أُرسل حراس السجون من تكساس إلى العاصمة واشنطن. 

كذلك، كشف الكاتب عن شعور الاميركيين بأنَّ "إسرائيل" تعاني من الخلل المؤسساتي نفسه الموجود داخل الولايات المتحدة والذي أدى إلى مقتل جورج فلويد في شهر أيار/مايو العام الماضي. 

وقال إنَّ الفلسطينيين لا يحظون بحقوقٍ متساوية مع بقية "إسرائيل" على المستوى التعليمي والوظيفي والخدمات الاجتماعية وغيره، وذلك على الرغم من أنهم يشكلون أكثر من نسبة 20% من عديد قاطني الكيان الصهيوني.

كما تحدث الكاتب عن تهميش الأحياء العربية وارتفاع نسب البطالة والجريمة والفقر في هذه الأحياء، مضيفًا أنَّ قوات الشرطة الموجودة في مستوطناتٍ ذات غالبية يهودية وأقلية عربية هي من اليهود فقط.

هذا، واستشهد "مارك بيري" بمقالة كتبها "دايفيد هوروفيتس" على موقع "تايمز أوف إسرائيل" والتي قال فيها إنَّ القادة السياسيين الصهاينة هم الذين يتحملون مسؤولية الانتفاضة العربية في "إسرائيل"، وذلك من خلال التحالف مع أحزاب يمينية معادية للعرب لاستمرار هيمنة الأحزاب اليهودية على تشكيلة الحكومة الإسرائيلية.

وشبَّه الكاتب ذلك بما حصل في الماضي في الولايات المتحدة، حيث كانت جماعة "كو كلوكس كلان" أشبه بجناحٍ للحزب الديمقراطي في الجنوب. 

وشدَّد على أنَّ الأحداث في "إسرائيل" لها تداعيات كبيرة داخل الولايات المتحدة حيث هناك عددٌ متزايدٌ من الأميركيين الذين يرفضون سياسات الدعم المطلق لـ"تل أبيب"، متوقعًا أن يتعزَّز هذا الموقف عندما تندلع المواجهة المقبلة وأن تشمل هذه المواجهة ليس فقط الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال وإنما "الإسرائيليين العرب داخل إسرائيل نفسها".  

كذلك، توقَّع الكاتب أن يحتل موضوع الحقوق وليس الصواريخ الأولوية بالنسبة للأميركيين خلال الأعوام المقبلة، خاتمًا أنَّ "ذلك لا ينسجم ورغبات الحكومة الإسرائيلية".

انتفاضة القدس 2021

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

خبر عاجل