الخليج والعالم
محافظ الحسكة لـ"العهد": "قسد" تعرقل المسيرة التربوية
محمد عيد
تشن ميليشيا "قسد" المدعومة من قوات الاحتلال الأمريكي حربا مفتوحة على مواطني محافظة الحسكة، وتأخذ الحرب مسارًا فكريًا بفرضها لمناهجها الخاصة المتماهية مع أفكار الاحتلال والمتناقضة مع البديهيات الفكرية والتعليمية التي تربى عليها المواطنون السوريون بمختلف مشاربهم وانتماءاتهم. بيد أن الدولة السورية لم تقف مكتوفة الأيدي تجاه هذه التجاوزات وجهدت وسعها لاستيعاب كل أبنائها الطلبة في المدارس الحكومية رغم قلة الإمكانيات.
متمسكون بالمدارس الحكومية
يقطع الطالب خالد مسافة طويلة وشاقة من مدينته الشدادي إلى مركز مدينة الحسكة حيث توجد مدرسة ثانوية حكومية سورية أصر والده أن يسجله فيها على أن يسجله في مدرسة تابعة للإحتلال وأدواته ومنهجها الدراسي أمريكي الهوى.
يروي خالد لموقع "العهد" الإخباري عن التلكلفة الباهظة التي يدفعها نتيجة هذه الرحلة الطويلة فضلًا عن الجهد الكبير والوقت الطويل الذي يقطعه على الطرقات في ظرف وصل فيه سعر تنكة البنزين إلى ما يقارب المئة ألف ليرة سورية.
الآلاف من أبناء محافظة الحسكة ومدينة القامشلي يسلكون الدرب الشاق نفسه كي تقر أعينهم برؤية منهاجهم الوطني الذي يقف على النقيض مما تحاول "قسد" زرعه في نفوس الطلبة، كما يؤكد غسان خليل محافظ الحسكة.
وفي تصريح خاص بموقع "العهد" الإخباري شرح خليل الصعوبات التي تعاني منها العملية التدريسية والتي تتمثل في خروج أكثر من ثمانين في المئة من مدارس المحافظة عن سيطرة الدولة والمؤسسة التعليمية بالكامل، الأمر الذي خلق ازدحامًا كبيرًا على المدارس التي تقع تحت سيطرة الدولة.
محافظ الحسكة عاب على ميليشيا "قسد" اغلاق المدارس في وجه الطلاب، مشيراً إلى أن هذه المدارس تستخدم في غير الغاية المخصصة لها حيث "تتحول إلى مستودعات أسلحة أو غير ذلك".
وحول الاجراءات التي قامت بها المحافظة للتعاطي مع هذا الموقف الشائك أكد المحافظ لموقع "العهد" الإخباري أنه "تم التركيز قدر المستطاع على المدارس الخاصة حيث رُفعت أعداد الشعب الصفية ونُصبت الغرف مسبقة الصنع في الشوارع لكي تستوعب أكبر عدد من الطلاب وتم السماح لمن يملك منزلاً بأن يحوله إلى قاعة صفية عبر ترخيصه لاستيعاب الطلاب داخله فضلًا عن تخصيص المدرسين المتواجدين في نفس المنطقة كي يدرسوا في هذه البيوت".
أزمة حي طي
معاون مدير التربية أحمد علي تحدث لموقع "العهد" الإخباري عما جرى في حي طي في مدينة القامشلي حيث تمت السيطرة عليه مؤخراً من قبل ما يسمى وحدات الحماية فاضطرت مديرية التربية لنقل هذه المدارس إلى أخرى بدوامين لاستيعاب الطلاب.
معاون مدير التربية في الحسكة أكد لموقع "العهد" الإخباري أن ميليشيا "قسد" أخلفت وعدها للجانب الروسي بعد سيطرتها على الحي بتسليمه مع مدارسه إلى لجان محلية فعمدت إلى وضع يدها على هذه المدارس وتهجير طلابها الذين فضلوا المدارس الحكومية السورية على مناهج المحتل وأدواته كما يقولون، مشيرًا إلى أنه ومع انطلاقة العام الدراسي لهذا العام توجه أكثر من مئة وأربعين ألف طالب وطالبة إلى مدارسهم رغم خروج أكثر من 2100 مدرسة حكومية عن السيطرة وبقاء حوالي 146 مبنى حكوميًا خاصًا بمديرية التربية حيث تم تحويل الدوام إلى نصفي لاستقبال أكبر عدد ممكن من الطلاب.
وحول الإجراءات الاحترازية الصحية التي تسبق التحضير للعام الدراسي، أشار العلي إلى قيام المديرية خلال الأسبوعين الماضيين بتجهيز وتعقيم المدارس بالكامل عن طريق دائرة الصحة في مديرية التربية وبإشراف المعنيين ومع "اقلاع" العام الدراسي في الخامس من هذا الشهر كان هناك إقبال كثيف جدًا.